قبو “سفالبارد”…بنك البذور العالمي

نجيب ميلودي11 أغسطس 2022آخر تحديث :
قبو “سفالبارد”…بنك البذور العالمي

قررت الحكومة النرويجية في منطقة نائية وجليدية  إنشاء قبو سفالبارد العالمي، أو ما يعرف ببنك البذور العالمي. ففي الجزيرة النرويجية سبتسبرجن وبالقرب من بلدة لونغياربيين في أرخبيل سفالبارد في القطب الشمالي النائي، على بعد حوالي 1313 كيلومترا من القطب الشمالي، تم بناء أكبر بنك للبذور عالمياً.
ويعتبر هذا القبو بمثابة سفينة نوح الإنقاذية، فقد  صمم خصيصاً لمواجهة الكوارث الطبيعية، والحروب، والحفاظ على القطاع الزراعي العالمي، عبر تخزين العديد من البذور، بطريقة تسمح باستخدامها عند الحاجة إليها.
وتم تصميم المنجم العملاق تحت الأرض لتخزين أكثر من 800 ألف نوع من بذور النباتات، وبحسب المنفذين، فقد تم بناؤه بشكل مؤهل لمقاومة هزات الزلازل والتغيرات المناخية الحادة والحروب النووية، وحتى احتمال اصطدام مذنب بالأرض، وذلك لإنقاذ البشرية من خطر المجاعة يوماً ما.
مميزات متطورة

يقع قبو سفالبارد في جزيرة سبيتسبيرجين النرويجية، على بعد نحو 1300 كيلومتر من القطب الشمالي، وقد افتتح رسمياً في 26 فيفري 2008، ويحتوي على 1.5 مليون عينة بذور منفصلة من المحاصيل الزراعية.

وتشير مختلف البيانات إلى أن القبو بدأ بالحفاظ على مجموعة واسعة من بذور النباتات التي هي عينات مكررة من البذور المحفوظة في بنوك الجينات في جميع أنحاء العالم.

يعتبر هذا القبو محاولة للتأمين ضد فقدان البذور في بنوك الجينات الأخرى خلال الأزمات الإقليمية أو العالمية على نطاق واسع. و يخزن بنك البذور (أو بنوك البذور) بذور النباتات لحفظ التنوع الجيني لهذه النباتات، ولذلك فإنها تُعد نوعًا من بنوك الجينات ،وهناك أسبابًا كثيرة لتخزين بذور النباتات، أولها هو توفير الجينات الوراثية النباتية وإتاحتها كي يستخدمها المزارعون في زيادة المحاصيل، ومقاومتها للأمراض، وزيادة قدرتها على تحمل الجفاف، وتحسين قيمتها الغذائية ومذاقها وغيرها من المواصفات الأخرى. وهناك سببٌ آخر، وهو تدارك خسائر التنوع الجيني في فصائل النباتات النادرة أو المعرضة للهلاك سعيًا للحفاظ على التنوع البيولوجي خارج الوضع الطبيعي لهذه النباتات ،فالكثير من النباتات التي كان يزرعها الإنسان منذ قرونٍ ماضية لم تعد تُزرع الآن بصورة متكررة. ولذلك تعرض بنوك البذور طريقة لحفظ هذه القيم التاريخية والثقافية، ويتم حفظ مجموعات البذور في درجة حرارة منخفضة ثابتة ودرجة رطوبة منخفضة من أجل حمايتها من فقدان مواردها الجينية، والتي لولا ذلك، لكانت تحفظ خارج وضعها الطبيعي أو في المجموعات الميدانية. ويمكن أن تتلف هذه المجموعات «الحية» البديلة من النباتات بفعل الكوارث الطبيعية، أو انتشار الأمراض، أو الحرب. تُعد بنوك البذور بمثابة مكتبات بذور تحوي معلومات قيمة عن استراتيجيات مطورة لمكافحة إجهاد النباتات، ويمكن استخدامها أيضًا لصنع نسخًا معدلة جينيًا من البذور الموجودة حاليًا. ويستغرق عمل بنوك البذور عقودًا وربما قرونًا أيضًا، ويتم تمويل معظم هذه البنوك علانيةً، وتكون البذور متاحة عادةً من أجل الأبحاث التي تفيد العامة.
وتقوم جهات مختلفة ومختصة بإدارة القبو، وفقاً للشروط المنصوص عليها في اتفاق ثلاثي بين الحكومة النرويجية وترست تنوع المحاصيل العالمية(GCDT) ومركز الموارد الوراثية لدول الشمال (NordGen).

وبلغت تكلفة إنشائه إلى نحو 9 ملايين دولار، قامت الحكومة النرويجية بتسديدها، وبحسب الحكومة، يصل عدد الدول المشاركة بحفظ تنوع الحبوب إلى أكثر من 100 دولة، ما يعني تقريباً جميع دول العالم.

منذ سنتين، وبسبب الحرب في سورية، والخوف من انتشار المجاعة، وبعد قصف العديد من المناطق الزراعية وحرقها، طالبت السلطات بسحب بذوره للمرة الأولى في تاريخه، وقد تم أخذ عينات من القمح والشعير، وغيرها من المحاصيل، لإعادة زراعتها في الأراضي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل