تسبح في هذا الكون أجرام سماوية عديدة التأمل فيها يجعلك تأخذ طريقا نحو متعة لا مثيل لها و لعل أجمل تلك الأجرام هو “السديم”.
السديم لغة هو الرقيق من الغبار و الضباب و هو مجموعة من الغازات و الغيوم التي تعلو الأفق أو بماحاذاته و علميا هي غازات متخلخلة متكونة من الهيدروجين و الهيليوم و الغبار الكوني تتخذ شكلا منتشرا غير منظم, و تتم دراسة السدم عن طريقة الدراسة البين-نجمية و بصفة خاصة بين نجوم مجرتنا (درب التبانة).
توجد في مجرتنا عديد السدم منها السدم المظلمة و هي سدم كثيفة لا تترك مجالا للضوء للمرور عبرها لذا فهذه السدم لا يمكن رصدها إلا بتيليسكوبات متطورة ((مثل سديم الحية أو ما يعرف ب LDN 483))
توجد أيضا التي يمكننا رؤيتها من الأرض عبر مقراب صغير مثل ((سديم الجبار أو مسييه 42)) و هو سديم يمر عبر نجوم يمكن رصدها و رؤيتها من الأرض فيعكس هذا السديم ضوءها و لذلك يمكن رؤيته بسهولة لذا فهو سديم عاكس للضوء غير ذاتي الإضاءة (تعكس الضوء الأزرق بكثافة لاحتواء الغبار الكوني على الكربون) إذا هي سدم. انعكساية و تشبه كثيرا السدم المظلمة.
ثالث الأنواع هي السدم الانبعاثية, عكس السدم العاكسة هي سدم ذاتية الإضاءة و ذلك عن طريق تقارب الالكترونات و البروتونات في ذرة الهيدروجين فيولد ذلك طاقة تنبعث على شكل ضوء أحمر فينبعث عبر السديم, و من أشهر هذه السدم ((سديم أوميغا)), (يمكن لسديم الجبار أن يكون انبعاثيا في حال مروره بنجوم ساخنة قد تنتج تفاعلات في طبيعته و لذلك هو أكثر السدم رؤية في ليل الأرض).
إن علم الفلك هو أحد أكثر العلوم تعقيدا و في نفس الوقت جمالا.