التعالي وتضخيم الذات هو آفة البشر جميعا ، بقدر مايبدو لك الإنسان متواضعا فتعاليه سيظهر في لحظة ما ، هذا ولابد ، فجميعنا نملك جرعة من النرجسية، هي ليست عيبا فجميعنا تنفعه هذه الجرعة ، هذه الجرعة تعطينا مانحتاجه من ثقة في النفس ، المشكلة ان هناك من يملك جرعة اكثر من اللازم من هذه النرجسية وهي جرعة تتأتى من فراغ وعواقبها في الغالب وخيمة جدا ،الا من رحم ربك ، استرخ اخي القارئ فقد اثبتت الدراسات الفلكية انك لست محور الكون.
مصطلح النرجسية جاء اشتقاقه من اسم الصياد الإغريقي الشهير (نركسوس)، والذي كان حسب الأسطورة فاتن الجمال وشديد التكبر لدرجة جعلته متجاهلا أو في مواضع أخرى مستغلا لكل من يحبه، عقيدته الشخصية تلك جعلت الألهة الإغريقية (نمسيس) تقوم بأخذه للبحيرة ليرى انعكاس صورته ليقع في حب نفسه لدرجة أنه عجز عن ترك صورته وظل يحدق فيها حتى موته. هذه الأسطورة هي منبع تسميه العقدة النرجسية والتي تمثل نمط من البشر شديد الغرور والإعجاب بنفسه ، هكذا تدون الأسطورة ، غرور فارغ ، ولكن الغرور والأنانية ليس ضارا ان اجدت استغلاله وطمحت دائما لتكون الأول والأوحد في كل مجال ستكون الثاني في أسوء الأحوال ، عقيدة كره الخسارة وحب المراكز الأولى هي افضل العقائد ، ستقول الأن (لماذا تلوم النرجسي ؟ ” عقيدته هي الأفضل !”) ، عزيزي القارئ ، انت دائما هكذا ، تعشق العجلة ، مشكلة عقيدة النرجسي انه يكره الخسارة الى حد غير معقول ، قد ينتحر !! من أجل خطأ لغوي.
مع ذلك بعض النرجسية لن تضر ، أبرز القادة التاريخين الذين قرأنا عنهم أنا وأنت وخالجتنا احلام اليقظة في أن نصبح مثلهم كانوا نرجسيين في الحقيقة . لقد اثبتت الدراسات ان ابرز حكام الولايات المتحدة الأمريكية مثلا كانوا نرجسيين الى حد النخاح.
