خواطر-نسافر لنقول سافرنا

عمار16 أكتوبر 2020آخر تحديث :
خواطر-نسافر لنقول سافرنا

اكثرنا لا يريد شيئا غير التسلية و الأُلهيات ، وعندما يغمرنا طوفان منها ،فإن بضعة أشياء سيئة ستحدث ، اولا ، سنصبح متزايدي هشاشة ، و يعني هذا ، ان ينكمش عالمنا بما يتناسب مع حجم قيمنا المتضائلة بإستمرار ، و يستحوذ علينا السعي إلى الراحة و المسرة ، ثم يصير أي تناقض محتمل ، أو أية خسارة محتملة ، في تلك المسيرة كارثة في نظرنا كما لو أنها هزة أرضية و كما لو أنه ظلم فادح يصيبنا ، أسطيع القول بأن تقلص مفهوم العالم لدينا ليس تماما بحرية ، إنه نقيضها ، والشيء الثاني الذي يحدث هو أننا نصير أميل الى تبني سلسلة من السلوكيات الإدمانية الوضيعة ،هاجس التفقد المستمر للهاتف ، وحساب فايسبوك ، و حساب انستغرام، ضف إلى ذلك الإصرار المرضي على مسلسلات لانحبها على شبكات مثل نتفليكس مثلا ،و أحيانا مشاركة منشورات سيئة قد لا نقرأها أصلا ، و قبول دعوات و محادثات من اشخاص لا نعرفهم “بتاتاً !!” ، فضلا عن السفر لأماكن كثيرة ، لا لأننا نريد السفر إليها ، بل لأننا نريد أن نمتلك القدرة لكي نقول بأننا قد ذهبنا إليها ، إن السلوك “القهري” الهادف إلى عيش و تجربة مزيد من الأشياء ليس حرية ، من جديد أكاد أقول بأنه يشبه و إلى حد بعيد نقيض الحرية .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل