انفجار بيروت …أبو المصائب

عمار4 أغسطس 2020آخر تحديث :
انفجار بيروت …أبو المصائب

المصائب لاتأتي فرادى ، نصيحة صالحة لكل زمان ومكان ، حتى ولو كان المكان “بيروت” والزمن العام 2020 ، ازمة كهرباء ، اكبر هبوط في تاريخ الليرة ، اخبروني ماذا بقي للبنان ، صه ، اعلم لقد اجابني الدخان متصاعداً في نسمته الكئيبة ، انه انفجار يهز اخر امل اقتصادي لبلاد الأرز “مرفأ بيروت ” انفجار اليوم مختلف ، لقد وثقته كاميرات الألوان ، التي لم تكن هناك حينما جرت حرب الأهل ، فكيف وصفت هذه الكاميرات أحداثا عايشتها اليوم .

انها العاصمة اللبنانية بيروت ، الساعة الرابعة مساءً بتوقيتكم ، يوم قد يكون حسب تعريفاتنا سيئا ، ولكن انهيار لبنان المتواصل نحو القاع جعله يبدو هادئا ولو قليلا ، اكيد انه لن يكون هادئا ، فاللبنانيون واهمون قليلا حسب معرفتنا البرغوثية بهم ، يقول المهندس الأمريكي الشهير ادوارد مورفي في احدى قواعده ” لو سار كل شيء على ما يرام فأنت لم تلحظ الخطأ فقط” وأعين اللبنانين الضيقة لم تلحظ الخطأ فعلا ، او لحظته متأخرة ، ولم تسعفها اليوم مقولة “أن تصل متأخرا أفضل من لا تصل ، فوصولها اليوم من عدمه كان ليكون سواء ، فجأة وبسابق انذار دخاني ، “بووم” دخان ابيض كثيف وتوسعٌ لها يبتلع اخضر الأماكن القريبة منها ويابسها ، وبمناسبة الحديث عن اليابس ،الأحاديث تتكلم عن ضياع كل مخزون لبنان الاستراتيجي من الحبوب الذي كان في الميناء ، ميناء بيروت الذي يستقبل 70% من البضائع التي تدخل لبنان ، يقال ان حكايته صارت في طي النسيان ، أما بيروت ذاتها ، فقد ردها الإنفجار قتيلة ، الكارثة احرقت المدينة بالكامل وعلى مسافة 5 كيلومتر قتل 78 شخصا واسقط 2500 شخصا جرحى مدحورين ، حتى اصلب بيوت الفنانين لم تقف في طريقه مده القاسم ،امين حزب يتوفى واسرة حاكمة تتباكى ، نعم لم يرحم احدا ، ولم يخير اللبانين او غيرهم ، الكل سواسية كقطرات الدم .

قد تكون الأسباب مؤدية للنتيجة على كل حال ، احيانا تهم و احيانا فلا ، ولكن اليوم لا أحد يهمش السبب ،حسنا سنخبرك ، فعلا هناك اخبار متداولة هنا وهناك عن اسباب ومؤمرات وحكايات هذا ليس صحيحا او كاذبا حد الساعة “فوحدها غرف المؤامرات المظلمة فيها ماخفي أعظم ” ولكن دعنا نستمسك بحبل حياديتنا ونعتصم به ، رئيس الحكومة اللبنانية الذي تضررت زوجته وابنته من الإنفجار ، لازال يصرخ وينادي ” 2750 طنا من نيترات الأمونيوم خلف انفجار مرفأ بيروت ” وذلك ما سننادي به نحن ايضا ، سنعينه ،على الأقل حتى يتبين الخيط الأبيض من رفيقه الأسود ، بالمناسبة يقولون ان “رفيقاً” اخر قد يكون السبب.

كما نصت تقاليد العرب من القدم ، لعل الأيام والأصلاب تتغير، ولكن النخوة والشهامة التي يتغنى به بنو النشم الشاميون لايزال في الصدور والعقل ،تضامن عربي كما نصت تعاليم جماعة العرب أعربت الجزائر عن حزنها ، السعودية عن قلقها ،مصر اختارت التعبير بأهرامتها ، الإمارات قابلت ببرجها ،وكذا العراق ، الكويت وقطر اختارتا ارسال المستشفيات ، وارفقتا المعنوي بالمادي كدعم من اجل أطفاء نيران تفجير صدق محافظ بيروت حينما شبهه بهيروشيما وناكازاكي .

ألفاظ البنتاغون كانت مختلفة قليلا او كثيرا لا خلاف رئيسه ترامب اعرب عن الإستعداد للمساعدة ، ذات بنات افكار ماكرون الذي استطرد وزير خارجيته قائلا ان فرنسا هي الأخرى على اهبة الإستعداد لذات الفعل ، اردوغان اعرب عن حزنه فقط ،كذلك بوريس جونسون ، اما الكيان الصهيوني فقال ” لا دخل لنا” والروس لم يتكلموا بعد.

المهم انها لبنان ، اكيد ان ادبائها ومفكريها علموها ان لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار وعكسه في الإتجاه ، والعكس هذا اذا زاد عن حده انقلب الى ضده ،وقد زاد عن حده بالفعل في لبنان حتى قبل الإنفجار ، رئيسهم أعلن الحداد الوطني والإقفال لثلاثة أيام ،حالة الطوارئ في بيروت ستدوم اسبوعين و مجلس الأعلى للدفاع أعلن العاصمة منطقة منكوبة ، أما نحن ،فمعكم من المرتقبين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل