أعلنت منظمة العمل الدولية أن ما لا يقل عن 225 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم فقدوا وظائفهم بسبب جائحة فيروس كورونا.
وفي تعقيبها على إعلان المنظمة، قالت صحيفة واشنطن بوست اليوم الاثنين إن خسائر الجائحة تعتبر أسوأ بمعدل 4 مرات من خسائر الأزمة المالية العالمية في عام 2009.
وفي الوقت نفسه أشار تقرير آخر صدر اليوم أيضاً من قبل منظمة أوكسفام غير الربحية لمكافحة الفقر، إلى أن الثروة التي يمتلكها أغنى 10 أشخاص في العالم قد زادت بأكثر من 500 مليار دولار منذ بدء الوباء، وهو ما يكفي لإطعام الكوكب بأسره وفقاً للمنظمة.
عدم المساواة
ويحدد كلا التقريرين أن أحد النتائج الأكثر مأساوية التي تسبب بها وباء كورونا هو عدم المساواة، ووجدت منظمة العمل الدولية أن خسائر الوظائف أثرت بشكل غير متناسب على الوظائف المنخفضة الأجر والتي تتطلب مهارات بسيطة، ما يشير إلى خطر حدوث انتعاش غير متكافئ يؤدي إلى استمرار عدم المساواة بشكل أكبر بالسنوات المقبلة.
وبحسب الصحيفة فإنه في ظل هذا التفاوت الواضح قد تستغرق عودة معدل الفقر العالمي إلى مستويات ما قبل الوباء وقتاً أطول بـ14 مرة من الوقت الذي يستغرقه تعافي أغنياء العالم، وفقاً لمنظمة أوكسفام.
وفي العام الماضي ضاعت 8.8% من ساعات العمل العالمية وفقاً لتقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة
ورصدت المنظمة اضطراباً غير مسبوق في أسواق العمل العالمية، وكان أسوأ تأثير من نصيب النساء والشباب على الصعيد العالمي إذ خسرت 5% من النساء وظائفهن في عام 2020، مقابل 3.9% من الرجال
وتؤكد تقديرات منظمة العمل الدولية أن الأزمة أدت إلى خسائر أكبر نسبياً في فرص العمل والدخل للنساء والشباب من ذوي الأجور والمهارات المنخفضة.
وقال شير فيريك رئيس استراتيجيات التوظيف الجديدة بوحدة التحول الشامل التابعة لمنظمة العمل الدولية: «لقد تضررت قطاعات معينة بشكل أكبر كخدمات الإقامة والطعام».
وبلغت نسبة فقدان الوظائف بين الأشخاص الذين تُراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً 8.7% وفقاً للتقرير.
وقال جاير رايد المدير العام لمنظمة العمل الدولية خلال إفادة صحفية، إن تأثير الوباء كان أكبر ليس فقط من الأزمة المالية ولكن أيضاً من الكساد الكبير الذي جرى في الثلاثينات
وأضاف أنه من المرجح أن يستمر فقدان الوظائف حتى عام 2021 على الرغم من أنه أشار إلى أن الاقتصادات المتضررة يمكن أن تبدأ في التعافي بمجرد ظهور اللقاحات.
وأشار إلى أنه على الرغم من وجود بعض الأخبار الجيدة نسبياً، إلّا أنّه يرى أن علامات التعافي هشة وغير مؤكدة.
عقد على التعافي
وتشير نتائج منظمة أوكسفام أيضاً إلى أن مسار الانتعاش الاقتصادي قد يستغرق عقداً على الأقل حتى يتعافى الناس الفقراء في العالم من الأزمة الصحية، وذلك في الوقت الذي عوض أغنى 1000 شخص بالعالم خسائرهم بالفعل، وحصل أغنى 10 أشخاص على أكثر من 500 مليار دولار خلال الوباء.
وقال مؤلفو التقرير إن الوباء من الممكن أن يؤدي إلى ارتفاع متزامن في عدم المساواة في كل مكان تقريباً لأول مرة منذ بدء تسجيل هذه الإحصاءات
وأشار التقرير أن الوباء زاد التفاوتات القائمة على الثراء والجنس والعرق.
ووصف المشرع البريطاني ديفيد لامى من حزب العمال نتائج تقرير أوكسفام بأنها صادمة.
وكتب على تويتر: «زادت ثروة 10 من أغنى الرجال في العالم بأكثر من 400 مليار جنيه استرليني خلال الوباء- أكثر من كافية لتطعيم كل شخص في العالم».
كما وصفت المشرعة كلوديا ويب وهي أيضاً من حزب العمال نتائج منظمة أوكسفام بأنها مقززة، ودعت إلى فرض ضريبة ثروة على الأشخاص الذين تربحوا من الأزمة.
وترى لجنة ضريبة الثروة البريطانية، أن فرض الضرائب على الأغنياء سيكون حلاً أكثر إنصافاً لمساعدة البلاد على التعافي بدلاً من زيادة الضرائب على السلع أو الدخل.
وقالت ريبيكا جولاند وهي رئيسة قسم عدم المساواة في منظمة أوكسفام، إن السماح لأفقر الناس بمواصلة دفع الثمن أمر بغيض أخلاقياً.