حذر الممثل الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير نسيم قاواوي، من أن التصعيد الخطير الذي يعيشه الشرق الأوسط قد يدخل المنطقة والعالم مرحلة أخطر تخرج معها الأمور عن السيطرة ويصعب التنبؤ بشكلها ونتائجها.
وقال السفير قاواوي كلمة ألقاها خلال جلسة بمجلس الأمن عقدت إثر التصعيد الإيراني-الصهيوني، إن الجزائر تتابع التطورات الحاصلة باهتمام وقلق بالغين وتحذر من عواقب وخيمة حال توسع دائرة النزاع في الشرق الأوسط.
كما دعا ممثل الجزائر، جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، مؤكدا أنه لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل تبعات حرب أخرى.
وفي ذات السياق، استدل المتحدث في إبراز وجاهة رأي الجزائر من التصعيدات التي تشهدها المنطقة، بالتحذير الذي جاء على لسان الممثل الدائم للجزائر بالأمم المتحدة السفير عمار بن جامع خلال جلسة مجلس الأمن التي ناقشت هجمات المحتل الإسرائيلي على مبنى السفارة الإيرانية بدمشق مطلع هذا الشهر، من مغبة عدم وضع حد لسلوك الاحتلال وغطرسته بالمنطقة، إلى جانب التشديد على أن ذلك العمل الخطير يمكن أن يجر المنطقة بأسرها إلى الصراع.
كما اعتبر أن “منطقة الشرق الأوسط تمر بظرف دقيق يحتم على جميع الفاعلين الدوليين أن يغلبوا فيه صوت الحكمة من أجل أن نتجاوز معا هذه الفترة الحرجة نحو بر الأمان”.
هذا وجدد السفير نسيم قاواوي التأكيد على أنه “لا يمكن تحقيق السلم والأمن الدوليين من دون إعلاء مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة وخضوع الجميع للقانون الدولي”.
وأضاف: “إن سياسة الكيل بمكيالين، وتطويع قواعد القانون الدولي وإعطاؤها قراءات متضاربة حسب المصالح والأهواء تهدد بتقويض نظامنا الدولي المبني على سيادة القانون، فنحن اليوم أمام مفترق طرق، فإما التمسك بالقانون الدولي دون تحوير أو مداهنة أو الانغماس في الفوضى وعدم الاستقرار”.
وفي سياق حديثه، أشار الدبلوماسي الجزائري إلى مسألة مهمة تبرز في أن أزمات الشرق الأوسط مترابطة ترابطا عضويا ولا يمكن النظر في بعضها بمعزل عن البعض الآخر، معتبرا أنه “لا بد من التعاطي مع الأسباب الجذرية لهذه الأزمات، ألا وهو الاحتلال الصهيوني”.
الممثل الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة اعتبر أن “التطورات الأخيرة لا يمكن أن تغطي على القضية المركزية وهو الاعتداء على الشعب الفلسطيني الأعزل بغزة، كما أنه لا يمكن أبدا أن تتخذ ذريعة أو غطاء لشن هجوم بري على رفح”، محذرا من “أن أي هجوم على رفح مرفوض تماما ولابد من تجنب حدوثه، فتبعاته على أمن واستقرار المنطقة كارثية”.
وفي سبيل تهدئة الأمور بالشرق الأوسط في المدى القصير، شدد على أن ذلك “لا بد أن يمر وجوبا من خلال وقف فوري لإطلاق النار بغزة ووضع حد لآلة القتل الهمجي والعقاب الجماعي في حق الشعب الفلسطيني”، على اعتبار أن “السلم والأمن المستدامان بالمنطقة، على المدى البعيد، يتحققان فقط من خلال تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف وإنهاء الاحتلال الصهيوني لكافة الأراضي العربية”.
وفي ختام كلمته، أكد ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في صون الأمن والسلم الدوليين والحيلولة دون تدهور الأمور أكثر -يقول قاواوي- من خلال فرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار بغزة ومن ثَمَّ العمل بجدية على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف إنهاء الاحتلال الصهيوني لجميع الأراضي العربية.