أكد ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا, عبد الله العرابي أن الطرف الصحراوي أبلغ المبعوث الشخصي الأممي للصحراء الغربية, ستافان دي ميستورا, خلال جولته الى المنطقة, بمطالبه بالحصول على الإستقلال الذي “يكافح من أجله” وكذا استعداده للتعاون والولوج في مفاوضات اذا دعا اليها.
وقال عبد الله العرابي في حوار مع جريدة “بيريا” الباسكية, غداة الجولة التي قام بها دي ميستورا الى المنطقة وبالتوازي مع زيارته إلى إسبانيا, أن “جولة السيد دي ميستورا لا علاقة لها بجولات المبعوثين الخاصين السابقين نتيجة اختلاف السياق العام جملة وتفصيلا, فمنذ ما يزيد على العام والجيش الشعبي الصحراوي في حرب مع القوات المغربية, الشيء الذي عمق الأزمة بين الطرفين الأساسيين بالمنطقة”.
و اكد أن رسالة الجانب الصحراوي للمبعوث الاممي تضمنت التأكيد على “أننا مازلنا نطالب بالحصول على الإستقلال ونكافح من أجله. وها هو المغرب مصر على فرض إحتلاله للصحراء الغربية الذي مضت عليه 46 سنة ويبتغي إضفاء الأمر الواقع على الإحتلال, بإستغلال الثروات الطبيعية الصحراوية, ومن أجل هذا الغرض, لا يتردد في ممارسة الإبتزاز بحق الدول التي يمكنها أن تتدخل توخيا لحل النزاع”.
كما تم ابلاغ المبعوث الخاص الاممي – يقول العرابي – “أننا على استعداد تام من أجل التعاون, و اذا كان ينوي الدعوة الى مفاوضات مباشرة مع المغرب, فنحن مستعدون لها, دون أن ننسى بطبيعة الحال المشاركة فيها باسم الشعب الصحراوي من أجل الدفاع عن حقه في الإستقلال”.
و اعتبر ممثل البوليساريو بإسبانيا أن بعدم قيام الأمم المتحدة والمجموعة الدولية ومجلس الأمن الدولي بواجباتهم, فإنهم “يخرقون التشريعات الدولية ويضعون أنفسهم داخل الصف المغربي”.
وفي السياق اكد على وجوب ان تعترف الامم المتحدة بشكل قاطع “أننا أمام أفق جديد, و أن الشعب الصحراوي قد أبان طوال 30 سنة عن دعمه لخيار السلام, و أن المغرب استغل هذه الفترة الزمنية لمواصلة احتلاله للصحراء الغربية”, مدينا “قفز المغرب على دور بعثة المينورسو التي تحولت الى داعم ومحافظ على الإحتلال, وبالتالي مواصلة نهب الثروات الطبيعية الصحراوية, والضغط على المجموعة الدولية لتكميم أفواه أولئك الذين يقفون في وجه السياسات المغربية”.
وبخصوص العودة الى الحرب, قال العرابي انه “لا مفر للأمم المتحدة من أن تعترف بأن الوضع تغير رأسا على عقب, و أن الحرب اندلعت و أن الشعب الصحراوي مستعد لمواصلة كفاحه من أجل فرض ارادته”, معتبرا ان هذا الأمر “ضاعف من وتيرة التوتر بين الجانبين الصحراوي والمغربي, لذا على الأمم المتحدة أن تتدخل للتخفيف من هذه الوضعية, و أن تأتي بمقترح جديد, وهنا نتحدث عن التشريع العالمي وحقوق الإنسان الأساسية”.
وفي رده عن السياسات المنتهجة من قبل مدريد خلال السنوات الأخيرة, اكد ممثل البوليساريو ان “اسبانيا جزء من النزاع, وعليها أن تكون جزء من الحل. ولكن مع الأسف فإنها لا تحرك ساكنا من أجل التوصل الى حل. إنها تختفي دائما تحت مظلة الأمم المتحدة وتدعم مبادراتها, ولكن انطلاقا من مسؤولياتها السياسية والقانونية, وبما أنها تخلت عن الشعب الصحراوي, يتوجب عليها أن تتمسك بدور أكثر فاعلية”.