خطط طموحة تنفخ الروح في “تويتر”

عمار7 مارس 2021آخر تحديث :
خطط طموحة تنفخ الروح في “تويتر”

منذ عام 2017، حين أعلنت “تويتر” عن زيادة عدد أحرف التغريدة الواحدة من 140 حرفاً إلى 280 حرفاً، ظلت على ما هي عليه. لكنها في الأشهر الأخيرة تشهد حركة لافتة، وتبدي شهية ملحوظة على التغيير، إذ أعلنت عن خطة لإطلاق خدمتها الصوتية الخاصة، ومنصة لكتّاب النشرات الإخبارية، والأفكار العابرة، وأدوات تنسيق جديدة تمنح المستخدمين مزيداً من التحكم في محادثاتهم، والأهم خدمات مدفوعة لتنويع مداخيلها.

وأكدت شركة “تويتر”، يوم الجمعة، أنها تطور زمنا يمنح مستخدميها ثواني للتراجع عن تغريداتهم قبل نشرها. وميزة “عدم إرسال” التغريدات هذه تشبه ما توفره خدمة “جيميل” المجانية من شركة “غوغل”، إذ تمنح مستخدميها فرصة لإعادة النظر في رسائل البريد الإلكتروني المرسلة.

وتدرس شبكة تويتر إطلاق خدمات مدفوعة لمستخدميها كوسيلة لتنويع مداخيلها، في وقت يبدو أن النموذج الاقتصادي لمنصات الإنترنت القائم على الإعلانات يواجه تحديات متزايدة.

وقال ناطق باسم المجموعة لـ”فرانس برس” الأسبوع الماضي: “ندرس فرصاً للتمويل بواسطة المستخدمين”، منها مثلاً استحداث ما سمّاه “سوبر فولوز” (أو الاشتراكات المميزة) التي تتيح للمصممين ووسائل الإعلام “الحصول على دعم مباشر من متابعيهم، لتشجيعهم على الاستمرار في إنشاء محتوى يحبه جمهورهم”.

وعرضت “تويتر” برنامج “سوبر فولوز” خلال الاجتماع السنوي للمستثمرين، ومن المتوقع أن تعلن تفاصيل إضافية عن هذا المنتج الجديد خلال الأشهر المقبلة. ويتيح هذا البرنامج لمتابعي شخصية أو جهة ما فرصة الاشتراك في حسابها، مقابل بضعة دولارات أميركية شهرياً، نظير الحصول على محتوى حصري أو حسم على منتجات مشتقة أو على نشرات إخبارية أو حتى الانضمام إلى مجموعة خاصة.

إلا أن ترجمة هذه الطموحات إلى واقع تستلزم استثمارات كبيرة، في وقت ينتقد المعلنون والجهات الناظمة والمجتمع المدني نموذج منصات الإنترنت الكبيرة التي تقدم خدمات مجانية في مقابل بيانات المستخدمين الذين “يمكن تحقيق الدخل منهم”، إذ تدفع العلامات التجارية لاستهداف الملفات الشخصية المناسبة على نطاق واسع وبطريقة شخصية.

لكنّ السلطات بدأت بوضع تشريعات تنظم سرية المعلومات الشخصية وتتبُع مستخدمي الإنترنت في تصفحهم. وفي هذا الإطار، فإن “آبل” التي تدير أحد النظامين التشغيليين الأساسيين للهواتف المحمولة “آي أو أس” ستفرض هذا العام على ناشري التطبيقات طلب إذن من مستخدميهم لجمع بياناتهم . واعترف كبير مسؤولي الإيرادات في “تويتر” بأن هذا التحول في النموذج سيؤثر على القطاع برمته، مؤكداً أن شركته جاهزة للتحديث الذي أغضب شركات عدة في سان فرانسيسكو و “سيليكون فالي”، في مقدّمها شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ولا تشكل حصة “تويتر” سوى 0.9 في المائة من سوق الإعلانات الرقمية العالمية، وفقاً لشركة “إي ماركتر”، وهي تتخلف بأشواط عن “غوغل” (30 في المائة) و”فيسبوك” (24 في المائة).

ولاحظت كارولينا ميلانيزي من مؤسسة “كرييتيف ستراتيجيز” أن “(تويتر) تخشى الوصول إلى الحد الأقصى من عدد المستخدمين، وبالتالي أن تكون أقل جاذبية في نظر المعلنين”. ولم تستبعد أن يؤدي سماحها “بالكثير من الإعلانات” إلى إثارة “امتعاض المستخدمين”، وفق ما نقلت “فرانس برس”.

ومن هنا كان اهتمام الشبكة الاجتماعية بالتحول إلى نموذج الرعاية الصغيرة الذي جعلته منصات مثل “باتريون” و”تويتش” و”يوتيوب” شائعاً، إذ أتاحت مختلف أنظمة الاشتراكات و”البقشيش”، إلى جانب الإعلانات أحياناً، بروز صناعة المؤثرين. لكنّ ميلانيزي رأت أن “التغريدات لا ترتّب تكاليف إنتاج كتلك التي تتطلبها مقاطع (يوتيوب)”. واعتبرت أن القيمة المضافة التي توفرها “تويتر” تتمثل في التفاعل بين الأشخاص المثيرين للاهتمام ومستخدمين آخرين، أكثر من مجرد الأشخاص أنفسهم، كمنشئي المحتوى أو محترفي ألعاب الفيديو الذين يبثون ألعابهم مباشرة.

إلا أن فكرة النشرات الإخبارية لفتت انتباهها؛ ففي نهاية شهر يناير/كانون الثاني، اشترت “تويتر” شركة “ريفيو” الناشئة، المتخصصة في إنتاج هذه النشرات التي تلخص المعلومات وتُرسلها إلى قوائم المشتركين.

وتعوّل “تويتر” أيضاً على منتجاتها الجديدة لتحقيق الدخل من مساحات جديدة، أولها “فليتس”، وهي التغريدات المؤقتة المشابهة لـ”قصص” “سناب تشات” و”إنستغرام”، والغرف الصوتية “سبايسز”، المستوحاة بلا شك من النجم الصاعد للشبكات الآجتماعية “كلوب هاوس”

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل