خواطر-الحرية ليست كما تتصورها

عمار17 أكتوبر 2020آخر تحديث :
خواطر-الحرية ليست كما تتصورها

إن انعدام القدرة على تحديد وتقبل و التماس المشاعر السلبية ليس إلا نوعا من احتجاز المشاعر ، لماذا ؟ ، ذلك لأنك إن لم تكن تشعر بأنك على ما يرام ، إلا عندما تكون الحياة سعية سهلة حلوة …فاحرز ماذا يكون هذا ؟ أنت لست حرا يا عزيزي ، أنت نقيض الإنسان الحر ، أنت سجين تدليلك نفسك و انغماسك في الأشياء التي تحبها فقط ، وأنت عبدٌ لعدم تقبلك و تسامحك ، و أنت مقعد بفعل ضعفك العاطفي / الإنفعالي ، سوف تشعر دائما بالحاجة إلى مزيد من أسباب الراحة الخارجية ، أو من الإعتراف الخارجي الذي قد يأتي..وقد لا يأتي ، وفي هذا السياق ، إعلم عزيزي القارئ أنه كلما زادت بحوزتك الخيارات المتاحة و المقدمة إليك ( أو بالأحري كلما ازدادت “الحرية ” على حد ظن و وصف أغلبكم) كلما تناقص رضاكم إزاء ما تختارونه ، إذا أتيح لأحدكم على سبيل المثال أن يختار بين نوعين معينين من ماركات المشروبات الغازية أو ماركات الملابس ، بينما يتاح لأحد أخر منكم أن يختار بين عشرين صنفا منها ، فمن سيكون الأكثر حصولا على الحرية يا ترى ؟ ، صاحب العشرين صنفا لا يتمتع بحرية تفوق ما يتمتع به صاحب الصنفين فقط ، إنه يتمتع بشيء مختلف تماما ، ألا وهو “التنوع”، نعم “التنوع” وهو ليس بحرية ، التنوع هو نسخ مختلفة من ذلك الشيء الذي قد لا يستحق أحيانا حتى كم البلبلة التي تثار حوله و يثيرها كم الخيارات المتنوعة ، لو كان أمام صاحب الصنفين فقط شخص يصوب مسدسا على راسه و يطالبه بشرب عبوةٍ مشروبات غازية لكان أمر الحصول على الحرية اهون من ذات الأمر لدى صاحب العشرين صنفا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل