شدد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، اليوم الأربعاء، على أهمية التضامن الدولي من أجل ضمان استجابة إنسانية سريعة ومرنة لجائحة كورونا. مشيرا إلى أنّ الجزائر ساهمت بـ2 مليون دولار في الصندوق الافريقي لمواجهة كورونا.
وذكّر بوقدوم، وخلال الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ 20 بالمدينة الإيطالية برينديسي بمساهمة الجزائر في “الصندوق الأفريقي للاستجابة لفيروس كورونا” بالغذاء والمعدات الطبية لصالح دول الجوار.
وأبرز الوزير بوقدوم أهمية التضامن الدولي على صعيد دور اللوجيستيك في التحضير والاستجابة لجائحة كوفيد-19 وللأزمات الانسانية والصحية المستقبلية.
وتابع قائلا “في حين نتفق فيه جميعا أن الجائحة قد سببت في جروح عميقة في جميع أصقاع عالمنا ، إلا أننا بحاجة إلى أن نضع في الاعتبار حقيقة أن آثارها الأكثر تدميراً ومساسا بالاستقرار ستشعر بها الفئات السكانية الأكثر هشاشة، ألا وهي تلك الفئات التي تعتمد بشكل كلي على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة! إنني أتقدم بالثناء على جميع المؤسسات التابعة للأمم المتحدة والفاعلين في مجال العمل الإنساني لجهودها النموذجية من أجل تكييف العمليات الإنسانية واستدامتها على الرغم من جميع التحديات المتعلقة بالجائحة الحالية”.
واعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن “ذلك يعكس الوعي المتنامي بخصوص الحاجة الملحة لمواجهة الأثر الحاد الذي نتج عن الجائحة على النظام الإنساني العالمي”.
وحسب الوزير فإن العمل الإنساني لا يعتمد فقط على التموين بل إنه يتعلق خاصة بتعزيز صمود الشعوب كذلك.
ولفت إلى أن “البلدان الأفريقية تتعرض بشكل مباشر لهذا القصور والتحيز”، محذرا من انه “بدون تحصين واسع النطاق، ستظل اقتصادات هذه الدول تتأثر سلبا بالقيود”.
ورحب بوقادوم بعقد الجلسة التي قال انها “تعكس الوعي المتزايد بالحاجة الملحة للتصدي للأثار الحادة التي خلفتها الجائحة على النظام الإنساني الدولي.
وأكد الوزير أنه “ليس من المبالغة التأكيد على أهمية التضامن الدولي لضمان استجابة إنسانية سريعة ومرنة لاحتياجات الأشخاص المعوزين. كما أن توفير التمويلات من الأهمية بمكان من أجل إنجاز برامج المساعدة الإنسانية وأنشطة الحماية”.
وتابع يقول: “لقد بذلت الجزائر قصارى جهدها لإبداء تضامنها خلال هذه الأوقات العصيبة من خلال المساهمة بمبلغ مليوني (02) دولار أمريكي في “صندوق الاتحاد الإفريقي للاستجابة لجائحة كوفيد 19 ” ( AU-Covid 19) ، وكذلك من خلال إرسال أكثر من 500 طن من المواد الغذائية والمعدات الطبية إلى البلدان المجاورة”.
وأضاف: “على الرغم من التحديات العديدة التي فرضتها الجائحة، يجب أن تبقى جميع الأطراف المعنية ملتزمة بدعم المبادئ الإنسانية وحماية المدنيين خلال النزاعات”.
وشدد بوقادوم على أنه “لا ينبغي أن ينصب العمل الإنساني على توفير الإمدادات فحسب ، بل يجب أن يركز كذلك، وهو الأهم، على بناء قدرة الأفراد على الصمود. كما نتطلع أيضا إلى رؤية إجراءات عالمية عاجلة وموسعة وطموحة لإنهاء النزاعات”.