خواطر-“التبرير للنفس”

عمار3 يناير 2021آخر تحديث :
خواطر-“التبرير للنفس”

أحيانا نجد أننا نغير آرائنا من دون من دون آية مقاومةٍ أو صعوبة ، و لكن بالعكس تماماً فمتى أدلينا برأينا وقيل لنا : إننا مخطئون ، تجدنا نتمسك به ، و لا نتحرك عنه قيد أنملة . فالسهولة التي نكون بها أفكارنا و عقائدنا في أول الأمر تدعو بحقٍ إلى الدهشة . و مع ذلك لا نلبث حتى نمتلئ إيمانا بها و تعصبا لها . حتى تبلغ الصعوبة بالناس أن يسلبونا معتقداتنا هذه و يزعزعو إيماننا بها . و هذا لسبب بسيط . أننا نضعها مع كرامتنا و اعتزازنا بنفسنا في كفة واحدة . فالأنا هي أهم كلمة في الشؤون التي ترتبط بالإنسان و الفرد . و بطبيعة الحال فالتعقل في التعامل معها يكون بداية و أصل الحكمة الحقيقية . فأنت كفرد ، لن تجد أحداً يسلم في سهولة بأن ساعته معطلة أو أن سيارته التي يقودها يومياً قديمة . و لن يسمح بأن يجادله أحد في معلوماته التي يحملها حوب القمر و النجوم و الفضاء . فنحن نملك رغبة ملحة في أن نستمر في تصديق ما إعتدنا قبوله كحقيقة ، فإذا ألقي ظل من الشك على أحد معتقداتنا دفعنا ذلك للبحث عن أي عذر للتمسك به ، و النتيجة الحتمية أن معظم ما نعده تعقلاً و تدبر إنما هو في حقيقة الأمر إستمرار في البحث عن مبرراتٍ للإستمرار في التصديق بما كنا نؤمن يه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل