أحيانا نجد أننا نغير آرائنا من دون من دون آية مقاومةٍ أو صعوبة ، و لكن بالعكس تماماً فمتى أدلينا برأينا وقيل لنا : إننا مخطئون ، تجدنا نتمسك به ، و لا نتحرك عنه قيد أنملة . فالسهولة التي نكون بها أفكارنا و عقائدنا في أول الأمر تدعو بحقٍ إلى الدهشة . و مع ذلك لا نلبث حتى نمتلئ إيمانا بها و تعصبا لها . حتى تبلغ الصعوبة بالناس أن يسلبونا معتقداتنا هذه و يزعزعو إيماننا بها . و هذا لسبب بسيط . أننا نضعها مع كرامتنا و اعتزازنا بنفسنا في كفة واحدة . فالأنا هي أهم كلمة في الشؤون التي ترتبط بالإنسان و الفرد . و بطبيعة الحال فالتعقل في التعامل معها يكون بداية و أصل الحكمة الحقيقية . فأنت كفرد ، لن تجد أحداً يسلم في سهولة بأن ساعته معطلة أو أن سيارته التي يقودها يومياً قديمة . و لن يسمح بأن يجادله أحد في معلوماته التي يحملها حوب القمر و النجوم و الفضاء . فنحن نملك رغبة ملحة في أن نستمر في تصديق ما إعتدنا قبوله كحقيقة ، فإذا ألقي ظل من الشك على أحد معتقداتنا دفعنا ذلك للبحث عن أي عذر للتمسك به ، و النتيجة الحتمية أن معظم ما نعده تعقلاً و تدبر إنما هو في حقيقة الأمر إستمرار في البحث عن مبرراتٍ للإستمرار في التصديق بما كنا نؤمن يه.
خواطر-“التبرير للنفس”
