من حل أولا ؟ .. أنا حللت في المركز الثاني بنقطة كذا و كذا ، نعم أفهمك و لكن من هو الأول ؟..كلنا صادف هذا النوع من الأسئلة أليس كذلك ؟ ، سواءً كان في حياتنا الشخصية أو في علاماتنا المدرسية ، و حينما أذكر علاماتنا الدراسية فأنا أتحدث عن زمن غير قليل و عداد ثقيل من السنين ، أي أنك قد تكون قد مررت بذات الموقف لإثنين و أربعين مرة تقريبا و هذا بإحتساب مسيرتك الدراسية فقط أما الباقي ف”ربما” حدث و لاحرج ، ورغم توالي مرارات الهزائم عليك إلا أنك أصبحت على غير المتوقع و غير الطبيعي متمرسا و خبيرا في التعامل في مثل هذه المواقف و الخروج منها كما تخرج الشعرة من العجين و لعل الزمان أحالك فخورا بذكائك و تحاذقك ذاك ، و لكنك تبقى صاحب المركز الثاني مهما كان و هذه حقيقة لا مفر لها مهما طال لجوئك إلى المسكنات اللغوية ، فأنت و بدل أن تعمل لتصبج صاحب المركز الأول و توفر طاقات الحديث و اللهو في مايصح فعلا في مجالك واصلت السباحة في بحر الوهم و إقناع نفسك بأنك حسن ممتازا و إحرز ماذا؟ ، لست في مقدرة على الضحك على ذقوننا أنا و القراء ، أغلبنا اليوم أصبح يؤمن ايمانا منقطع النظير أن المركز الأول هو الأهم فعلا و ذو المرتبة السامية، و ليس الحديث و التباهي لأننا كلنا بإمكاننا فعل ذلك ، و أنت بعقليتك هذا تشكل أكبر مثال على أمتنا التي باتت تعشق التباهي ب”اللاشيء” و تقدس القشور بينما لا تتوقف رجالات الأمم الأخرى عن العمل إلا حين الحصول على الجوهر . المشكلة أنه و حتى من ينصحك بترك هذا الفعل الذي لا معنى له قد يكون في المقابل من أكثر من يقومون به حينما يحشرون في زاوية مغلقة كالمثال الذي طرحته في بداية المقال ، ينهون عن خلق و يأتون بمثله ، وهذه اللقطة بالذات لا أخفي عليك أنه من المحتمل أن أكون قد لجأت إليها في عديد المرات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، و لأنك تعرف يا صديقي أننا أنا و أنت لانزكي أحداً هنا حتى و لو كان أنفسنا فسأقول بصراحة أن مثل هذه الأفعال هي خاطئة من الألف إلي الياء ، و لكننا لسننا السبب الأوحد لحدوثها ، فكما يشير أحد الكتاب السعوديين في كتابه نظرية نظرية الفستق فكل منا تعرض لمؤثرات خارجية و عليه الإعتراف بذلك قبل أن تبدأ في مسارك الجديد التصحيحي ، أما أنا فبعد إعتراف كلينا ، أنصحك ، إبدأ الأن .
ثقافة وفن