كلمة الرئيس تبون في اجتماع لجنة الـ10 للاتحاد الإفريقي ،الذي ألقاها عنه وزير الخارجية بالنيابة

loay24 نوفمبر 2023آخر تحديث :
كلمة الرئيس تبون في اجتماع لجنة الـ10 للاتحاد الإفريقي ،الذي ألقاها عنه وزير الخارجية بالنيابة

بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ألقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم، ، كلمة سيادة الرئيس في القمة الخامسة لمجموعة العشرة التابعة للاتحاد الافريقي، والتي انعقدت اليوم 24 نوفمبر، بمدينة أويالا، بجمهورية غينيا الاستوائية.

وجاء في كلمة الرئيس تبوم ما يلي :بسم الله الرحمن الرحيم فخامة السيد أوبيانغ نغيما مباساغو

، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، فخامة الدكتور جوليوس مادا بيو ، رئيس جمهورية سيراليون، ومنسق لجنة العشرة للاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن، أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات، السيد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أصحاب المعالي والسعادة،الحضور الكرام، يشرفني أيما شرف أن أنقل إلى جمعكم الموقر هذا التحيات الأخوية الخالصة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وتمنياته الصادقة بالنجاح التام لأشغال هذه القمة الهامة والمميزة.

وقد كلفني سيادته بتمثيله وبتلاوة كلمته بهذه المناسبة الطيبة. بداية نص رسالة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.

1- تنعقد قمتنا اليوم في ظرف دولي وإقليمي مُثْقَلٍ بالتحديات والمخاطر التي تُحدق بالسلم والأمن الدوليين، أو بالأحرى بالإنسانية جمعاء، في ظل الأزمة الحادة التي ألمَّت بمنظومة الأمن الجماعي، ووسط الشلل شبه التام الذي يطال مجلس الأمن الأممي راهناً.

2- فالمجموعة الدولية أضحت اليوم تُشاهد، دونما أي تحرك فعلي وهادف أو مبادرة سياسية جدية وجادة، تَتَابُعَ الأزمات والصراعات والنزاعات بصورةٍ متسارعة، وتَرَاكُمَها بشكلٍ غير مسبوق، واستفحالها بطريقةٍ تُفشل فرص التكفل الأمثل بها وتقوض آفاق معالجتها على النحو المطلوب، وعلى النحو الأكثر استجابة لمقتضيات أمن المعمورة واستقرارها وطمأنينتها.

3- ولقد كان لقارتنا الافريقية نصيبُها المعتبر من هذا الواقع الأليم والمتأزم الذي بات يفرض نفسه فرضاً لا سيما في منطقة الساحل الصحراوي أمام استوطان آفة الإرهاب والجريمة المنظمة وانتشار بؤر التوتر وعدم الاستقرار من شرق هذا الفضاء إلى غربه، من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي.

4- وليس ببعيدٍ عنَّا كذلك ما يعيشه أشقاؤنا الفلسطينيون من مأساة حقيقية تتفاقم يوماً بعد يوم بسبب عجز منظومتنا الأممية الجامعة عن ردع المحتل الإسرائيلي عن جرائمه وكَفِّ انتهاكاته بحق قواعد القانون الدولي التي أقرتها ذات المنظومة الأممية بعينها. وهي المنظومة التي بات الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي لا يعبأ بها، ولا يعير أي عناية لما تنطق به، ولا يحسب أدنى حساب لما تقره، ويضرب عرض الحائط بكل ما تفرضه من واجبات ومسؤوليات والتزامات.

5- إن هذا الوضع الذي أعاد إلى واجهة النقاش الدولي موضوعَ إصلاح مجلس الأمن، يفرض على المجموعة الدولية، أكثر من أي وقت مضى، ضرورة إحاطة هذا الملف بالعناية اللازمة والتعامل معه بكل صرامة وحزم وعزم، وهو الملف الذي يطرح نفسه اليوم بإلحاح واستعجال كبيرين.

6- كما أن الرهان، أي رهان عملية إصلاح مجلس الأمن، لم يعد يقتصر على تحقيق مجلس يكون أكثر تمثيلاً للدول النامية، وعلى رأسها إفريقيا، بل يتعدى ذلك بكثير، لأن ديمومة واستمرارية المنظومة الدولية متعددة الأطراف، بما تقوم عليه من قواعد ومن ضوابط ومن آليات، أصبحت حقاً على المحك ! محك تصاعد منطق توازن القوى، ومحك تفشي ظاهرة الاستقطاب، ومحك الانتقائية والتمييز في فرض احترام قواعد القانون الدولي.

