الجزء الثاني:

☑️الفئة الثانية:

وتعرف باسم “الميغورشيم” بالعبرية، وتعني المطرودين، من يهود إسبانيا، عندما بدأت دويلات الأندلس بالتساقط في سنوات وعرفوا 1391و1462و1608،

بـ”الكبوسين” نسبة للكبوسة الحمراء التي يضعونها على رؤوسهم، وبفضل تكوينهم الديني المتفوق على الفئة الأولى، وإمكانياتهم العددية والثقافية العلمية النابعة من البيئة الأندلسية، فقد استحوذوا على المراكز الديناميكية للجالية اليهودية.

كما استقرت هذه الفئة في عدة مناطق منها (تلمسان معسكر العاصمة و قسنطينة)، غير أن عدد قليل منهم ذهب إلى الواحات الصحراوية جنوب الجزائر.

و بعد سقوط الأندلس و فرار جزء من اليهود للجزائر كانت وقعت قصة بين جزائريين و اليهود بمنطقة (تمنطيط) أو كما يسموها اليهود (أولاد داوود) بأدرار….بحيث هذا المنطقة في القرن 15 كانت من أهم المراكز الإقتصادية و لا تزال آثارها إلى اليوم….

المهم القصة كانت بين اليهود و أحد أئمة الدين الإسلامي إسمه الإمام محمد المغيلي التلمساني كان استقر في هذا المنطقة المعروف ب(الشيخ المغيلي)….بحيث وجد أن اليهود قد صاروا حُكامًا للمدينة متجاوزين الحدود التي حددها الإسلام لأهل الذمة بتصرفاتهم – حسب معتقداته – واعتبر أن اليهود من خلال هذه الممارسات قد خرقوا العهود والمواثيق، خاصة بعد إصرارهم على بناء معبد لهم، و بعد ما بدات الناس تشتكي له من تصرفاتهم، فهذا ما جعله يدخل في مواجهات مسلحة معاهم و طردهم من تمنطيط.

لم تكن تمنطيط المنطقة الوحيدة بل كانت تلمسان أيضا وجهة معروفة خاصة ارتباط تاريخ تلمسان بالطبيب الحاخام اليهودي ( أفرايم ألانكاوه) الذي فر من محاكم التقتيش الإسبانية ، و كان من حظه كما في بعض الروايات أنه استطاع علاج بنت السلطان الزياني (لكحل أحمد منصور)…فأعطاه حيّا يسكن فيه هو و الجالية اليهودية المعروف الآن ب(درب اليهود).

إن دهاء قيادات الطائفة اليهودية مكنتهم من بسط نفوذهم في تلمسان و إذ كانو يمتلكون 17 معبد و بتقريب 1500 محل، كما تمكنت هذه الجالية بعد موت هذا الحاخام من بناء معبد عرف بإسم (الغسّالين)…

هذا المعبد تمّ إيقاف الحج فيه بعد الإستقلال حتى عام 2003 في عهد الرئيس بوتفليقة و 2006 صادق البرلمان الجزائري على قانون حرية المعتقد و قاد إلى اعتماد جمعية دينية يهودية رسمية في الجزائر.

و سمحت الجزائر في 2005 استجابة لطلب من فرنسا بفتح موسم الحج ولكن هذه الزيارة كانت آخر زيارة علنية لهم. إذ أوقفت الجزائر القرار بعد الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2006. علماً أن سكان تلمسان خرجو في مسيرات و هدّدو بحرق أملاك اليهود المتبقية في تلمسان.