‏الصين تفاوض طالبان لاستخراج ثروات أفغانستان النادرة

نجيب ميلودي16 مارس 2022آخر تحديث :
‏الصين تفاوض طالبان لاستخراج ثروات أفغانستان النادرة

تجري الصين محادثات مكثفة مع حكومة طالبان لبدء عمل الشركات الصينية للتنقيب عن ثروات أفغانستان المعدنية والنفطية.
ونقلت مصادر صحفية عن مسؤولين صينيين وآخرين من طالبان، إن الصين تُفاوض طالبان لبدء التعدين في موقع “مس عينك”، الواقع بمقاطعة لوغار الأفغانية.
ويحتوي الجبل والوادي المحيط بموقع “أيناك” في لوغار ، التي تبعد ساعتين بالسيارة من العاصمة كابوا، على أكبر احتياطيات النحاس غير المستغلة في العالم،
وأكد المسؤولون أن بكين تجري أيضا محادثات لبدء العمل على استخراج النفط والغاز في منطقة نهر جيحون (آمو داريا) شمال أفغانستان، الذي يحوي حوالي 87 مليون برميل. وكانت الشركات الصينية بدأت العمل في المشروعين بقيمة 3 مليارات دولار، ولكن تم وقف العمل بهما لسنوات بسبب الحرب التي انتهت عندما استولت طالبان على السلطة في شهر أوت 2021.

، هذا وقد دخلت العشرات من شركات التعدين الصينية إلى كابول في الأسابيع الأخيرة بحثا عن عقود لمناجم أخرى.

وتعد أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم، ولكن جبالها بها ثروات هائلة من الذهب والأحجار الكريمة والفحم والنفط والغاز والليثيوم وعدد من معادن الأرض النادرة الغير مستغلة،

وأشارت عدة تقارير صحفية إلى أن الصين تتحكم بالفعل في معظم معادن الأرض النادرة في العالم، والتي تُستخدم لتصنيع مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك مكونات خاصة للسيارات الكهربائية وشاشات الهواتف الذكية .

وتجري إيران، وهي منافسة أخرى للولايات المتحدة، محادثات لتأمين مخزون ضخم من خام الحديد في غرب أفغانستان، حيث عززت طهران أيضًا عززت علاقات جيدة مع طالبان.

وقال وزير المعادن والبترول في حركة طالبان، شهاب الدين ديلاوار، “لقد استخرجت بقية دول العالم المعادن من مناجمها واستخدمتها لتنمية بلدانها بينما كنا في حالة حرب لمدة 43 عاما، وبالتالي ظلت مواردنا على حالها”. 

وقال ديلاوار إن الدعوة مفتوحة أمام الشركات الأمريكية وغيرها من الشركات الغربية للقدوم إلى أفغانستان، لافتا إلى أنه يفضل شركات التعدين الأميركية على الشركات الصينية لما تتمتع به من خبرة.

من جانبه، أكد سفير الصين لدى كابل، وانغ يو، أن المحادثات جارية بشأن منجم “أيناك” للنحاس ومشروع “آمو داريا” للنفط والغاز في الشمال. 

ومع ذلك، قال إن هناك حاجة إلى شروط أفضل لجعل الاستثمار مجديا بالنسبة للصينيين. وأردف وانغ: “من المهم جدا أن يحصل كلا الطرفين على عائدات معقولة”.
ويمنح التعدين أفضل فرصة لطالبان لإنشاء نشاط تجاري جديد، حيث تكافح الحركة الإسلامية الانهيار الاقتصادي بعد استيلائها على السلطة.

وتحتاج الحكومة الجديدة، التي انقطعت عنها المساعدات الدولية، إلى زيادة الإيرادات بسرعة وتوفير الوظائف للسكان الذين يواجهون الفقر والجوع.

وقال نيل ريغبي، الذي كان مستشارا سابقا للبنتاغون والحكومة الأفغانية بشأن أصول التعدين في أفغانستان، إن العالم يواجه نقصا في النحاس.

وأضاف :إن “أيناك” تمتلك أعلى درجات النحاس جودة، ولهذا السبب أرادتها الصين بشدة لشحنها إلى بلادها ومزجها مع النحاس منخفض الجودة الخاص بها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل