أشرف اليوم الثلاثاء، 09 فبراير 2021، السيد ابراهيم بومزار، وزير البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية، رفقة الأستاذ شمس الدين شيتور، وزير الانتقال الطاقوي و الطاقات المتجددة، على لقاء تشاوري تنسيقي، حضره، ٳلى جانب ٳطارات الدائرتين الوزاريتين، مسؤولو المؤسسات الموضوعة تحت ٳشراف و وصاية القطاعين.
اللقاء كان فرصة لبحث سبل و وسائل ٳرساء دعائم مرافقة و تعاون دائمين في حقل ترشيد استخدام الموارد الطاقوية و الارتقاء بفعاليتها، لاسيما تلك المخصصة منها لتزويد البنية التحتية لمرافق البريد و الاتصالات الالكترونية.
و تم، بهذه المناسبة، استعراض عينة من المبادرات و التدابير العملية التي جسدها المتعاملون العموميون الناشطون في شقي البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية و الرامية لتدعيم جهود الدولة في مجال اقتصاد الاستهلاك الطاقوي، من خلال توظيف الطاقات المتجددة و تكنولوجيات الاعلام و الاتصال بوصفها حلولا ذكية لاستغلال تجهيزات الاتصالات بصفة أكثر مواءمة مع المتطلبات البيئية و بالتوافق مع رهانات النموذج الطاقوي العقلاني الذي تعكف الحكومة على تنفيذ معالمه في ٳطار التوجهات الاستراتيجية لمخطط عملها المستند على مبادىء التنمية المستدامة.
الجدير بالإشارة في هذا السياق، أن المؤسسات العمومية للاتصالات تعد رائدة في ميدان تبني الطاقات المتجددة لتزويد تجهيزاتها بالكهرباء. حيث، و كنموذج ناجح عن الجهود القطاعية المبذولة في مجال الفعالية الطاقوية، بادر المتعامل اتصالات الجزائر للهاتف النقال “موبيليس” ٳلى ٳعداد و ٳطلاق برنامج طموح لعصرنة تزويد مواقع الاتصالات للجيل الثالث و الرابع بالكهرباء بواسطة الالواح الشمسية، بغية ضمان التغطية للمواطنين القاطنين بالمناطق الريفية، فضلا عن المحاور الطرقية المنعزلة غير الموصولة بالشبكة الكهربائية، مع الاستفادة من ميزات تقليص تكلفة استغلال و صيانة التجهيزات. كما انه تم اعتماد سياسات بشأن الطاقة الخضراء من طرف متعاملي النقال Djezzy وOoredoo.
و في هذا الشأن، يجدر التنويه بعملية تزويد عدد من المحطات الموجهة لتغطية احتياجات المواطنين في مجال الاتصالات الالكترونية على مستوى بعض محاور الطرقات في جنوبنا الكبير، باستخدام الطاقة الشمسية، من ضمنها:
– الطريق الرابط بين البيض و أدرار و بين أدرار – تندوف على مستوى مقاطع البنود – تنركوك على مسافة 302 كم؛ تسابيت – تابلبالة على مسافة 341 كم؛ وحاسي ناقة – تندوف على مسافة 90كم؛
– الطريق الرابط بين جانت وعين أمناس على مسافة 650 كم.
كما يجدر التذكير ان تكنولوجيا الإعلام والاتصالات تمثل بين 8٪ و 12٪ من استهلاك الطاقوي في العالم،
و تستهلك مراكز البيانات حوالي 03٪ من الاستهلاك العالمي للكهرباء ، أو 416 تيراوات ساعة ويمكن أن تصل إلى 10٪ بحلول عام 2030. لهذه الأسباب التخطيط و اعتماد نموذج طاقوي جديد من أولويات القطاع.
يذكر من جانب آخر أن مصالح الوزارة قد انطلقت في تجسيد عمليات تهدف ٳلى ترشيد الاستهلاك الطاقوي لهياكلها المركزية و مصالحها الخارجية، من ضمنها عملية تحويل مجمل مركباتها المعتمدة على الوقود ٳلى السيرغاز، علاوة على مبادرة استبدال المصابيح التقليدية المستخدمة في المقرات، بمصابيح اقتصادية ستمكن من تقليل استهلاك الكهرباء من 5 ٳلى 6 مرات.
كما تعرف عملية تحويل الطاقة المستخدمة لاستغلال المركبات التابعة لمؤسسات القطاع، من الوقود ٳلى السيرغاز، تقدما معتبرا.
من جهة أخرى، و في خضم هذا اللقاء، تم الاعلان عن ٳطلاق عملية واسعة، بالتنسيق بين مؤسسة بريد الجزائر و الوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة و ترشيده، لتسويق 01 مليون من المصابيح الاقتصادية بأسعار مدروسة في تناول المواطنين، و ذلك، عن طريق استغلال الشبكة البريدية التي تضم اكثر من 4000 مكتب بريدي، و هي عملية نوعية، كانت قد سبقتها، للتذكير، عملية مماثلة لاقت نجاحا مشجعا، تم من خلالها توزيع 250 آلف مصباح اقتصادي. و هي مبادرات شراكة بين القطاعين من شأنها الاسهام في المقاربة المتكاملة للدولة الرامية لدعم جهود اقتصاد الطاقة الكهربائية على مستوى المرافق العمومية، مع الحفاظ على أعلى معايير جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
في ختام اللقاء، أعلن السيدان الوزيران عن تنصيب فوج عمل مشترك يكون بمثابة آلية تشاور و مرافقة دائمة بين القطاعين، تسند ٳليها مهمة تقريب الرؤى و تبادل الآراء في مجال الترشيد الطاقوي، مع ٳعداد خارطة طريق مفصلة يتم من خلالها ٳجراء تشخيص طاقوي شامل للهياكل و المؤسسات التابعة لقطاع البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية، لاسيما مكاتب البريد، بغية تبني نموذج طاقوي عقلاني يدرج في دفاتر الشروط المؤطرة لتصميمها و ٳنجازها، بشكل يسمح بضمان استمرارية الخدمات العمومية مع اقتصاد تكاليف استغلال الهياكل.
و أكد السيد الوزير أن العمليات المشتركة بين القطاعين ستحظى بتقييم دوري دؤوب للوقوف على مدى وضع الخطط المتفق عليها، حيز التنفيذ، كما ألح من جانب آخر على حاجة القطاع لمرافقة وزارة الانتقال الطاقوي و الطاقات المتجددة، خاصة عبر تكوين الاطارات و تأهيلهم لاكتساب الممارسات الحسنة في مجال الفعالية الطاقوية على مستوى مؤسسات البريد و الاتصالات التابعين لها.
و قد أشار السيد الوزير على هامش اللقاء إلى أن قطاعه الوزاري يعتزم ٳصدار طابع بريدي يتمحور مضمونه حول مسألة الانتقال الطاقوي في بلادنا خلال السنة الجارية.
