يُذكر المثل العربي الشهير “جزائه مثل جزاء سنمار” كلما وصل بنا الأمر إلى حكاية من الطرائف أو بالأحرى حينما يكون موضوع حديثنا العواقب الوخيمة التي قد تنجم في الأصل عن فعل قام به فاعله بنوايا حسنة ووجد في مقابل عمله ذاك نتيجة مخيبة و غير منتظرة ، نعم يا عزيزي ،نعلم أن سنمار هو ذلك البناء الذي بنى قصرا مبهرا للنعمان و رماه النعمان من القصر لكي لايبني مثله …نعرف الحكاية عزيزي القارئ و أنت تعرفها كذلك فلماذا نكرر ذات الأسطوانة ؟ . اليوم قررت أن أقص عليكم قصة شبيهة بقصة سينمار ، قد تكون غير ملحوظة و لكنني أثق أن “الضرب” الذي جاء في جزء من أجزائها جعلكم تغفلون عن نقطة تشابُهها مع قصة البناء المذكور ، تخيل عزيزي القارئ أن “أبوك” أو أحد أقربائك هو مدرس في إحدى المدارس التي في العادة حتماً هي مدرستك أو ستكون مدرستك عندما تكبر ، لن تناقش والدك أليس كذلك ؟ .المهم ،فلنقل أن والدك أو قريبك هذا و من فرط محبته لك سيقدم على أن يوصي زملائه لكي يعاملوك على أنك إبنهم تماما مثلما أنت إبنه . من هذا الجانب يبدوا الأمر جيدا و مبهجا لك أليس كذلك ؟ ، و لكن ، تخيل أن أحد هؤلاء الأساتذة عنيف جداً في تعامله مع أبنائه و من يحبهم في حياته الشخصية و داخل مجتمعه الصغير الذي يشكلون أعضائه. بالتالي و كنتيجة لما طلبه منه فرد أسرتك المحب ،فقد يعاملك مثل “أبنائه” حرفيا و يبرحك ضرباً على كل خطأ ترتكبه مهما كان ضئيلا يا عزيزي القارئ المسكين غير المحظوظ ..لا تدعي أنك لم تفهم الفكرة و المغزى من هذا المقال فهي بسيطة جدا . حينما تقدر شخصا أو تحبه و تريد أن تعامله معاملة حسنة فلا تعامله مباشرة بعواطفك بل استعمل عقلك أولا ، فقد تؤدي به عواطفك إلى “ضرب مبرح” كان في مأمنٍ منه.
ثقافة وفن