بقلم إقبال
أولا وقبل كل شيء ، “صاحا فطوركم” اخوتي في الله ، و جازاكم الله خير الجزاء ، على صيامكم لهذا اليوم العظيم ، يوم عرفة ، وارحو الله تعالى ، الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء ، ان يغفر لكم ذنوبكم ويطهركم كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس ، عزيزي القارئ ، هذه الحياة هي مجرد محطة ، او فندق كما يصفها الإمام الغزالي رحمه الله ، الذي كان ذات ليلة ، في أحد الفنادق ، في رحلة من اسفاره ، فإذا به يتأمل الفندق الذي كان جالسا فيه ويقول في نفسه ، كم ياترى من شخص سكن هذه الغرفة قبل ان اسكن فيها ، وكم من شخص سيحل محلي في هذا المكان من بعدي ، عزيزي القارئ هذه هي الدار الدنيا ، أناس كثيرون وصلوا الى هنا ورحلوا ، راى بعضهم بعضا كنزلاء فندق في صائفة معينة ، ايمانك بأن الدار الدنيا هي مجرد محطة لايعني أن تزهد فيها وتتركها بل بالعكس ، ايمانك بها يمنحك السكينة والطمأنينة لأنك بأيمانك ذاك
تكون مستعدا لكل اهوال الدنيا لأنك سوف تدرك ادراكا تاما ان هناك ماهو أهم و مايستحق ان تحزن عليه اكثر من مافي الدنيا ، وفقنا ووفقك الله في حياتنا ووفقنا في تعبدنا وفيما يحب ويرضى جل جلاله وعظم اسمه ، المغزى والمفيد من هذا النص وكل النصوص اني احبك واريد ان اعينك في دنياك ، لأن الموت وإن كان يهوى حصد المسنين ، إلا انه لايتوانى بين الحين والأخر عن قطف بعض الثمار التي لم تنضج بعد وان ظننت انك بعيد عن الموت فأنت مجرد واهمٍ ومخدوع.