خواطر-“استيقضوا فضلاً “

عمار12 مارس 2021آخر تحديث :
خواطر-“استيقضوا فضلاً “

بصراحة ، الكثير من الملل هذه الأيام من تلك الأعمال و الأنشطة التي تلقى رواجا وحدها تلك التي يشرع أصحابها في فعلها وفق مبادئ نمقتها أنا و أنت ، ليس فقط لأن صناعها هم ذوو مستوىً متدني بل و كذلك لأنها ليست سوى ضحكا على الذقون و العقول . إنها أمور لا تصدق و لا تحتمل ، و لا يحملنا على هذا العزاء إلا أن ضحاياها أو بالأحرى سبيل نجاحها لدى فاعليها هم إخوةً لنا في هذا الوطن عمت لهم أعين . لا أجد تفسيرا لبعض الهرطقات و الألاعيب الواهية التي يقعون ضحيةً لها بكل يسر ، فالناظر بعين المنطق ” لو نظر بها” يميز بسهولة و بلا تعمق كبير و اعمال عقلٍ صحيحها من غثها و حقها من باطلها . إننا نعرف الحق و عينه و لكننا نمتنع عنه و نتحاشاه . بل و نَلحق الباطل و نصر عليه ، فقط لأننا نخشى أن نعترف بأخطائنا فيسقط قناع زائف و شخصية مصطنعة كوناها لأنفسنا لأننا ارتضينا أن يرانا العالم عليها ،نعوض فكرا و تصرفات و رؤية سليمة و قويمة بشعارات الذكاء و الجرأة و التمسك بالرأي و مايسميه بعض الطوائف من المجتمع “طموحاً و حلماً ” و لو كنا حقاً على هذا الطموح و قدر التمسك بالحلم الذي نبديه و لا نرتضي غيره وصفاً لشخصياتنا و أفكارنا لأصبحت الجزائر برلين و مدننا ميونخ و هامبورغ . استيقضوا فضلاً . أو بواقع العبارة فلنستيقظ كلنا فضلاً . ليس هناك نجاح تفرش طرقاته بالورود و ليس هناك شرح لكلمة طموح لدى أناس يؤثرون الإستلقاء على السرير و التأمل في السقف و انتظار ذهب تمطره السماء أو يجيء به تواكل على أشخاص أخرين . لقد تواكلت في مرات عديدة على البشر فما وجدت أقدر على القيام بأموري إلا يدي و عقلي . فنفسي لها وِسعها و نفوس الناس لها ما يخصها . كلما عولت على نفسي زاد رضاي عن شخصي و إن كنت أحيانا أحزن فأكون عارفاً بأن حزني لو تواكلت على بشري كان ليكون أكثر من حزنٍ يأتي لعواقب من أمر توكلت فيه على ربي و نفسي فإن جرى خيرٌ فماهو إلا من عند الله و إن جرى شرٌ فهو من نفسي بلا شك ، و رغم ذلك ، فأنا لا أرضى خيرا يأتي من شفقة عبدٍ قد يذكرني به يوما ما و يقول انظر ماذا فعلت من أجلك لأن عيناي ضعيفتان و مابوسعي نظرٌ جيد ، و لا أريد شره كذلك حتى لا أتعلم تزكية نفسي و لوم الأخر .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل