19 ماي 1956….الذكرى (66) لإضراب الطلبة الجزائريين

نور19 مايو 2022آخر تحديث :
19 ماي 1956….الذكرى (66) لإضراب الطلبة الجزائريين

شكل إضراب الطلبة الجزائريين في 19 ماي 1956 مرحلة حاسمة في تاريخ الثورة المجيدة ، بالتفاف جميع شرائح المجتمع حولها، وانخراط طلبة الجامعات و الثانويات داخل الجزائر وخارجها في مسيرة الكفاح المسلح، مستبدلين القلم بالسلاح وقاعات الدراسة بالجبال.
تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين”U.G.E.M.A”:

وجهّت جبهة التحرير الوطني عنايتها واهتمامها الكاملين للإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين”U.G.E.M.A”، باعتباره تنظيما وطنيا للحركة الطلابية الجزائرية التي تضم الأجيال الجديدة، والتي تعتمد عليها الثورة على الصعيدين الداخلي والخارجي، من خلال وضع برنامج من شأنه أن يوحد الحركة الطلابية الجزائرية ويجندها لخدمة الثورة.
تأسس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين “U.G.E.M.A” على إثر الاجتماع المنعقد بين 08 و14 جويلية 1955 بباريس، وعُين السيد أحمد طالب الإبراهيمي أول رئيس له، حيث أعلن هذا الأخير عن أهداف الاتحاد والتي تمثلت في العمل على جمع الطلبة الجزائريين، وإعطاء اللغة العربية مكانتها ووضعها في إطارها الطبيعي، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة للاتحاد في الحياة السياسية للبلاد.
بدأ الاتحاد نضاله باستعمال أسلوب الإضراب عن الطعام والدروس للوقوف ضد سياسة العنف التي انتهجتها فرنسا في الجزائر، كما نظم الإتحاد الطلابي الجزائري يوم 20 جانفي 6195 إضراباً عاما ليوم واحد ندد من خلاله على الإجراءات القمعية ضد الشعب والطلبة الجزائريين.
وفي مارس من السنة الموالية ، عقد الإتحاد مؤتمره الثاني بباريس والذي أسفر عن مطالبة فرنسا بالاستقلال غير المشروط للجزائر وإطلاق سراح المناضلين المحبوسين وفتح باب المفاوضات مع الممثل الشرعي الوحيد للشعب الجزائري جبهة التحرير الوطني، واتخذ الاتحاد باالإتفاق مع قيادة جبهة التحرير الوطني قرار الإضراب اللامحدود للطلبة الجزائريين يوم 19 ماي 6195.
إضراب الطلبة الجزائريين في 19 ماي 1956:
عقد رئيس الاتحاد أحمد طالب الإبراهيمي عشية يوم 18 ماي 6195 ندوة صحفية وجه من خلالها نداء إلى جميع الطلبة الجزائريين أينما كانوا بوقف الدراسة ومقاطعة الامتحانات إلى أجل غير مسمى والالتحاق بصفوف الثورة.
وبهدف تعميم الإضراب في الجامعات الفرنسية بعث فرع الإتحاد الطلابي لمدينة الجزائر وفداً إلى فرنسا التقى بالطلبة الجزائريين هناك في الفترة الممتدة ما بين 20 و25 ماي 1956،وذلك لمناقشة الإضراب من جميع جوانبه، وما قد يترتب عنه من نتائج مختلفة، وفي الأخير صوتت كل الفروع الطلابية التابعة للإتحاد في فرنسا للإضراب.
وفي الوقت نفسه نظّم الإتحاد حملة إعلامية للتعريف بالقضية الجزائرية، والسياسة التعسفية الاستعمارية في الجزائر، وإيصال صوت الشعب الجزائري إلى الرأي العام الفرنسي، كما بعث الإتحاد آلاف الرسائل إلى كل الفرنسيين الذين لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالدولة الفرنسية كالبرلمانيين والشخصيات السياسية والدينية المعروفة، بالإضافة إلى المؤلفين وبعض الصحافيين ورؤساء الجامعات ونوابهم والأساتذة الجامعيين وغيرهم، وعقب ذلك أصدرت اللجنة التنفيذية للإتحاد بياناً تؤكد فيه التأييد المطلق للطلبة الجزائريين بفرنسا لنداء فرع الجزائر، واكتملت مقاطعة مقاعد الجامعات الفرنسية بالجزائر وفرنسا، وهو الأمر الذي أدى إلى فتح الباب أمام الجميع للالتحاق بصفوف جبهة وجيش التحرير الوطني.
نتائج الإضراب:
دام الإضراب إلى غاية 03 أكتوبر 1957 حيث قررت لجنة التنسيق والتنفيذ إيقاف الإضراب وافتتاح السنة الدراسية 1957/1958، وقد لقي هذا الإضراب الطلابي نجاحاً كبيرا، حيث لبى عدد كبير من الطلبة الجزائريين نداء جبهة وجيش التحرير الوطني، وانخرطوا في الثورة التحريرية المباركة حيث خضعوا قبل انضمامهم لفترة تدريبية بسيطة دامت حوالي 15 يوماً تحت إشراف نظام جبهة التحرير الوطني، أين شارك فيها طلبة من كلية الطب بجامعة الجزائر ومن غيرها لتدعيم الجانب الصحي، كما دعموا الهياكل القاعدية لجبهة التحرير الوطني بمهام متعددة كالمحافظ السياسي الذي يتولى توعية الشعب في القرى والنواحي و يتصدى للادعاءات وإشاعات الاستعمار وجنوده.
اندمج الطلبة المجاهدون في فرق جيش التحرير الوطني حيث شاركوا في معارك جيش التحرير من بينها معركة الجزائر التي عرفتها العاصمة وذلك بصناعة القنابل ونقلها وتفجيرها، كما كان للنشاط الخارجي للإتحاد الأثر البارز في التعريف بالقضية الجزائرية في مختلف القارات وكسب أنصار ومؤدين لها من خلال علاقاته بالمنظمات العالمية والوطنية المختلفة الاتجاهات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل