خواطر-“خاصية المواظبة”

عمار9 نوفمبر 2020آخر تحديث :
خواطر-“خاصية المواظبة”

خواطر-“خاصية المواظبة”

خذها مني نصيحة ، أو حتى قاعدة لو أردت ذلك ، الطفل الصغير الذي يدخر امواله في الحصالة الأن ، و يحمله التحمس ليكون يوما ما ثريا من أثرياء العالم ، و هذا حلم أكاد أجزم انه راودنا جميعا في نعومة أظافرنا و أقصد هنا فكرة الإدخار لا فكرة الثراء لأنني أعلم ان الجميع هنا يطمح ليصبح ثريا و مهما كبر سنه و اشتد عوده سيحافظ على نفس الفكرة و ذات الطموح إلا في حالات نادرة ، و لكن ورغم كل شيء أعدك “تقريباً” أن ذلك الطفل الذي يقوم بعملية الإدخار تلك و ربما في هذا الحين بالذات ، و الذي ربما تحمس لذلك بشكل لا يوصف ، و في الأشهر الأخيرة تراه يضع الدرهم فوق الدرهم و يشحذ الهمة ، سرعان ما ستفتر همته تلك و يستسلم لملذات الحلوة و الشوكولاتة ، أنت أيضا فعلت أليس كذلك ؟، نعم لا تخجل ، حتى أنا شخصيا حاولت مرارا جمع الأموال في الحصالة و لكنني كنت دائمت أقنع نفسي أنه ينقصني التوفيق فقط ، لا أكثر و لا أقل ، وبعد أن عبر الزمان و كبرنا أنا و أنت و اشتد عودنا و قد يكون البعض منا قد كره الشباب و الكهولة و يتمنى ان يعود طفلا من جديد ، و لكن هذا الطفل عندما كَبر ، أدرك أن السبب وراء عدم جمعه للأموال في “الحصالة” ليس عدم التوفيق ، بل غيابا أو ضعفا لخاصية الإنضباط و المواظبة ، إن المواظبة على الشيء و التغلب على النفس و الألهيات ميزة و خاصية صعبة الإكتساب و لذلك فالعظماء قلة ، أقول العظماء لأنك اذا راجعت سيرهم ستجد أن اغلبهم كان قادرا على ضبط نفسه بشكل رائع ، يستطيعون ان يسيروا وفق ذات البرنامج البسيط اليومي الذي تعجز أنت عن القيام به رغم ساعات التنظيم الليلة الفائتة و كلنا نفعل ذلك بالمناسبة . و هذا هو نفس المآل الذي آلت إليه نوايا حفظ القرآن في سنة و تعلم الإنجليزية في شهور و ذلك لنفس السبب ، غياب الإنضباط ، و بصراحة لا أرى حلا حقيقيا لهذه المشكلة سوى أن تضبط نفسك و تكتم رغباتها فإن استطعت فحاول.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل