استقبل وزير الطاقة والمناجم، السيد محمد عرقاب، اليوم الخميس 26 أوت 2021 بمقر الوزارة، وفد من إطارات المعهد الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية لدولة نيجيريا بقيادة السيدة فوروني جوزافينو بارا مالتام مني، مديرة الدراسات ورئيسة الوفد وبحضور السَيِّد عَبْد العَزِيز مُجاهِد، المُدِير العام لِلمَعْهَد الوَطَنِيّ لِلدَرّاسات الاستراتيجية الشامِلَة.
تَهْدِفُ هذه الزيارة الدِراسِيَّة إِلَى عَرْض التَجْرِبَة الجَزائِرِيَّة فِي مَجال بَلْوَرَة السِياسات العامَّة.
وفي كلمة ألقاها السيد الوزير مشيرا الى ان هذه الزِيارَة” تعتبر إِطاراً مُمَيَّزا لِلتَّبادُل وَالحِوار حَوْل المَوْضُوعات المُتَعَلِّقَة بِإِسْتراتِيجِيّات وَسِياسات التَنْمِيَة لَمُخْتَلِف القِطّاعات ، وَالَّتِي سَتَسْمَحُ لَكُم بِالتَأْكِيد بِمَعْرِفَة وَفَهمَ نَشاط الهَيْئات العُمُومِيَّة فِي الجَزائِر بِشَكْل أَفْضل وَالجُهُود الكَبِيرَة آلتِي تَبْذُلها الإِدارَة العامَّة لِتَلْبِيَة ٱحتياجات المُواطِنِينَ وَتَحِسينَ مُسْتَوَى مَعِيشتِهِم “
و أضاف أنه خِلالِ هٰذا اللِقاء “سَيَتِمُ التَطَرُّق إِلَى المَحاوِر الرَئِيسِيَّة لَإِسْتراتِيجِيَّة قِطاع الطاقَة وَالمَناجِم ، الَّذِي يَحْتَل مَكانَة هامَة فِي ٱِقْتِصادنا ، حَيْثُ يَرْتَبِط تَطْوِير المَحْرُوقات فِي الجَزائِر ٱِرْتِباطاً وَثِيقاً بِتَطَوُّرها الٱِجْتِماعِيّ وَ الٱِقْتِصادِيّ ، فَهُوَ يُشْكِل المُحَرِّك
الرَئِيسِيّ لِلنُمُوّ الٱِقْتِصادِيّ ، وتحفيز القِطّاعات الأُخْرى ، خاصَّة الصِناعَة وَالفِلاحَة وَتَحِسِين الظُرُوف المَعِيشِيَّة لِلمُواطِنِيْنَ “.
وتابع الوزير “تُعْتَبَر الجَزائِر مَن البُلْدان الرائِدَة مَن حَيْثُ التَغْطِيَة الكَهْرَبائِيَّة وَتَزْوِيد المُواطِنِيْنَ بِالطاقَة ، حَيْثُ نُسَجِّل تَغْطِيَة لِلطاقَة الكَهْرَبائِيَّة بِمُعَدَّل يَفُوق 99٪ وَ 63٪ بِالنِسْبَة لِلغاز الطَبِيعِيّ . كَما يَتِمَ تَلْبِيَة ٱِحْتِياجات المَواطِن مَن المُنْتِجات البِتْرُولِيَّة فِي كُلّ رُبُوع الوَطَن .
