لبنان ..”خروج عن السيطرة” كيف ولماذا ؟

“تماشيا مع الأوضاع او وقوفا عندها” اعلنت هيئة الأمم المتحدة ان الوضع في لبنان خرج عن السيطرة ، خبر تناقلته الصحف والمواقع الإعلامية بلا انبهار او استفسار ورأته نتيجة حتمية لسلسة ازمات عاشتها البلاد منذ انطلاق الموجة الإحتجاجية في البلاد في 17 اكتوبر 2019.
موجة احتجاجية جائت كرد على ماوصفه المحتجون بالأوضاع المعيشية القاهرة ، خصوصا بعد فرض ضرائب جديدة ذلك الحين قالت الحكومة انها “اجراءات تقشفية هادفة ” للتخفيف من الأزمة المالية التي تمر بها البلاد انذاك ، كان اعلان الضرائب هذا القطرة التي افاضت الكأس ، على اعتبار ان هذه الضرائب لم تطل المنتفذين من الطبقة الحاكمة بل استهدفت بشكل اساسي الطبقة الفقيرة في البلاد وهي التي تغلب على الشعب ، فبدى للشعب ان مثل هذه الإجراءات تحمله جرائر اخطاء السياسين ، خصوصا بعد الحادثة الشهيرة لرئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في سيشل قبل فترة ليست بقليلة من اندلاع موجة الإحتجاجات.
احتجاجات حركت المياه الراكدة في نظام الرئيس ميشيل عون وابعدت ارقاما صعيبة في سدة الحكم منها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي تصدر اسمه قائمة “المغضوب عليهم” في موجة الإحتجاجات ، اضافة الى اوجه اخرى من الحكومة ..خلفت هؤلاء حكومة حسان دياب بدماء جديدة و حتى بتعيينات غير مألوفة كتعيين اول وزيرة للدفاع في تاريخ الحكومات العربية “زينة عكر” خلفا لإلياس ابو صعب ، ولكن هذا التغيير لم يجد نفعا فقد فقدت الليرة اللبنانية ولا زالت تفقد 70% من قيمتها حتى هوة قيمتها الى “5000” ليرة مقابل “1500” دولار مطلع الشهر الماضي ، كل هذه المشاكل جاءت اثر ازمة كورونا التي اضافت للبلاد ازمة اخرى على الأزمة المالية التي كانت تعيشها قبل ظهور الجائحة حتى ..ادت هذه الأوضاع الى انزلاق لبنان الى انهيار اقتصادي تام ، لم تشهد مثله البلاد منذ 1990 تاريخ نهاية الحرب الأهلية ..وبلغ حد ازمة اليوم انقطاعا كهربائيا في معظم احياء لبنان طوال الليل وهو خبر تناقلته وسائل اعلام كثيرة.