يعد التأهل إلى الألعاب الأولمبية أحد أهم المحطات التي قد تمر في حياة الرياضي، وهو أمر عاشه الملاكم يونس نموشي، ويستعد له بشكل جدي رفقة فريقه والمنتخب الوطني، من أجل تشريف الجزائر في هذا المحفل العالمي.
لذلك حرص موقع الجزائر دايلي على إجراء هذا الحوار مع يونس نموشي للتعرف على سير تحضيراته وزملائه في المنتخب قبل ما يقارب 3 أشهر عن إنطلاق الأولمبياد، وكذلك لمعرفة قصته مع هذه الرياضة.
كيف تقضي وقتك وتبرمج تدريباتك خلال هذا الشهر الفضيل؟
أساعد أخي في العمل، وألبي ما تحتاجه عائلتي ثم أذهب للتدرب بشكل عادي قبل الإفطار مع فريقي ومدربي، أين أستفيد من الاحتكاك بزملائي.
هل تتبع برنامجا غذائيا خاصا هذا الشهر لتحافظ على وزنك؟
أنافس في فئة الوزن المتوسط 75 كلغ، وأحاول خلال هذا الشهر المحافظة على وزني، لكنني لا أتبع نظاما غذائيا خاصا، أتناول ما تطهوه الوالدة لكن بحذر.
هل سيدخل المنتخب الوطني في تربص خلال شهر رمضان؟
نعم سندخل تربصا تحضيريا بعد غد الثلاثاء في المركب الرياضي 5 جويلية بالعاصمة، وسيستمر لمدة عشرة أيام بمشاركة كل الملاكمين المتأهلين للأولمبياد، 5 ملاكمين و3 ملاكمات إناث.
هل ستكون هناك تربصات خارجية بعد شهر رمضان؟
مباشرة بعد تربص العاصمة سنسافر إلى أوزباكستان في هذا الشهر للقيام بتربص تحضيري هناك لمدة 20 يوما، وأظن أنه ستكون هناك عدة منتخبات أخرى حاضرة في هذا التجمع، أتوقع أن يكون تربصا ناجحا بإذن الله لأن أوزباكستان مدرسة كبيرة في رياضة الملاكمة وسنستفيد منهم.
بعد تربص أوزباكستان هل ستكون لكم تربصات خارجية أخرى؟
حسب ما أعلمه بعد العودة من أوزباكستان سنبقى يومين فقط في العاصمة ومنها سنطير إلى فرنسا للدخول في تربص آخر قد يستمر لمدة 15 يوما، وبعد فترة الدورات التأهيلية للأولمبياد الخاصة بأوروبا وأمريكا اللاتينية، سنجري تربصا خارجيا أخيرا ومنه سنسافر مباشرة إلى طوكيو.
كنتم قد شاركتم في تربصات ودورات خارجية سابقا كيف تقيمها؟
مشاركتنا في تلك الدورات كانت إيجابية، أين احتككنا بملاكمين من دول أخرى كان لهم تحضير جيد ومستوى عالي، أول دورة خضناها كانت في صربيا وتحصلت فيها على ميدالية ذهبية، وبعدها شاركنا في دورتي المجر وتركيا تواليا، وهو ما ساعدنا على معرفة أخطائنا وسنعمل على تصحيحها قبل الأولمبياد.
هل هناك اهتمام من المسؤولين على الرياضة أو المسؤولين في ولاية قسنطينة؟
على مستوى وزارة الشباب والرياضة نعم، فالسيدة سليمة سواكري تزورنا في التربصات وتتصل بنا بشكل دائم لمعرفة احتياجاتنا، كما ساعدتنا كثيرا في موضوع مناصب الشغل، لكن على مستوى قسنطينة فلم أتحصل سوى على الوعود حتى اللحظة.
نعود قليلا إلى الوراء بالضبط إلى بطولة داكار التأهيلية التي شاركت فيها دون تحضير كيف استطعت التأهل؟
أنا أمارس الملاكمة لأنني أحبها، لذلك حتى عندما لا أكون معنيا بمنافسة ما أواصل تدريباتي اليومية بشكل عادي، لذلك حينما تلقيت اتصالا بضرورة الالتحاق بالمنتخب كنت جاهزا من الناحية التكتيكية، لكن كان ينقصني التحضير البدني، ومع ذلك استطعت تحقيق التأهل خضت نزالاتي دون ضغط وبالإرادة والخبرة التي أملكها سيرت نزالاتي وحققت التأهل للأولمبياد رغم تفوق خصومي من الناحية البدينة.