7- إنَّنا، وإذ نُدْلي بدلونا اليوم حول هذا الملف الهام، يجب أن نكون واضحين قدر الإمكان في تحديد المُراد والمُبتغى، وفي التماس السُبل الكفيلة بتمكيننا من إسماع صوت إفريقيا، صوت الحكمة، وصوت الالتزام، وصوت المسؤولية، أمام التجاذبات الحادة والانقسامات الجسيمة التي صارت، للأسف، الميزة الرئيسية لمنظومة العلاقات الدولية في المرحلة الراهنة.

8- ومن هذا المنظور، وفي إطار المفاوضات الحكومية حول عملية إصلاح مجلس الأمن، فإن موقفنا القاري الذي يستمد قوته من رص صفنا ومن توحيد كلمتنا يجب: – أن يؤكد أن المطلوب أولاً، هو تصحيحُ الظلمِ التاريخي المسلط على القارة الإفريقية، كونها الغَائِبَ والمُغَيَّبَ الوحيد في فئة الأعضاء الدائمين، والأقل تمثيلاً ضمن فئة الأعضاء غير الدائمين، على الرغم من أنها تظل معنية بأكثر من 70% من المواضيع والقضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن. – ويجب على موقفنا أن يؤكد أن المطلوب ثانياً، هو عمليةُ إصلاحٍ تُعيد للمجلس فعاليته وقدرته على التحرك في وجه التهديدات المتنامية للسلم والأمن الدوليين، وبالتالي ضرورةَ بلورةِ تصورٍ يُمَكِّنُ هذه الهيئة الأممية المركزية من النأي بنفسها عن التجاذب والاستقطاب، والتركيز أكثر على الدور المنوط بها والمسؤولية الملقاة على عاتقها وفقاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة. – ويجب على موقفنا أن يؤكد أن المطلوب ثالثاً، هو مشروعُ إصلاحٍ شامل ومتكامل يتجاوز النطاق المحدود لعملية توسيع العضوية، ليشمل جميع المسائل الموضوعية المتعلقة على وجه الخصوص بأساليب وطرق عمل المجلس وباستعمال حق النقض وبالتفاعل بين المجلس والهيئات الأممية المركزية، لأن القناعة التي تولدت لدينا ولدى غيرنا تفيد أن الاكتفاء بتوسيع العضوية لا يضمن بالضرورة الفعالية المنشودة، طالما أن القواعد التي تحكم سيرورة عمل المجلس تبقى ذاتها دون تغيير ودون تطوير ودون تحسين. فالتمثيل المرجو دون النجاعة المطلوبة لا يكفي، والنجاعة المطلوبة دون التمثيل المرجو لا تنفع. – ويجب على موقفنا أن يؤكد أن المطلوب رابعاً وأخيراً، هو ضرورة التقيد بالجمعية العامة للأمم المتحدة وبالمفاوضات الحكومية التي تتم تحت قبتها كإطار جامع وتوافقي للتكفل بملف إصلاح مجلس الأمن، وبالتالي رفض أي محاولة للإنتقاص من مصداقية هذا الإطار أو تهميشه على حساب مبادرات أو مخططات موازية يتم الترويج لها خارج منظمتنا الأممية. 9- تلكم هي الأفكار التي وددت باسم بلادي تقاسمها معكم اليوم، مؤكداً في ذات السياق تمسك الجزائر الدائم والتزامها الثابت بالموقف الإفريقي المشترك على النحو المنصوص عليه في “توافق إزولويني” (Ezulwini) و”إعلان سرت”.

10- كما تجدد الجزائر دعمها للجهود المبذولة تحت قيادة منسق مجموعتنا، رئيس جمهورية سيراليون، أخي فخامة الدكتور جوليوس مادا بيو Julius MAADA BIO، والتي تكللت بتزايد دعم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للموقف الإفريقي المشترك الذي يُعترف له بالحكمة والواقعية والشرعية والمشروعية.

11- وبنفس الروح، تؤكد الجزائر أنها ستعمل خلال عضويتها المقبلة بمجلس الأمن، بالتنسيق مع أشقائها الأفارقة من جمهورية سيراليون ومن جمهورية موزمبيق، لتعزيز صوت قارتنا داخل هذه الهيئة الأممية المركزية والدفاع عن الانشغالات والاهتمامات والتطلعات التي تحدو دولنا مجتمعةً تحت لواء الاتحاد الإفريقي. وهي منظمتنا القارية التي تزيد رص صفوفنا وتوحيد كلمتنا في إطارها نجاعةً وفعاليةً وتأثيراً في الدفاع عن قضيتنا العادلة وعن مصالحنا الجامعة، وإقناع شركائنا جميعهم بحقنا وأحقيتنا فيها، وشرعية ومشروعية مطالبتنا بها دون كلل أو ملل، ودون مبالغة أو إفراط. انتهى نص رسالة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. شكراً على كرم الإصغاء، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل