“غجر البحر ” … قوم لا يستطيعون العيش على اليابسة

نور30 يناير 2021آخر تحديث :
“غجر البحر ” … قوم لا يستطيعون العيش على اليابسة

لا أحد يعرف عددهم تحديداً ولكنهم يقدرون بالملايين، يولدون في البحر، ويعيشون ويموتون فيه، لا جنسية لهم ولا بطاقات هوية.. لا يعرفون وقتاً ولا تاريخاً ولا حتي سنناً، نأخذكم في رحلة إلى شعب الباجاو غجر البحر الذين يعيشون في بحار جنوب شرق آسيا ..
الشخص العادي يمكنه حبس أنفاسه تحت الماء بضعة ثوان، البعض الآخر المميز يمكنه الاستغناء عن الأكسجين لدقيقتين أو ثلاث كحد أقصى، ولكن قبائل «الباجاو» أو كما أطلق عليهم البعض «بدو البحر»؛ لأنهم يعيشون في منال مثل القوارب و يرتحلون في الماء، ولديهم القدرة على البقاء تحت الماء لحوالي ربع ساعة كاملة، وعلى عمق ما يزيد عن 200 قدم.
وتعيش تلك القبائل في المياه المتدفقة عبر الفلبين، وماليزيا، وإندونيسيا، ويعملون في صيد السمك عن طريق الغطس والرماح اليدوية، ويبدأ الطفل الغوص والتدريب على صيد السمك في الخامسة من عمره، ويستمر في الغطس مهما تقدم في العمر، وطالما في صدره أنفاس متبقية، فتلك هي طريقة كسب عيشهم ولا يعلمون غيرها، ولكن قدرتهم على الغطس لتلك الفترات الطويلة حيّرت الأطباء، حتى جاءت تلك الدراسة وأوضحت ما الذي يميز هؤلاء البشر عنا.
الطحال.. «خزان بيولوجي للغطس»
يقع الطحال بالقرب من المعدة، وحجمه الطبيعي يكون في حجم قبضة اليد الواحدة، وهو يعمل على إزالة خلايا الدم القديمة، ويتحول عند الغطس داخل جسم الإنسان إلى «خزان بيولوجي للغوص» بصورة طبيعية للحفاظ على حياة الإنسان.
دراسة طبية أجريت في أفريل من العام الماضي 2018، أكد خلالها الأطباء أن شعب الـ«باجاو» تطور حمضه النووي بما يناسب الحياة لفترات أطول تحت الماء، وهذا التطور منح هذا الشعب الذي لا يتعدى المليون نسمة؛ طحالًا أكبر من طحال البشر، والذي يعمل بدوره على إعادة تدوير خلايا الدم الحمراء، وهذا يوفر المزيد من الأكسجين في دمائهم، ويساعدهم على البقاء تحت الماء لفترة أطول، وكلما كان الطحال أكبر، كلما كان نفَس الشخص أطول.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل