‏‎هولندا تعتذر لمسلمي البوسنة لأول مرة بعد 27 عاما عن مجزرة سربرنيتسا

نجيب ميلودي12 يوليو 2022آخر تحديث :
‏‎هولندا تعتذر لمسلمي البوسنة لأول مرة بعد 27 عاما عن مجزرة سربرنيتسا

قدمت وزيرة دفاع هولندا كايسا اولونغرن أمس الاثنين، «اعتذارها الشديد» لضحايا الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا نيابة عن المجتمع الدولي.

وأوضحت ولونغرن أن طرفا واحداً فقط «يتحمل المسؤولية» هو «جيش صرب البوسنة»، وذك خلال حضور مراسم دفن رفات 50 شخصاً من ضحايا الإبادة في سريبرينيتسا.

و حضر أمس الاثنين آلاف الأشخاص إلى جانب من فقدوا أبا أو ابنا أو أخا أو زوجا مراسم دفن الرفات التي ما زال الصرب وقادتهم يرفضون الاعتراف بها بعد 27 عامًا على ارتكابها.

وبعد إقامة الصلاة، تم دفن رفات 50 شخصاً تم تحديد هويتهم من ضحايا المجزرة، الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في مقابر ستحمل أسماء أصحابها لاحقاً، إلى جانب 6671 من الضحايا يرقدون في مركز بوتوكاري التذكاري.

وفي جويلية 1995، قبل أشهر قليلة من انتهاء الحرب، قامت القوات الصربية باعتقال وقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى مسلمين بعد استيلائها على مدينة سريبرينيتسا، في جريمة اعتبرتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة إبادة.

في السنوات الأخيرة، أصبح العثور على رفات أمرًا نادرًا للغاية، بينما ما زال يجري البحث عن 1200 ضحية، بحسب المعهد البوسني للمفقودين.

وعملية تحديد الهوية معقدة لأنه خلال الأشهر القليلة التي أعقبت المجزرة، نبشت جثث الضحايا بجرافات ونقلت إلى مقابر جماعية أخرى للتغطية على الجريمة.

تُنظم مراسم دفن جماعية لأشخاص تم التعرف عليهم كل عام في 11 يوليو، الموافق لذكرى الاستيلاء على المدينة من قبل قوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش الذي حكمت عليه المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بالسجن مدى الحياة.

وتم العثور على رفات أحد الضحايا الذين ووروا الاثنين متناثرا في ثلاث مقابر جماعية، على ما ذكر أمور ماسوفيتش، الطبيب الشرعي الذي شارك في استخراج الجثث من عشرات المقابر الجماعية في سريبرينيتسا.

وعُثر على رفات غالبية الباقين مبعثرا في مقبرتين.

وقام وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوض المكلف سياسة الجوار والتوسع أوليفر فارهيلي بتكريم ذكرى الضحايا .

و بعد أكثر من ربع قرن على المجزرة، ما زال الزعيمان السابقان لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش اللذان حُكم عليهما بالسجن المؤبد، «بطلين» بالنسبة لكثير من الصرب.

يمكن مشاهدة صور ملاديتش معلقة على العديد من الجدران في جمهورية صربسكا، الكيان الصربي في البلاد التي تضم أيضًا فيدرالية كرواتية-مسلمة
وينكر الزعماء الصرب في البوسنة وصربيا المجاورة، مثل عدد كبير من السكان الصرب، الاعتراف بوقوع إبادة في سريبرينيتسا خلال الحرب التي تسببت بمقتل نحو مائة ألف شخص. فهم يصفونها بأنها «جريمة كبرى».

وقال خليل نوكيتش إن «النكران مؤلم ولكن في يوم من الأيام (الإبادة) سيتم الاعتراف بها» مضيفاً «ربما ليس من هذا الجيل ولكن من التالي».

قبل أسبوع من مغادرته منصبه، أصدر الممثل الأعلى السابق للأمم المتحدة في البوسنة فالنتين إنزكو في جويلية 2021، قراراً يحظر إنكار الإبادة في البلاد. وينص قانون العقوبات الآن على فرض عقوبة السجن عن هذه الجريمة.

ورفض ممثلو الصرب في البوسنة، على رأسهم العضو الصربي في مجلس رئاسة البوسنة ميلوراد دوديك الذي أطلق منذ ذلك الحين سلسلة من المبادرات لفصل جمهورية صربسكا عن البوسنة، هذا القرار مما أثار مخاوف على السلام.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل