إن انعدام القدرة على تحديد وتقبل و التماس المشاعر السلبية ليس إلا نوعا من احتجاز المشاعر ، لماذا ؟ ، ذلك لأنك إن لم تكن تشعر بأنك على ما يرام ، إلا عندما تكون الحياة سعية سهلة حلوة …فاحرز ماذا يكون هذا ؟ أنت لست حرا يا عزيزي ، أنت نقيض الإنسان الحر ، أنت سجين تدليلك نفسك و انغماسك في الأشياء التي تحبها فقط ، وأنت عبدٌ لعدم تقبلك و تسامحك ، و أنت مقعد بفعل ضعفك العاطفي / الإنفعالي ، سوف تشعر دائما بالحاجة إلى مزيد من أسباب الراحة الخارجية ، أو من الإعتراف الخارجي الذي قد يأتي..وقد لا يأتي ، وفي هذا السياق ، إعلم عزيزي القارئ أنه كلما زادت بحوزتك الخيارات المتاحة و المقدمة إليك ( أو بالأحري كلما ازدادت “الحرية ” على حد ظن و وصف أغلبكم) كلما تناقص رضاكم إزاء ما تختارونه ، إذا أتيح لأحدكم على سبيل المثال أن يختار بين نوعين معينين من ماركات المشروبات الغازية أو ماركات الملابس ، بينما يتاح لأحد أخر منكم أن يختار بين عشرين صنفا منها ، فمن سيكون الأكثر حصولا على الحرية يا ترى ؟ ، صاحب العشرين صنفا لا يتمتع بحرية تفوق ما يتمتع به صاحب الصنفين فقط ، إنه يتمتع بشيء مختلف تماما ، ألا وهو “التنوع”، نعم “التنوع” وهو ليس بحرية ، التنوع هو نسخ مختلفة من ذلك الشيء الذي قد لا يستحق أحيانا حتى كم البلبلة التي تثار حوله و يثيرها كم الخيارات المتنوعة ، لو كان أمام صاحب الصنفين فقط شخص يصوب مسدسا على راسه و يطالبه بشرب عبوةٍ مشروبات غازية لكان أمر الحصول على الحرية اهون من ذات الأمر لدى صاحب العشرين صنفا.
ثقافة وفن