وَلَقَد سَطَّرنا مِن ضِمْن أَوْلَوِيّاتنا تَرْشِيد ٱِسْتِخْدام الطاقَة آلَتِي تُنْتِجُها البِلاد بِحَيْثُ تُوَّجَهُ عائِداتُها لِخَلْقِ فُرَص العَمَل وَالثَرْوَة مَن جِهَة ، وَمِن جانِبٍ آخَر الٱِسْتِغْلال الأَمْثَل لَجَمِيع أَشْكال الطاقَة المُتَوَفِّرَة وَ ذلَك فِي ظِلّ التَغَيُّرات الطارِئَة عَلَى الساحَة الدُوَلِيَّة آلَتِي تَسْتَدْعِي مُواجَهَة العَدِيد مِنَ التَحَدِّيات عَلَى غِرار احتواء جائِحَة كُورُونا وَتَحْقِيق الٱِنْتِعاش الٱِقْتِصادِيّ ، وَمُكافَحَة التَغَيُّرات المَناخِيَّة وَالَّتِي تَدْفَعُنا إِلَى ٱِتِّخاذ مَسارٍ نَحْو سِياسات طاقوية جَدِيدَة قائِمَة عَلَى تَنْوِيع مَصادِر الطاقَة وَتَبَنِّي نَمُوذَج طاقوي جَدِيد يَهْدِف إِلَى الحِفاظ عَلَى المَوارِد الأحفُورِيَّة وَتَثْمِينها ، وَتَشْجِيع الإِدْماج الصِناعِيّ الوَطَنِيّ وَالتَنْمِيَة المُسْتَدامَة وَحِمايَة البِيئَة” .
أكد السيد الوزير ان “لِلمَعْلُومات التِي سَنُقَدِّمها لَكُم اليَوْم، سَتَمْنَحكُم الزِيارات المَيْدانِيَّة المُبَرْمَجَة عَلَى مُسْتَوَى مُنْشَآتِنا الغازِيَّة وَالمَنْجَمِيَّة ، نَظْرَة عامَّة عَنْ قُدُراتِنا وَخِبْراتِنا فِي مَجال الطاقَة وَالمَعادِن ، وَالَّتِي تُعَدُّ ثَمْرَة خَمْسين (50) عاماً مَن العَمَل فِي المَيْدان “.
“كَما تَعْلَمُونَ ، تَتَمَتَّع الجَزائِر بِمَوْقِع جُغْرافِيّ مُتَمَيِّز، وَمَوارِد طَبِيعِيَّة مُهِمَّة وَمُتَنَوِّعَة مَكَّنَتْها مَن لَعب دَوْر رَئِيسِيّ فِي المَشْهَد الطاقوي العالَمِيّ كَمُوَرِّد تارِيخِي ، آمِن وَمَوْثُوق لِلمَحْرُوقات. كَما تَبْذُلُ الجَزائِر جُهُوداً كَبِيرَة لَتَطوِير المُبادَلات الطَّاقوية عَلَى المُسْتَوَى القارِّي وَ تَحْتَل الطاقَة كَأَداَةٍ لِلتَكامُل الإِقْلِيمِيّ ، مَكانَة هامَة فِي الإِسْتراتِيجِيَّة التَنْمَوِيَّة لِبِلادنا” .
وقال الوزير ان نَيْجِيريا تعد “كَذلِك عُنْصُراً فاعِلاً رَئِيسِيّاً فِي عالَم الطاقَة ، بِحَيْثُ شارَكَ البَلَدان سَوِيّا فِي الجُهُود الدُوَلِيَّة لِمُواجَهَة التَحَدِّيات المُتَعَلِّقَة بِالتَقَلُّبات الشَدِيدَة لأسْعار الطاقَة ، وَتَأْمِين التَزَوُّد بِالطاقَة عَلَى المَدَى الطَوِيل فِي عالَم يَشْهد مَرْحَلَة ٱِنْتِقال طاقوي. حَيْثُ تَظافَرتُ جُهُود البَلَدَيْنِ فِي إِطار مُنْتَدَى الدُوَل المُصَدِّرَة لِلغاز (GECF) وَمُنَظَّمَة الدُوَل المُصَدِّرَة لِلبِتْرُول (OPEC) وَالمُنَظَّمَة الافْرِيقِيَّة لِلدُّوَل المُنْتِجَة لِلنَفْط (APPO). وَلا يَفُوتُنِي بِهٰذِهِ المُناسِبَة أَن أُشِيدَ بِالقِيادَة الرَشِيدَة لِلأُمَناء العامِّينِ لِكُلّ مَن مُنَظَّمَة OPEC وَ APPO اللَّذَيْنِ يَنْتَمِيانِ إِلَى بَلَدِكُم المُوَقَّر وَ أَن أَشْكُرهُم عَلَى عَمَلهُم التَنْسِيقِيّ وَالقِيادِيّ الثَمِين .
لِذا مِنَ الضَرُورِيّ أَن نَعْمَل سَوِيّا مَن أَجَل بِناء مُسْتَقْبَل الطاقَة فِي إِفْرِيقِيا ، مَن خِلال تَعْزِيز العَلاقات الثُنائِيَّة بِالنَظَر إِلَى الإِمْكانات الطاقوية الكَبِيرَة المُتَوَفِّرَة فِي البَلَدَيْنِ وَالَّتِي تَسْمَحُ لَنا بِتَطْوِير العَدِيد مَن المَشارِيع ذات الٱِهْتِمام المُشْتَرَك وَالمُساهَمَة فِي التَنْمِيَة الٱِقْتِصادِيَّة لِلقارَّة ، مَن خِلالِ تَحِسِين مُعَدَّل التَزَوُّد بِالطاقَة .
فِي هٰذا السِّياق ، أَوَدُّ أَن أُشِيرَ إِلَى مَشْرُوع هَيْكَلِي يَرْبِط البَلَدَيْنِ وَهُوَ مَشْرُوع أُنْبُوب أَلْغاز العابِر لِلصَحْراء (TSGP) الَّذِي يُعْتَبَر أَحد المَشارِيع الإِسْتراتِيجِيَّة لِلشَّراكَة الجَدِيدَة لِتَنْمِيَة افْرِيقِيا (NEPAD)، حَيْثُ يَهْدِف هٰذا المَشْرُوع إِلَى رَبْط حُقُول أَلْغاز الطَبِيعِيّ فِي نَيْجِيرِيا بِأُورُوبّا ، بِٱِسْتِخْدام شَبَكَة خُطُوط أَلغاز الجَزائِرِيَّة” .
وَأكد الوزير عَلَى أَنَّ “الجَزائِر تُولِي ٱِهْتِماماً خاصّا لِلإِنْجاز السَرِيع لِهذا المَشْرُوع الكَبِير الَّذِي سَيُعْطِي دُفْعَة جَدِيدَة لِلعَلاقات بَيْنَ بَلَدَيْنَا ، مِن حَيْثُ تَطْوِير التَعاوُن الفَنِي وَالتِكْنُولُوجِيّ وَبِناء القُدُرَات وَسَيُحَقِّقُ فَوائِد ٱِجْتِماعِيَّة وَٱِقْتِصادِيَّة كَبِيرَة فِي دُوَل العُبُور: الجزائر، نيجيريا و النيجر، مَعَ ٱِحْتِرام حِمايَة البِيئَة وَالتَنْمِيَة المُسْتَدامَة . وَلِهَذ ا الغَرَض نُجَدِّد لَكُم دَعْوتَنا لِلمُصادَقَة عَلَى الٱِتِّفاقِيَّة الحُكُومِيَّة التي تَمَّ تَوْقِيعُها بَيْنَ الدُوَل المَعْنِيَّة بِهَذا المَشْرُوع فِي أَبُوجا وَالعَمَل سَوِيّا عَلَى تَفْعِيلِها وَتَسْرِيع إِنْجاز هٰذا المَشْرُوع آلَمُهِم .”
اختتم الوزير كلمته قائلا “لا يَخْفَى عَلَيْكُم أَنَّ الطاقَة تَتَصَدَّر التَحَدِّيات الٱِقْتِصادِيَّة وَالبِيئِيَّة وَالإِنْمائِيَّة التي تُواجِه العالَم اليَوْم. إِن تَوْفِير طاقَة مُسْتَدامَة، حَدِيثَة ، مَوْثُوقَة وَبِأَسْعار مَعْقُولَة وَيُمْكِن الوُصُول إِلَيها هُوَ مُهِمّتُنا الرَئِيسِيَّة ، وَنُحنَ نَبْذُل جُهُوداً وَمَوارِد كَبِيرَة مَعَ الشَرِكات التابِعَة لِلقِطاع لِتَلْبِيَة الٱِحْتِياجات الوَطَنِيَّة مَن الطاقَة وَتَطْوِير المُبادَلات الدُوَلِيَّة لِلطاقَة”.