البعض ينكر جاحداً أن بلوغ المعالي لم يتأتى للرجل إلا كرامةً لمن لم يتهيب صعود الجبال و أبى العيش أبد الدهر بين الحفر . إسلام سليماني ، المجتهد الذي يرفض كارهوه أن يكيلو له القسط فيقولون “محظوظ” أو مفروضٌ لا مرغوب ، وهو رأي لاينصت له خريج الشراقة لأنه “لا يعرف الفيسبوك” . هو شُغلٌ شاغل ، و مثال ضربه ذات اليوم المدرب جمال بلماضي على من يؤثرون المجد و المسيرة ، على أموال الخليج . السوبرماني كما يصفه محبوه ، قدوةٌ و قصةُ ملئها عِبر .
ظهر في الشراقة مهاجماً منذ زمن طويل لكنه للأسف خريجُ مدرسةٍ جزائرية تكوينها غَثُ و لمعانها لا يدرك أبصاراً و لا تُدْرِكُها هي . مدرسةٌ لطالما وصفتِ بالعقيمة التي لاتُقدِم أسماءًا يسعها أن تكون نداً لندٍ أجنبي تكوينه لأبناء الوطن ذاق النجاح الباهر و أذاق السعادة بِطَلةِ البهاء . و هل من قولٍ يقال بعد الذي قيل ،يقول سائلٌ متهكم أقنعته سطورٌ كُتبت بأن إسلام سليماني إن لم يكن فقط ذا حظٍ فإنما هو حالة نادرةٍ لرجلٌ خرج من أعماق و دهاليز الكرة الجزائرية إلى عالمية الأسماء الرنانة في أوروبا قاطبةً من نوادي السمعة و الصيت و جمال الكرة و طلتها البهية ، عالميةُ بوزن سبورتينج لشبونة و ليستر سيتي ، موناكو و أوليمبيك ليون . و قد تعود هذه النظرة المقللة من شأن الكرة المحلية وربما من “شأنه” شخصياً إلى صورة الكرة الجزائرية و أنديتها المحلية بالعودة إلى أيام 2012 و 2011 تاريخ إستدعائه للمرة الأولى لتمثيل الألوان الوطنية الغالية النفيسة . و لكن قطار التغيير و لمعان صورة الكرة الجزائرية المحلية من بَعد ظهوره لم يهن و لم يَكُن بالوسع له تثبيطُ ، الكل يعرف الأن من هو رامي بن سبعيني و من يكون يوسف عطال و من نقصد بجمال بلعمري و هشام بوداوي و في إفريقيا لا صوت يعلو فوق صوت يوسف البلايلي .
لكن إحقاقاً للحق ففي قصة الرجل و إجتهاده حَكايا وعبر عنوانها أن الحصادَ لزامٌ لمن زرع و أن النصيب حتماً نتاجٌ لكل مجتهد ، مثالٌ أبلغُ من كل كتابٍ يعنى بتنمية البشر ، أبشر . فقصة إسلام سليماني لوحدها يليق أن تكون عنواناُ لمشروع كل الأكاديميات في الجزائر و مثالاً أبديا لشبانها . و لد قناص الرئسيات في الثامن عشر من جوان ثمانيةٌ و ثمانون تِسعمائةٍ و ألف بالعاصمة الجزائر ، تَذكر السجلات أيضا أن أول بريق لمع كان مع شبيبة الشراقة بموسمٍ حمل بشائر المستقبل لشاب دؤوبٍ أكثر منه هو الموهوب . فموسمه ذاك ، هو الذي حمل صداه إلى أحد أعرق النوادي في الجزائر ، شَبابُ بلوزداد ، “نارٌ على علم” . معه صنع لنفسه إسماٍ و قيمة . فماهي إلا سنةٌ أو سنتان حتى سنحت له فرصة البروز . فرصةٌ إستغلها إسلام كما يليق بالمجتهد الدؤوب الذي هو عليه ، كان و لايزال يخرج الناس من منازلها للإحتفال ، كم أنت مشاغبٌ يا إسلام . تذكرها جيداً يا أكينفيف “بالرئس القناص” رحل الدب الروسي من كأس العالم 2014 , ذليلاً صاغرا ، بالرأس لا بالرجل . أعادكم إلى موسكو . رأيتك في سبورتينغ لشبونة ، فقلت جزائري يتسيد عناوين صحف برتغالية ؟ . عجب . و ليستر رد علي الرد اليقين ، إسلام في البريمرليغ و مع من ؟ ، مع البطل . للأسف أيامك مع البطل لم تعطك السانحة لتظهر كالبطل . و لكنني أحببت بك الجرأة و تغرمت بالتحدي . فينيرباتشه و يعود إلى ليستر فيقولون إنتهى . موناكو أبدع فقالوا ولكنه عاد ، عاد و إلى أين ، إلى الرديف في ليستر .لكن به صفة المحارب ، إنه اليوم ، Aujourd’hui ، يتسيد مع أسود ليون ، بحقكم أهذا هو المحظوظ ، أم نجن ؟ .
بعد إعتزاله ، ستجدون عبارة على باب مقر شبيبة الشراقة تقول ، من هنا بدأ إسلام ، ليس خريج أرقى المدارس ولا أغنى الفرق . إنه سليل العمل و خريج الإجتهاد.