خواطر-“كلا الرؤيتين صحيح”

عمار7 ديسمبر 2020آخر تحديث :
خواطر-“كلا الرؤيتين صحيح”

بالنسبة لنا الإتصال هو أول وسيلة لكي يفهمنا الغير ، من خلال التعبير عن أفكارنا و أرائنا بطريقة فعالة ، و لكن عند البعض عندما ننصت فهدفنا الأول هو الرد ، وعند هؤلاء عندما نقتنع بأننا على الحق ، فغالباً ما لا نريد رأي أحد أخر ، نريد من الغير الإستسلام لهذه القناعة و عليه الإنصياع لأرائنا ، نريد الأخرين نسخة منا ، و عليهن أن يعتنقوا مانعتنقه من أراء . و لكن التواضع ، النابع من المبادئ ، يزيل هذا النوع من الغرور الأحمق ، نصبح أقل اهتماماً بمن هو الأصح بل نهتم فقط بما هو الصحيح . نحن نحترم الآخرين ، نحن نعترف بأن في ضمائرهم مخزوناً للمبادئ “الصحيحة” ، و أن خيالهم الخلاق غني بالأفكار ، نحن نقدر أن إدراكهم لذواتهم و لإرادتهم المستقلة ، قد حقق لهم الرؤية و الخبرة التي في معظم الأحيان لا نملكها نحن ، و لذلك فعندما نرى الأمور بشكل مختلف عنهم ، فنحن في حاجة أولاً إلى أن نفهمهم قبل أن نبادر بالرد عليهم ، علينا أن ننصت إليهم ، علينا أن ندع جانباً تركيبنا الذاتي ، و أرائنا ، ثم نحاول صادقين فهم وجهة نظرهم . فنحن ناظرون إلى إختلافتنا مع الغير كما لو كنا ننظر من ناحيتين متقابلتين تماماً . و هذا أمر يشتت الرؤيا و يجعلها غير واضحة و بعيدة عن الدقة و السلاسة فلا نعي أن كلا الرؤيتين صحيح ، و لكل منها قيمتها ، و الأسلوب الوحيد لفهم وجهة نظر الطرف الآخر هو أن نترك موقعنا و نعبر إلى الناحية الأخرى لكي نرى القضية من وجهة نظر الطرف الأخر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل