من صور وهمية روج لها بايدن لأنفاق المستشفى.. أكاذيب الجيش الصهيوني تُفضح أمام العالم

نور27 نوفمبر 2023آخر تحديث :
من صور وهمية روج لها بايدن لأنفاق المستشفى.. أكاذيب الجيش الصهيوني تُفضح أمام العالم

بدأت السردية الصهيونية بشأن ارتكاب مقاتلي حماس انتهاكات في 7 أكتوبر تتصدع بعد ظهور تقارير واعترافات إسرائيلية تنفي ما سبق ترويجه وعلى أساسه تُبرر المجازر في قطاع غزة.

يتضح التشكيك العالمي في زيف الرواية الصهيونية من تقرير صحيفة عبرية عن قصف مروحية صهيونية لمواطنيها في 7 أكتوبر وكذلك اكتشاف أن 200 جثة ليست لصهاينة وإنما لفلسطينيين، علاوة على اعتراف إيهود باراك أن الملاجئ تحت مستشفى الشفاء شيدتها تل أبيب وليس حماس.

“يمكنك أن تكذب على كل الناس بعض الوقت، ويمكنك أن تكذب على بعض الناس كل الوقت، ولكن لا يمكنك أن تكذب على كل الناس كل الوقت”، هذا المثل ينطبق على الجيش الصهيوني، الذي أطلق أكاذيبه لتبرير حربه الوحشية على قطاع غزة صدقها الرأي العام العالمي بشكل أعمى قبل أن تتصدع الرواية بعد انكشافها، ما يهدد بانهيار السردية الصهيونية وخسارتها الحرب الإعلامية أمام الرأي العام.

أخطر ما جرى تسريبه حول الأكاذيب التي لفقها جيش الاحتلال الصهيوني لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في هجومها على بلدات وقواعد عسكرية صهيونية في غلاف غزة، ما ذكرته صحيفة “هآرتس”، بأن تقييمات المؤسسة الأمنية أظهرت أن “مروحية قتالية تابعة للجيش الصهيوني وصلت إلى مكان الحفل (قرب كيبوتس رعيم في غلاف غزة)، وأطلقت النار على منفذي هجمات هناك، وكما يبدو أصابت أيضاً بعض المشاركين في المهرجان”.

وهذه الشهادة، التي حاولت الشرطة الصهيونية نفيها، تتقاطع مع شهادات أخرى لمستوطنين تتحدث عن قتل الجيش الصهيوني لفلسطينيين و صهايمة بشكل عشوائي، وقصف قاعدة عسكرية هاجمها مقاتلو حماس في 7 أكتوبر، كان يختبئ بها جنود صهاينة.

كما أقر جيش الاحتلال ذاته بوقوع أخطأ في إحصاء عدد القتلى الصهاينة في 7 أكتوبر عندما قلص عددهم من 1400 إلى 1200، بعد أن اكتشف أن 200 جثة متفحمة لفلسطينيين.

ما يعزز أن السردية الصهيونية حول ما جرى في بداية الحرب، والتي تحدثت أن مقاتلي حماس أحرقوا جثث أطفال واغتصبوا النساء وإلى ما لذلك من فظاعات، لم تكن صادقة بالمطلق وصدقها الرأي العام الغربي حقيقة غير قابلة للتشكيك، رغم أنه لم تخرج أي امرأة إسرائيلية وتزعم أنها تعرضت للاغتصاب.

ورغم نفي حماس ارتكاب مقاتليها لأي من المزاعم الصهيونية التي روج لها الإعلام الأمريكي والغربي على نطاق واسع، لم يكن في الغرب من يرغب في سماع الرواية الأخرى، قبل أن يأتي الاعتراف من داخل إسرائيل ذاتها ليصطدم كل من صدق سرديتها من البداية بشكل أعمى ودون تمحيص ولا حتى انتظار تحقيق من هيئات مستقلة أو حتى من هيئات إسرائيلية.

فليس من المستبعد أن تكون كل الجثث المتفحمة أو بعضها على الأقل قُصفت بصواريخ وقذائف حارقة، ومن المعروف أن من يملك هذه القوة التدميرية هو الجيش الصهيوني ، بدليل اعتراف الأخير بأن 200 جثة لفلسطينيين بعدما كان يعتقد أنها لصهاينة.

والصور والفيديوهات التي نشرها الفلسطينيون في 7 أكتوبر أسلحة خفيفة ومتوسطة، وحتى الصواريخ التي أطلقتها يومها كتائب القسام ذات تدمير محدود، وكان هدفها الرئيسي تضليل القبة الحديدية لتسهيل تجاوز مظلات مقاتليهم الجدار العازل.

والمؤسف حقاً أنه بعد أكثر من 50 يوماً، لم تشكل أي لجنة تحقيق دولية لتوضيح ما جرى بالضبط في 7 أكتوبر و أهمية ذلك أن الجيش الصهيوني ضخم أعداد القتلى ولفق تهماً لحماس ثبت كذبها مثل حرق الأطفال وقطع رؤوسهم واغتصاب النساء، وانطلاقاً من هذه السردية برر قتل أكثر من 4 آلاف طفل فلسطيني.

والأسوأ عندما يتولى نجوم إعلاميون ترويج مثل هذه الروايات المغلوطة على غرار الإعلامية الأمريكية سارة سيدنر، التي زعمت على الهواء مباشرة، أن مقاتلي حماس قتلوا أطفالاً صهاينة، وانتشر مقطعها المصور كالنار في الهشيم على شبكات التواصل الاجتماعي، حتى بعد اعتذار سيدنر، عن هذه المعلومة الكاذبة، التي روجتها تل أبيب، قبل أن تتراجع عنها وتضع الإعلامية في موقف مهني محرج.

وتبرر سيدنر، هذه السقطة الإعلامية، بأن “مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، قال إنه تأكد من قطع حماس رؤوس الأطفال والرضع فيما كنا على الهواء مباشرة”، وتستدرك: “وتقول الحكومة الصهيونية اليوم إنها لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال. كان يجب أن أكون أكثر حذراً في كلامي. أعتذر”.

وليست وحدها من سقطت ضحية هذه الدعاية الصهيونية الكاذبة، فالرئيس الأمريكي جو بايدن ردد رواية “قطع مقاتلي حماس رؤوس الأطفال”، قبل أن يتراجع البيت الأبيض عن هذه التصريحات، ويبررها بأنها كانت مبنية على “مزاعم” مسؤولين صهاينة وتقارير إعلامية محلية، دون أن يعتذر عنها.

لكن هذه الأكاذيب أصبحت قناعة لدى قطاع واسع من الرأي العام الغربي خاصة الداعمين للكيان، ولم يكن الاعتذار أو التراجع عنها كافياً لمحوها من الأذهان.

ومزاعم وجود مقر القيادة الرئيسي لحركة حماس أسفل مجمع الشفاء غربي مدينة غزة، والتي جرى ترويجها بشكل واسع، لتبرير مهاجمة المستشفيات وإخلائها من المرضى والجرحى بشكل غير إنساني، انكشف هذه المرة زيفها بمجرد اقتحام الجيش الصهيوني المستشفى، وادعائه اكتشاف مقر لحماس وأنفاق أسفل المجمع الطبي، لكن الإعلام الغربي كان هذه المرة أكثر حذراً في تصديق الرواية الصهيونية، وشكك فيها خاصة وأن الأسلحة خفيفة يسهل نقلها من مكان لآخر، وأن الفيديوهات متناقضة من حيث عدد الأسلحة..

لكن الضربة الموجعة لهذه الدعاية، جاءت من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي اعترف في لقاء صحفي مع قناة “سي إن إن” الأمريكية، بأن دولة الاحتلال بنت الملاجئ وحفرت الأنفاق الموجودة تحت مجمع الشفاء.

بفضل الدعاية المضللة، لم يحصل الجيش الصهيوني فقط على تعاطف الرأي العام والإعلام الغربي بل أيضاً على دعم عسكري مباشر من الولايات المتحدة وبريطانيا، ناهيك عن الدعم المالي والدبلوماسي.

وتجلى هذا الدعم في إرسال واشنطن حاملة طائرات والسفن الحربية المرافقة لها وغواصة نووية إلى شرق المتوسط، وتخصيصها 14 مليار دولار لدعم إسرائيل في حربها ضد غزة، ورفض واشنطن وحلفائها في مجلس الأمن التصويت لصالح قرار بوقف إطلاق النار، ما يعني ضوءاً أخضر لتل أبيب من أجل الاستمرار في مجازرها دون رادع قانوني.

لكن الأسوأ من ذلك أنه حتى بعد اكتشاف جملة من الأكاذيب الصهيونية مبكراً، لم يكن لذلك تأثير كبير في مواقف الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة إزاء دعمها الأعمى للجيش الصهيوني.

صحيح أن المظاهرات والاحتجاجات ضد الحرب الصهيونية على قطاع غزة في تصاعد وبأعداد كبيرة في العديد من العواصم العالمية والغربية، وبرزت أصوات حكومات أوروبية تطالب بمعاقبة الكيان ، ودول أخرى خاصة من أمريكا اللاتينية قطعت أو قلصت علاقاتها مع الكيان ، وجيش من المحامين تشكل حول العالم لمحاكمة تل أبيب.. لكن كل ذلك مازال أقل بكثير من العقوبات المحتملة التي كانت ستفرض على أي دولة مسلمة ارتكبت الجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال.

انكسار الدعاية الصهيونية المضللة مع استمرار انكشاف الأكاذيب والمجازر، من شأنه أن يضعف المحور الداعم للكيان ، ويتسبب في تصدعات في التحالف المؤيد لاستمرار الحرب والحصار المطبق على قطاع غزة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل