من عادتي شخصياً ، أن أقرء كتب السير الذاتية التي و بطبيعة الحال ترتبط بالعظماء لأن غيرهم بطبيعة الحال لا تُكتب لهم سيرٌ ذاتيةٌ لأن حياتهم تخلو من أي انجاز كبير في العادة . فحياتهم هي حياة “البشر العاديين” ، يولد ليموت ، و قد لا يذكره أحدُ بعد موته و لا تنعاه المنابر إلا مجاملة . لست هنا في هذه المقالة بصدد الحديث عن صفات العظماء و التزامهم و ضبطهم لأنفسهم و مرونتهم و لكنني بصدد التحدث عن جانب محير . عن صفات غريبة قد يقوم بها الأشخاص العاديون لكنها لن تجد أي صدى و يقوم به أخرون و يكون لها صدىً مسموع و يصعب محوه من الذاكرة، و هو ما أحبذ تسميته بتداعيات الشهرة . على سبيل المثال ، الشاعر الإنجليزي الشهير جورج غوردون بايرون أو “لورد بايرون” وهو شاعر بريطاني فضل لقصائده أن تلتزم بالشعر الرومنسي ، و هذا الشخص بالمناسبة كانت قصائده “غريبة بعض الشيء” بشكل قد تلاحظه بيُسر عندما تقرأها و أدعةك لقرائتها إذا كنت من هواة الشعر الأجنبي و أساليبه . كان اللورد و بالإضافة إلى الغرابة التي تكتسيها قصائده هذه مشهوراً بعادة غريبة أخرى و هي أنه كان ينام بمسدس محشو تحت الوسادة لسبب من أغرب ما يكون و قد تسخر منه لتفاهته وهو “ان لا يفاجئه الموت” ، أظن أن بايرون ليس الوحيد الذي امتلك هذه العادة . كثيرون طبعاً ، بعضهم إيمانا ببعض الخرافات و الأخرون ربما بلا سبب “يمزحون و ما أثقل مزحهم” أو مرضىً نفسيون ..إلخ . لكنك لم تسمع قصصهم و ربما لن تسمعها طوال عمرك . و المغزى هنا أنه و لأن الرجل هو شاعر انجليزي شهير فقد بلغتك قصته ، إنه حقاً غريبُ أطوارٍ بالبند العريض ، و ما أكثرهم في التاريخ .