خواطر-“البهلوان الفارغ”

عمار5 نوفمبر 2020آخر تحديث :
خواطر-“البهلوان الفارغ”

خواطر-“البهلوان الفارغ”

في كل قسم و في كل مكان ربما هناك شخص مضحك أو “يظن” نفسه مضحكاً جداً ، و هو لا يفعل هذا سوى إبتغاء تفاعل الناس معه ، لو ضحكت أنت او أحدهم لأحدى نكاته فسيحتفل طويلا داخليا و أحيانا لن “يتحمل” حالة السعادة تلك فتفلت منه الأمور و يفضحها خارجيا و قد يتمنى تقبيلك من كثرة “تقديره” لضحكتك تلك رغم أنك أحيانا قد تطرحها كمجاملة أو تضحك عليه لا له ، ورغم كُثر ما يحدث له من أشياء في حياته بطبيعة الحال تقدم و تعطيه شرحا مفحما و برهانا لا برهان بعده على أنه أضحوكة للجميع و لكنه يتقبل ذلك بكل أريحية ، لماذا يا ترى ؟ لسببين ، أولهما أنه يخشى أن لا يضحك أحدهم على نكاته مجددا أو يهينه لأنه و كما أخبرتك أنفا يعتبر ضحكهم و اهتمامهم بهم إنجازا له “فعلا” و سأتوقف عند نقطة تعطيك مثالا عن هذا النوع من الأشخاص ، ألم يسبق لك أن درست في قسم ، ألا تعرف أولئك الذين يعتبرون مهتهم الأولى إضحاك الأستاذة او المسؤولين “ليرضوا عنه”، أنا أراهم كل يوم في مجتمعنا ، و حتى في حياتي الشخصية و أنا أثق بأنكم رأيتم مثل هذا الصنف من البشر في كل مكان و مجال ، المسكين (و أنا أعي ما أقول) قد لايكون أكبر منك بالعمر أو أقل سوى بفترة وجيزة ، و لكن طريقة كلامكما و كاريزمتكما تجعلكما تظهران و كأن بينكما سنين ضوئية ، الجميع يعرف ذلك حتى في سرهم ، حتى أولئك الذين يضحكون لوجه “البهلوان” و يظنهم أصدقائه يعون كم أنتما بعيدان عن بعضكما البعض حتى أنه يستحيل أن “يحاولوا” وربما يجرأوا ان يعاملوك بذات المعاملة ، و البهلوان يكون سعيدا بذلك لأنه يجعله يشعر بأنه مميز ، تخيل ! تصل به المواصيل إلا أن يسعد أن الأخرين ليسوا عرضة للضحك مثله! .. نعم هو مميز ، و لكنه “مميز بالردائة و بكونه لهوا و لعبا في يد الأخرين طبعا ، لا شخصية و لا حياة لمن تنادي .السبب الثاني خلف تقبله كونه تلك الاضحوكة بكل أريحية و كما كنت أشرت في خاتمة حديثي عن السبب الأول ، أنه عديم شخصية أو ضعيف بشكل أخر و يحاول التشبه و إظهار نفسه و لو على تلك الشاكلة فقط ليشعر أنه “شيء كبير” ، سيكذب على نفسه و يتصرف بغباء و قد تصل به الثقة المزيفة التي منحته إياها صفة “البهلوان” إلى درجة أنه سيحاول إظهار نفسه و كأنه سيد مكان و قد لاينام لأن الناس ضحكوا أو مدحوا أو تقبلوا شيئا قدمه شخص أخر وهو لا ، لأنه ضعيف شخصية و تؤلمه الشوكة البسيطة ، فهي ببساطة تذكره بمن هو و من يكون و ماهي درجته في كل سلسلة ، و للأسف ، فقد أصبح “كيان الأضحوكة” بمثابة الهدف الذي عليه تحقيقه و ضمانه ، إلى درجة أنه قد يبكي ! من أجل ذلك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل