“النظرية الذرية… من النظرية الفلسفية إلى العلمية”

عمار16 أكتوبر 2020آخر تحديث :
“النظرية الذرية… من النظرية الفلسفية إلى العلمية”

دعونا نعود بالزمن بعيدا, حسنا قبل 650 سنة قبل الميلاد و جغرافيا إلى بلاد الإغريق اليونان في مستعمرتهم “ميليتوس”, حيث قرر الناس أن يبحثوا عن تفسير منطقي للحياة المعقدة التي يعيشونها من حيث ما يحيط بهم و شكله و تشكله فقامو بتأسيس الفلسفة الطبيعية التي اهتمت بشكل مباشر بدراسة الطبيعة من جميع النواحي المعروفة آنذاك، حينها لم يكن هناك شئ يعرف بفيزياء أو كيمياء أو أي من هذه العلوم التجريبية…
كانت احد الامور التي اهتمت بها فلسفة اليونانيون القدماء هي المادة، فقد كان وقتها يعرف أن المادة هي أربعة عناصر مكونة للأرض و هي النار الماء الهواء والتراب، وكانو يعتبرون أن الهواء هو أصل كل المواد، الى أن أتى فلاسفة آخرون على رأسهم ديمقريطس ، وقال كلا ليس هذا كل شئ ، وقدم تفسيرا بان المادة مكونه من شئ يشبه الحصوة سماها أتوموس والتي تعني غير القابل للانقسام كان هذا اول تفسير فلسفي للموضوع و كانت انطلاقة علوم المادة.
فانطلق هذا الاهتمام عبر الأزمنة مرورا عبر دافينشي و بريستلي و لافوازييه ليصل إلى “جون دالتون” أول من وضع فرضية أن الغازات المعروفة تتكون من أجزاء غير مرئية لها وزن هنا تحررت النظرية الفلسفية للمادة لتصبح مفهوما علميا لنظرية الذرة و الأوزان الذرية، و بعدها يأتي أكثر نموذجين تم العمل بهما إلى يومنا هذا حول الطبيعة الذرية و هما:
نموذج طومسون او نظرية البودينغ : كان جوزيف طومسون يعمل على احد تجاربه حيث قام بتسليط تيار كهربائي على غاز مخلخل ، ولاحظ انطلاق اشعاع ، وعندما درسه قال بان هذا الاشعاع ماهو الی فیض متصل من الجسيمات السالبة الشحنة تأثرت بالمجال المغناطيسي ، واستطاع حساب سرعتها وسماها بالإلكترونات ، وقال بانها مكونه من الذرات وهذا ماقام بنفي مفهوم أن الذره غير قابلة للتجزأة, وهكذا انشأ نموذج يعرف اليوم بنموذج البودينغ وقال أن الذرة هي جسم موجب الشحنة توجد عليه جسيمات سالبه الشحنة ، وتختلف كل ذرة في عدد الكتروناتها، وهكذا تكون شحنه الذ متعادلة وتكون مستقرة.
نموذج بور : بعدها تم اكتشاف النيوترونات بعد البروتونات واكتشفها العالم تشادويك وقال بأنها جسيمات متعادله الشحنة تتواجد في نواة الذرة، وفسر علاقتها بالتفاعلات النووية وكيف يمكن أن يكون لنا اكثر من شكل من العناصر تسمى بالنظائر، ولكن بقي تفسير الذره محيرا بعض الشئ، فقد ظهرت بعض الاشكاليات في تفسير رذرفورد، حسنا لو افترضنا ان الالكترونات تدور حول النواة ستفقد طاقه باستمرار، الى ان تجذبها النواة وتنهار الذره ، وبالتالي لاوجود للماده وهذا ليس مانراه ، افترض العالم نیلز بور تفسيرا لهذا وقال: بأن الذرة تتالف من النواة والالكترونات التي تتواجد في مستويات من الطاقه و تدور فيها على مسافات ثابته محددة, وعندما تقوم باكتساب طاقة فهي تنتقل لمستوى أعلى وعندما تفقد طاقة تعود لمستواها الاصلي و فسر هذه النظرية بخطوط الطيف, والتي وضحت أن الإلكترونات التي تدور في مدارات ينبعث منها ضوء في ترددات وطاقات معينة.
إن الفلسفة كانت أولى الطرق المؤدية إلى النظريات العلمية لهذا سميت بأم العلوم, فلولا فلسفة نظرية الأتوميوس لما تواجدت القوة الذرية التي تسير العالم الآن

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل