أقول لكم ، يا أعزائي (حتى إذا كنا نواجه صعوبات اليوم و الغد) فإنني سأسمح لنفسي في هذه اللحظة بأن أجرؤ على الأمل …أجرؤ على الأمل بعالم ما بعد الأمل حيث لايعامل الناس بإعتبارهم مجرد أدوات ،بل بإعتبارهم غايات ، دائما …على الأمل بعالم لا تجري فيه التضحية بأي وعي مقابل هدف إيدوليوجي يقولون أنه “أعظم”شأنا ، وحيث لا تتعرض فيه أي هوية للأذى نتيجة حقد أو جشع أو إهمال …على الأمل بعالم تعلى فيه القدرة على التفكير و الفعل فوق أي شيء أخر ، فلا ينعكس هذا في قلوبنا وحدها ، بل و أيضا في مؤسساتنا الإجتماعية و في أعمالنا و في كل مكان ، أجرؤ على الأمل بان الناس سيكفون عن كبت أدمفتهم المفكرة ، أو قلوبهم التي تشعر و تحس ، فيزاوجون بين الإثنين في قران مقدس يسوده الإستقرار العاطفي الإنفعالي و النضج النفسي ، و بأن الناس سوف يصبحون مدركين مهاوي رغباتهم و غوايات راحتهم ، و الخراب الذي تخلفه نزواتهم ، فيلتمسون بعد ذلك العناء الذي يقودهم إلى النمو لا محالة ، أجرؤ على الأمل بأن الحرية الزائفة القائمة في التنوع ستلقى الرفض من جانب الناس فيفضلوا عليها حرية الإلتزام الأكثر عمقا و معنى ، أجرؤ على الأمل بأن الناس سيبدأون بمطالبة انفسهم بما هو أفضل قبل ان يطلبوا شيئا أفضل من العالم.
ثقافة وفن