صرح وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية, ابراهيم بومزار يوم الثلاثاء بالجزائر أن قطاعه قد راهن على استراتيجية تفضل استعمال الطاقات المتجددة بهدف تعويض أو تكملة, تدريجيا, المصادر الكهربائية التقليدية التي وصفت ب “كثيرة الاستهلاك”.
و خلال ترأسه رفقة وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة شمس الدين شيتور اجتماعا حول هذه المسألة, أكد الوزير يقول أن ” الانتقال الطاقوي أضحى من الآن فصاعدا أولوية بالنسبة لقطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية”.
و في تصريح لوأج, قال السيد بومزار أن مصادر الطاقة الكهربائية التقليدية ضرورية في تطوير قطاع البريد وتكنولوجيات الاعلام و الاتصال غير أنها ” كثيرة الاستهلاك “على حد قوله.
كما أضاف أن تكنولوجيات الاعلام و الاتصال تمثل ما بين 8 الى 12 بالمئة من الاستهلاك الكهربائي العالمي فيما تمثل مراكز البيانات لوحدها حوالي 3 بالمئة من هذا الاستهلاك و قد تصل الى 10 بالمئة بحلول 2030 حسب قوله.
و استرسل السيد بومزار ” قمنا باستباق هذه التحديات قصد استعمال الطاقات الهجينة وتفضيل استعمال جميع التكنولوجيات المتوفرة و المتعلقة بالطاقات المتجددة”.
في هذا الشأن, تطرق الوزير الى تطور سوق الهاتف النقال و زيادة الطلب على خدمات الاتصالات السلكية و اللاسلكية التي تتطلب وضع المزيد من الهوائيات التي تنصب غالبا في الأماكن المعزولة معتبرا أن الطاقات المتجددة تعد حلولا مناسبة لضمان تزويد مواقع الاتصالات السلكية و اللاسلكية بهذه المناطق.
و قد تطرق اطارات القطاع خلال هذا الاجتماع, الى أهم العراقيل التي يواجهها المتعاملون الناشطين في القطاع بهدف ايجاد حلول خاصة بالطاقة المتجددة.
و يتعلق الأمر بالعراقيل المرتبطة ب ” تكلفة الاستثمار التي تبقى مرتفعة وسرقة الصفائح الشمسية على مستوى المواقع غير المحروسة”.
كما تم أيضا التأكيد على ضرورة وضع استراتيجية خاصة بترشيد استهلاك الطاقة من خلال مرافقة قطاع الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة في اعداد نموذج اقتصادي و تكوين مهندسي قطاع الاتصالات السلكية و اللاسلكية في مجال المعايير و كيفيات و اجراءات النجاعة الطاقوية.
و في مجال البريد تم التأكيد على ضرورة ادماج الطاقة الخضراء في المؤسسات البريدية التي تعتبر مستهلكا كبيرا للطاقة و الشروع, مستقبلا, في بناء مكاتب بريد غير مستهلكة للطاقة بشكل كبير.
و قد أعلن وزير البريد و الاتصالات السلكية و اللاسلكية خلال هذا الاجتماع عن اطلاق قريبا مسابقة وطنية لتصميم طابع بريدي مخلد للانتقال الطاقوي.
في هذا الخصوص, قال السيد بومزار ” في اطار برنامج التراسل لهذه السنة قررنا اطلاق طابع بريدي يرمز و يخلد هذا الانتقال الطاقوي”.
و من جهته, صرح السيد شيتور أن وزارته تسعى الى الخروج تدريجيا من التبعية للمحروقات حيث توجهت نحو خيار التنمية المستدامة. و يرى أنه اذا استهلك كل قطاع الطاقة بشكل أقل فانه يمكن للجزائر ادخار حتى 10 بالمئة من الطاقة في سنة 2021 أي ما يعادل 45 مليون برميل بترول (حوالي 6 مليون طن بترول) و ما يمثل 2 مليار دولار.