منذ غزوها لأوكرانيا أصبحت روسيا تهدد بشكل مباشر أو غير مباشر الدول الغربية وبشكل متكرر بقصفها بالأسلحة النووية، ويتحدث معلقون روس بالتحديد عن صاروخ “سارمات” البالستي العابر للقارات كأداة محتملة لهجوم نووي محتمل.
يبلغ طول الصاروخ “سارمات” حوالي 35 متراً ويزن 220 طناً ويمكن أن يحمل 15 رأساً نووياً خفيفاً في وقت واحد، مرتبة كـ”مركبة إعادة دخول متعددة مستهدفة بشكل مستقل” مما يعني أن صاروخاً واحداً يمكنه ضرب مجموعة من الأهداف في الآن ذاته.
تم تطوير الصاروخ كخليفة للصاروخ الأصلي “آر إس-28 سارمات” المعروف باسم “الشيطان” الذي يعود تاريخه إلى الحقبة السوفيتية ويمكن أن يحمل 10 رؤوس حربية فقط ويغطي مدى يتراوح بين 10 آلاف و16 ألف كيلومتراً مقارنة بـ”الشيطان 2″ الذي يصل مداه إلى 18 ألف كيلومتراً وفقاً لبيانات المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية.
أجرت إدارة بوتين اختباراً لإطلاق صاروخ “الشيطان 2” في 20 أفريل 2022 حيث أطلقت من صاروخاً من ميناء بليسيتسك الفضائي وأعلنت أن “الرؤوس الحربية التدريبية” ضربت أهدافاً محددة في ميدان اختبار الصواريخ “كورا” في شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق البلاد.
واعتبر خبراء ومحللو الدفاع الأجانب هذا الحدث على أنه عرض للقوة قبل احتفالات 9 ماي في “يوم النصر” لكن بوتين لم يضيع الكثير من الوقت في اغتنام الفرصة للتحذير من أن أعداء بلاده قد يستهدفون بهذا السلاح الجديد الفتاك.
و قال بوتين لوسائل اعلامية روسية إن “الشيطان 2” سيجعل أولئك الذين “يحاولون تهديد بلادنا في خضم الخطاب العدواني المحموم يفكرون مرتين”.
ويعتقد بوتين إن الصاروخ لا يشبه أي صاروخ متاح للقوى العظمى المنافسة وأن جميع مكوناته مصنوعة محلياً مما يعني أن روسيا لا تعتمد على شركاء أجانب في إنتاجه.
ورغم أن اداً لم يأخذ بجدية تصريحات بوتين النارية بجدية، فإن وزارة الدفاع الروسية قالت بأن قواتها أطلقت صواريخ باليستية تفوق سرعة الصوت في أوكرانيا مدعية أنها دمرت مستودع وقود في مدينة ميكولايف على البحر الأسود ومخزن ذخيرة تحت الأرض في الغرب.
ويُعتقد أن الصواريخ التي أطلقت هي من طراز “كينجال” التي تمثل الجيل التالي من الأسلحة بفضل قدرتها على التحليق بسرعات عالية بشكل استثنائي تصل إلى عشرة أضعاف سرعة الصوت وتبلغ حوالي 13 ألف كيلومتراً في الساعة.
وبالمقارنة، فإن صاروخ من طراز “كروز” مثل “توماهوك” الأمريكي يطير بسرعة 885 كيلومتراً في الساعة فقط.
