وقعت المديرية العامة للغابات اليوم الخميس بالجزائر العاصمة مذكرة اتفاق مع برنامج الأغذية العالمي يتعلق باختبار نظام ري جديد للمزارع أكثر اقتصادا مقارنة بنظام التنقيط التقليدي.
وأشار المدير العام للمديرية العامة للغابات علي محمودي عقب التوقيع على الوثيقة مع ممثل برنامج الأغذية العالمي إلى أن “هذا الاتفاق التقني يتعلق بالحصول، كخطوة أولى، على حصة من 1600 وحدة ري سيتم اختبارها في أربعة مواقع نموذجية تقع في ولايات سكيكدة وأدرار وتندوف وإليزي”.
وأكد السيد محمودي أن هذه التجربة “الدقيقة” ستجرى على أنواع نبيلة مثل شجرة الأرغان والسنط وشجرة زيتون لابيرين، تحسبا لتعميمها.
وقال في ذات السياق انه “إذا أثبتت التجربة أنها فعالة ومربحة، فإن المديرية العامة للغابات ستتبنى نظام الري الجديد هذا لتعميمه في مشاريع التشجير، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة”.
وأوضح ممثل برنامج الأغذية العالمي، الياس قهواجي الذي قدم عرضًا حول هذا المنتج أنه نظام مبتكر يسمى تكنولوجيا الزراعة الصندوقية أو Growbox ، أو صناديق المياه Water Box والذي يتمثل في مرافقة النبتة خلال أول عام لها للسماح لها بالنمو من خلال تزويدها باحتياطي مائي قريب على مدار سنة.
و وفقًا لتوضيحاته فان هذا النظام يحتوي على 15 لترًا من المياه المخزنة التي لن تتبخر في الطبيعة ولكن سيتم استخدامها حصريًا لسقي الشجيرة.
كما أكد أن “هذه التقنية أكثر اقتصادا بنسبة 90% من حيث موارد المياه مقارنة بنظام التنقيط التقليدي”، مضيفا أنه إذا كان علينا استخدام 100 لتر من المياه في نظام التنقيط بالماء فان نظام Water Box لن يستخدم أكثر من 10 لترات.
من جانبها، أوضحت نائب مدير التشجير والمشاتل في المديرية العامة للغابات، صبرينة راشدي أن برنامج الغذاء العالمي اقترح على الجزائر استخدام هذا النظام في إطار البرنامج الوطني لغرس 43 مليون شجرة.
كما أن هذا النظام، الذي تم اختباره من قبل بعض البلدان لري المحاصيل المعاشية في المناطق الجافة وشبه الجافة يسمح بتوفير المياه لمدة عام بدلاً من نظام الري التقليدي الذي يتطلب كميات كبيرة من الموارد المائية والمال لصيانته.
من جهته، أكد رئيس المجلس المهني لشجرة الخروب بوبلنزة شكيب أن المجلس يعتزم اعتماد هذا النظام لتطوير قطاع شجر الخروب في الجزائر، خاصة في الجنوب والهضاب العليا.
كما أشار إلى “أننا تعاملنا مع الشركة الهولندية التي تنتج هذا النظام لاقتناء منصتي صناديق المياه وإذا تبين أن التجربة جيدة للزراعة وللمتعامل سيطلب المجلس حاويتين”.
ويرى هذا المتعامل إن الأهم يكمن في الاستثمار في تصنيع هذا المنتج محليًا لتسويقه على مستوى السوق الوطنية وحتى على مستوى البلدان المجاورة مثل مالي والنيجر.
وقال انه “من المحتمل أن نبدأ مفاوضات مع الشريك الهولندي للحصول على ترخيص لتصنيع هذا المنتج”.
و يرى القائمون على المديرية العامة للغابات أن هذه الاتفاقية التقنية مع برنامج الأغذية العالمي هي جزء من تنفيذ إستراتيجية الغابات في البلاد بحلول عام 2030 والتي تهدف إلى التسيير المستدام للثروة الغابية، ومكافحة إزالة لغابات، والتخفيف من آثار التغيرات المناخية والحفاظ على التربة والموارد المائية.
وخلص المسؤولون إلى أن “هذه الجهود ضرورية و محورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان أمننا الغذائي والحفاظ على مواردنا المائية”.