“صافر ” … قنبلة موقوتة تهدد السواحل اليمنية و البحر الأحمر

نور18 يوليو 2020آخر تحديث :
“صافر ” … قنبلة موقوتة تهدد السواحل اليمنية و البحر الأحمر

صافر” هو خزان نفطي عائم شبه ثابت في المياه اليمنية العميقة بالقرب من ميناء الحديدة، ومحطة تصدير للنفط. بدأ حياته كناقلة نفط عملاقة بعد الانتهاء من تصنيعها في اليابان عام 1976 من قبل شركة هيتاشي زوسين تحت اسم “إسو اليابان”. اشتُريت لصالح اليمن عام 1986 وأرسلت إلى كوريا الجنوبية لتحويلها إلى خزان عائم بهدف تصدير النفط الآتي من مأرب.

و استعملت “صافر” كخزان نفط عائم  بسب ضحالة الشواطئ اليمنية في البحر الأحمر التي لا يمكن لناقلات النفط المجيء إليها، فكان الحلّ ببناء منصة عائمة من باخرة ضخمة وتركيزها وسط البحر في المياه العميقة ووصلها بالميناء بأنبوب نفط و تحتوي على 34 خزاناً وبقدرة استيعابية تصل إلى 3 ملايين برميل. 

أما النفط، فيأتي عبر أنبوب مأرب – رأس عيسى، الذي يجلب النفط إلى المنطقة. و تعتبر صافر  أكبر شركة منتجة للغاز في اليمن

ما قصة هذه الناقلة؟

كان “صافر” يحتوي على 1.14 مليون برميل من النفط الخام عندما سيطر الحوثيون على ميناء الحديدة في مارس 2015، وما زالت هذه الكمية فيه حتى الآن.

وصدأ هيكل “صافر” وتآكل أنابيبها وصماماتها ليست مباعث القلق الوحيدة. فالناقلة غير بعيدة عن الحُديدة، المدينة الساحلية المتنازع عليها بشدة، ولا يمكن استبعاد مخاطر إصابة أي قذيفة أو قنبلة شاردة للسفينة.ولم تخضع السفينة، التي تحتاج إلى صيانة مكثفة، للصيانة بشكل ملائم منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من خمس سنوات.

أصبحت صافر تمثل قلقاً دولياً متصاعداً، نظراً لما يمثله البحر الأحمر الذي يقع فيه الخزان، من أهمية دولية، فهو أحد أهم طرق الملاحة الدولية، ويحوي بيئة متنوعة، وتقع على ضفتيه 8 دول، ستتضرر مصالحها الاقتصادية بمختلف الأشكال. أما الملاحة فيه فسوف تكون معقدة وغير آمنة، هذا عوضاً عن المسؤولية الدولية اللاحقة لحدوث الكارثة في تنظيف المياه من الملوثات، وإعادة الحياة إليه.

تسرب النفط الموجود فيها سيؤثر  على البحر الأحمر، وعلى من يعيش في المنطقة من خلال التأثير على موارد المعيشة اليومية،  سيؤثر على 8 ملايين يمني، وأن من 50 إلى 60% من الأراضي سوف تتأثر بالتلوث، وأيضاً المنتجات، وأن هذا التأثير سيمتد لـ30 عاماً.

وستحيق الكارثة بمختلف الأحياء، من بشر وحيوانات وطيور ونباتات، وبيئة، وسيفقد البحر الأحمر طبيعته تماماً.
يعد البحر الأحمر من أكثر البيئات البحرية ثراء من الناحيتين البيولوجية والحيوية، فهو يحوي كميات هائلة ومتنوعة من الأسماك والأحياء البحرية، والكثير منها يعد نادراً. وبحسب العديد من الجهات، فإن محتوى البحر الأحمر من الأحياء البحرية يزيد عن 800 ألف طن.

ويحوي البحر الأحمر مئات الجزر التي تتميز بطبيعة خلابة، والكثير منها مأهول بالسكان الذين يمارسون أنشطة اقتصادية تعتمد كلياً على البحر، هذا عوضاً عن سكان سواحل الدول المطلة، والذين يعيش أغلبهم على بيئة البحر الأحمر، وأنشطة اقتصادية تعتمد عليه، وفي مقدمتها صيد الأسماك.
إن تسرب النفط الخام سيؤدي إلى انتشار أنواع عديدة من السموم التي ستؤدي إلى هلاك الأحياء البحرية والنباتات، وهجرة الطيور أو وفاتها، كما أن بقع الزيت ستحجب أشعة الشمس عن أعماق المياه وقاع البحر، وهو ما سيحول الأعماق والقاع إلى مقبرة لمختلف أنواع الحياة، وهذه الكارثة البيئية ستؤدي حتماً إلى كارثة اقتصادية، حيث لن يعود الاصطياد وممارسة أي أنشطة اقتصادية أمراً ممكناً من ناحية، كما أن الملاحة في هذا الممر المائي الهام ستتعثر كثيراً.
وافق الحوثيون أخيرا على استقبال بعثة أممية
متخصصة لصيانة ناقلة صافر النفطية بعد عدة ضغوط دولية .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل