دعا وزير الشؤون الدينية والاوقاف يوسف بلمهدي يوم الاربعاء العاصمة الى “ضرورة التفكير” في استراتيجية وطنية للاستعمال الجيد للتكنولوجيات الحديثة في كل مناحي الحياة لاسيما في الحفاظ على التكافل الاسري.
واعتبر الوزير خلال مشاركته في الندوة الوطنية التي جرت تحت شعار “المرأة، التكافل الاسري في ظل التغيرات التكنولوجية “عبر تقنيات التحاضر عن بعد ان هذه الاستراتيجية الوطنية تتطلب مشاركة كافة القطاعات المعنية باعتبارها “هامة جدا” من اجل الاستعمال المفيد لهذه الوسائل التكنولوجية في “الحفاظ على التماسك الاسري ونبذ العنف في المجتمع لاسيما ضد المرأة والاطفال”.
وأكد السيد بلمهدي في هذه الندوة التي نظمتها وزارة التضامن الوطني والاسرة وقضايا المرأة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة على اهمية استعمال الوسائل الحديثة للتواصل بطرق “ايجابية وبناءة” داعيا في هذا الاطار الى ضرورة “الابتعاد عن استعمال هذه الوسائل لزرع الشك بين افراد الاسرة و حث على التمسك بالمبادئ الاسلامية وبتوطيد علاقات المودة والرحمة والتواصل والحوار بين افرادها ونبذ العنف”.
ويرى السيد بلمهدي ان مشاركة قطاعه في هذه الندوة تهدف اساسا الى دعم “التحسيس والتوعية بخطورة الاستعمال السيئ لهذه الوسائل” مؤكدا بان “الشريعة الاسلامية لا ترفض اللجوء الى تكنولوجيات الاعلام والاتصال بل تشجع ذلك عند استخدامها بطرق موضوعية وبناءة وبحكمة خاصة لنبذ العنف والحفاظ على كيان الاسرة”.
كما ذكر بان “كل المساجد لجأت الى استعمال هذه الوسائل التقنية جراء انتشار وباء كورونا “كوفيد 19 ” لتعويض الخطاب المسجدي وتبليغ الكلمة الطيبة للأسر لحثها على المحبة والوئام والتماسك في كنف علاقة خالية من أي اشكال العنف سواء ضد المرأة او الاطفال” .
كما ركز السيد بلمهدي على “اللجوء الى استعمال هذه الوسائل الحديثة بنشر المعلومة الحقيقة والابتعاد عن الكذب والاخبار المغلوطة والخطيرة التي تروج للعنف”.
وحث بالمناسبة على ضرورة “حماية حقوق المرأة والابتعاد عن العنف سواء لفظي أو معنوي”معتبرا العنف” سلاح الضعفاء والعاجزين” مستشهدا بذلك باحاديث الرسول محد “ص” الذي أوصى أمته خيرا بالنساء وعدم الاساءة لهن ” .
من جانبه تدخل وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ابراهيم بومزار ليتطرق الى “ايجابيات استخدام هذه التكنولوجيات الحديثة في عدة مجالات اقتصادية واجتماعية وصحية وثقافية ” بحيث انها تشكل –كما قال- “رافدا أساسيا ونافعا في تحقيق التنمية”.
واكد الوزير في هذا الصدد بان “هذه الوسائل الحديثة تسهل العلاقات اليومية بين الافراد والتكيف المستدام مع التطورات الحاصلة في كل المجالات” مبرزا اهمية “تعزيز التكوين للتحكم الجيد في هذه التكنولوجيات لاستعمالها لاسيما في مجال تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة”.
وركز السيد بومزار على ضرورة “تعميم المعلومات الهامة حول ترقية حقوق المرأة في كل المجالات لاسيما في الجانبين الصحي والاقتصادي وفي التكوين والتعليم والتشغيل وكذا منح المرأة الحرفية خاصة في مناطق الظل فرصة “لتسويق منتوجاتها عبر الانترنيت واشراك المرأة في البرامج التنموية”.
من جهة اخرى حث الوزير على وجوب ترسيخ ثقافة التبليغ في حالة تعرض المرأة للنعف عن طريق هذه الوسائط من اجل التدخل السريع لحمايتها وتقديم ارشادات لها مذكرا بالمناسبة بالدليل الذي انجزه قطاعه لحماية الاطفال من كل اشكال العنف.