أكد المشاركون في الندوة التاريخية بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 بعنوان “معا لاسترجاع مدفع بابا مرزوق” ومن تنظيم جمعية مشعل الشهيد، على أهمية استرجاع هذا المدفع الذي أصبح تحفة فنية من التراث الجزائري.
وأكدت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم التي تترأس اللجنة الوطنية لاسترجاع المدفع، أن هذا الأخير يعد جزء من الهوية الجزائرية ويحمل عدة رموز واسترجاعه واجب وطني، مضيفة أن عملية الاسترجاع تقتضي التحصن بالقانون ومعرفة جيدة للقانون الفرنسي والدولي حتى تكون الطلبات مؤسسة، مضيفة أن المدفع تحفة فنية ولم يعد سلاحا حيث توقف دوره القتالي منذ قرابة الـ200 سنة، مشيرة إلى ضرورة إعادة كتابة التاريخ لأن الكتابات الموجودة أغلبها من تأليف المستعمر.
وقالت المحامية أن هناك مراسلات مع أطراف في فرنسا منها وزارة الدفاع الفرنسية لاسترجاع المدفع الذي يتمتع بمكانة كبيرة عند الجزائريين لأنه كان حصنا في وجه الغزاة و كان له دور كبير في حماية المحروسة، كما كان أيضا “مصدر رزق” للبلد في زمن كانت فيه الجزائر سيدة البحر المتوسط.
من جهته ركز الطبيب والمهتم بالتاريخ اسماعيل بولبينة على خصوصيات هذا المدفع الذي صنع في 1542 في دار النحاس بالقرب من القصبة السفلى وتحدث عن تصديه لكل الهجومات التي قامت بها الأساطيل البحرية الغربية طمعا في السيطرة على الجزائر، وأعطى كريم علاك الشهير بشيخ المحروسة، معلومات عن بابا مرزوق وأيضا عن وضعية الجزائر في بداية الاحتلال الفرنسي.
يُذكر أن هذه الندوة كرمت الراحل بلقاسم باباسي المعروف بدفاعه عن التراث خاصة تراث القصبة كما كان من الأوائل الذين طالبوا باسترجاع مدفع بابا مرزوق والف عنه كتاب بعنوان “ملحمة باب مرزوق مدفع الجزائر”.