قال الناقد و الأكاديمي بجامعة بسكرة الأستاذ محمد الأمين بحري أنه لا يمكن أن نصنف الضعف في الأعمال الكوميدية و الدرامية إلى أخطاء فنية
و قال الأستاذ في تصريح خص به موقع الجزائر دايلي أنه لا يمكن أن نصنف الضعف المشهود في معظم الأعمال الكوميدية والدرامية إلى أخطاء فنية، بقدر ما نحتسبه على النمطية في العمل، ونقص التكوين، والاعتماد على الهواة الخارجيين عن دائرة الفن (the outsiders) من جهة وضعف السيناريوهات من جهة ثانية، بالإضافة إلى أزمات إخراجية بالجملة، أدت في مجملها إلى إضعاف عملية التمثيل عموماً، من خلال إفراغ الممثل من الداخل، أحياناً عن طريق السناريو ذاته، واحياناً عن طريق الإخراج وإدارة ممثلين غير مهيكلين،
و أردف يقول أن حتى ممثلي المسرح تلزمهم رسكلة درامية، وليس كل من ظهر على الخشبة أو نجح فيها هو ممثل درامي بالضرورة، حتى أننا صرنا نرى بعض الممثلين على الشاشة مازالوا لم يخرجوا في أدائهم عن الخشبة، مع عدم نكران أن خشبة المسرح هي مدرسة أصيلة ومحك حقيقي للفنان الدرامي.
و في حديثه عن مضمون الأعمال المعروضة فقد أكد أنه من حيث المضمون يبرز جلياً السقوط المريع في الدراما البورجوازية النمطية التي تجمدت في ثالوث: الفيلا/ الشركة/ الدسائس، حيث تحنطت معظم الشخصيات في هذا الأسر الموضوعاتي، ولم يعد المشاهد الجزائري يرى أي تغيير في هذا الشكل النمطي الميت منذ بداية التسعينيات إلى يومنا هذا.
أما الأعمال التي نجت أو بالأحرى خرجت من هذه النمطية، فقد سقطت في فخ الانتحال أو الاستنساخ لسيناريوهات غربية، مثلما شاهدناه في سلسلة “بنت البلاد”، التي خرجت فعلاً من التكلس البورجوازي الذي تقوقعت فيه أعمال، يما و”مشاعر” “وليام” أو “النفق” وحتى السلسلة الكوميدية طيموشة.. التي تعد استنساخاً قديماً ل لسلسلة (بيتي Ugly Betty) العالمية. أما سلسلة بنت البلاد فهي استنساخ لسيناريو الدراما التركية الزوجة الجديدة. وليس كتابة وحوار جزائريين كما يزعم منتجوها الجزائريون.. و في حديثه عن الأعمال الأقل انتقادا و التي لقت متابعة و استحسان من طرف المتابعين قال الأستاذ محمد الأمين بحري أن الأعمال الأقل انتقاداً في نظري هي: “سبع حجرات” التي ينتجها التلفزيون الجزائري وفي الكوميديا سيتكوم (لاكازا ديال كمال) وهي من القلائل التي بقيت تحظى بكم أقل من الانتقاد، وكم متزايد من المتابعة والاستحسان، على الأقل في النصف الأول من رمضان.
و في الختام أكد على أن الشعب الجزائري متفرج متميز على الدراما العالمية، لذا لا يمكن أن تمر عليه أية سرقة أو انتحال أو استنساخ، حتى في الموسيقى التصويرية أو الجنيريك وهذا ما جعل الانتقاد ظاهرة سرت في أوساط الجمهور الجزائري المتفرج، الذي أضحى متطلباً، ولا يقبل بما يستخف بذوقه الفني.