أكد الخبير والمحلل في الشؤون العسكرية بمصر اللواء سمير راغب إن الاتفاق العسكري الأخير بين الكيان الصهيوني والمغرب سيجعل المملكة محطة رئيسية لنشاط الاستخبارات الصهيونية والتي سيستغلها الاحتلال للاستقواء على دول الجوار “على رأسها الجزائر المعروفة بمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية”.
وأضاف السيد راغب أن “العلاقات المغربية الصهيونية تجاوزت كافة الحدود المسبوقة والمتعارف عليها، أو حتى غير المقبولة في العلاقات العربية الصهيونية منذ إعلان قيام الكيان الصهيوني على أراضي فلسطين المحتلة”.
وأوضح الخبير المصري أن “الاتفاقية المعلنة (الاتفاق العسكري) لا تحتاج لتحليل معمق، فهي تعني أن يصبح المغرب محطة رئيسية لنشاط أجهزة المخابرات الإسرائيلية، ومركزا للخبراء والمستشارين من الجيش الصهيوني، وتأهيلا للقادة والضباط عن طريق مدربين إسرائيليين في المغرب وإسرائيل، وسوقا لبيع الأسلحة والذخائر بالأصالة وبالوكالة”.
واعتبر في تصريحات لموقع “روسيا اليوم” أن هذا الأمر يعني “تصعيدا كبيرا” ضد الجزائر المعروف عن شعبها وقيادتها موقفهما “الرافض لكافة أنواع التطبيع أو العلاقات مع الكيان الصهيوني، والمتعاطف مع القضية الفلسطينية”.
ومضى في ذات السياق يقول أن المسألة أصبحت الآن “صدام معسكرات، معسكر المقاومة مقابل معسكر الاستقواء بعدو المقاومة”.
وأردف المحلل أن “هذا الصراع لا نتمناه، كما لم نتمن أن يخطو المغرب هذه الخطوة غير المقبولة وغير المبررة التي ستترتب عليها خسائر للمملكة أكبر من المنافع التي يمكن أن يحصل عليها من هذه المعاهدة”.
وأشار إلى أنه “من الوهم أن يتخيل نظام أن هناك منافعا من علاقات عسكرية وأمنية واستخباراتية لدولة عربية مع الكيان الصهيوني”.
وأضاف أن “أول الخسائر هو اصطفاف الشارع العربي ضد هذه الخطوة من ناحية و لدعم الجزائر المقاوم من ناحية أخرى، كذلك الحرج الذي سوف يحدث للدول العربية الصديقة للمغرب، نتيجة هذا التحول في ثوابت العلاقات الإقليمية”.