كيف عايشت هذا التأهل التاريخي للأولمبياد؟
عندما تلقيت الاتصال وطلب مني الالتحاق بالمنتخب الوطني، لم أتكلم لمدة نصف ساعة، تلك الدورة كانت فرصة حقيقية لتحقيق الهدف الذي كنت أطمح له منذ بداية مسيرتي في الملاكمة، والحمد لله حققت التأهل لقد كانت فرحة استثنائية، وبقيت لفترة لم أصدق أنني حقا تأهلت، لأنني كنت أخطط للهجرة وأنتظر تأشيرة الفيزا وفجأة وجدت تأشيرة التأهل للأولمبياد في يدي.
كيف كانت ردة فعل عائلتك، أصدقائك وجيرانك بعد العودة من داكار؟
أسكن في حي “لاسيتي” وهو حي شعبي في قسنطينة، يعرفون أنني ملاكم، وبعد التأهل فرح الجميع بي وقدموا لي التهاني وكانوا يعبرون عن افتخارهم واعتزازهم بي وهذا أمر يثلج الصدر.
ما هو هدفك من المشاركة في الأولمبياد؟
أي رياضي يتأهل إلى الألعاب الأولمبية، يذهب من أجل تحقيق إنجاز، لذلك فالجميع يقدمون أفضل ما لديهم خلال المنافسات، ويبقى الفارق بين الرياضيين هو الإمكانيات الموفرة لهم وإرادتهم، هنا في الجزائر مثلا صحيح أن الإمكانيات الموفرة ليست في المستوى المطلوب لكن علينا كرياضيين أن نتحلى بالإرادة ونصبر ونجتهد أكثر حتى نحقق النجاح.
نعود إلى بداياتك مع الملاكمة كيف اخترت هذه الرياضة؟
بدأت الملاكمة في سن متأخر نوعا ما، كنت حينها أدرس سنة أولى ثانوي، في سنة 2010 تم إنشاء جمعية رياضية جديدة وجدت فيها مدربا جيدا وهو بن يحيى مراد، وهو الذي جعلني أحب هذه الرياضة وصنع مني ملاكم اليوم، وبعدها تدرجت في أوزان مختلفة إلى أن استقريت في وزن 75 كلغ.
هل تقبلت عائلتك فكرة ممارسة الملاكمة؟
عادة الأولياء لا يحبون ممارسة أبنائهم لهذه الرياضة، بعد أول يوم في الملاكمة عدت للمنزل بتورم على مستوى العين، لاحظ والدي ذلك وامتعض منه، بعدها بثلاثة أيا عدت للمنزل بتورم في العين الأخرى، عندها غضب وأمرني بالتوقف، لكنني واصلت التدرب خفية وطلبت من والدتي ألا تخبره، إلى أن سمع بأنني مشارك في إحدى المنافسات فكان يأتي ليشاهدني وتدريجيا تقبل الأمر.
ما هي الألقاب التي حققتها حتى الآن في مسيرتك؟
تحصلت على 6 ذهبيات محلية بين بطولة الجزائر وكأس الجزائر، وميدالية فضية في البطولة العربية، وذهبية إفريقية وحققت التأهل إلى الألعاب الأولمبية الحمد لله.
ما هي أهدافك المستقبلية في رياضة الملاكمة؟
أول هدف هو تحقيق ميدالية أولمبية إن شاء الله، وأطمح لدخول عالم الملاكمة الاحترافية مستقبلا، لكنه أمر يتطلب ممولين ووكيل أعمال كبير، وعادة تجدهم خارج الجزائر، لذلك يجب أن أعمل على صنع اسم لنفسي وبعدها يمكن تحقيق هذا الهدف.
كلمة أخيرة توجهها للجمهور الرياضي الجزائري
أقول للجمهور الجزائري بارك الله فيكم على الدعم المعنوي المقدم، تفاعلكم مع نجاحاتنا يسعدنا، ونتمنى ألا يقسوا علينا حينما نفشل في تحقيق نتائج جيدة، لأننا نقدم كل ما لدينا ونضحي من أجل تشريف راية الجزائر، لكن أحيانا تكون الظروف ضدنا.