شدد وزير السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي، محمد علي بوغازي، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, على ضرورة “تكثيف وتنويع” تخصصات وحدات العلاج على مستوى المحطات الحموية بالنظر للأهمية التي تكتسيها من أجل بلوغ مصاف الدول الرائدة في هذا المجال.
وأكد الوزير، في لقاء علمي نظمه مجمع فندقة وسياحة وحمامات معدنية تحت عنوان “إنشاء وحدات علاجية من أجل إعادة تأهيل القلب وعلاج السمنة على مستوى المحطات الحموية”، أن “تكثيف وتنويع تخصصات وحدات العلاج على مستوى هذه المحطات يعتبر ضرورة وتحديا للالتحاق بمصاف الدول الرائدة في هذا المجال”، معتبرا هذا اللقاء بمثابة “خطوة هامة للانطلاق في إنشاء أول وحدة لإعادة تأهيل القلب وعلاج حالات السمنة بالمحطة الحموية الشلالة بولاية قالمة بتوفير المتطلبات التقنية والإطار البشري من أجل إنجاح هذه العملية”.
ويرى الوزير بأن “تحقيق هذا المسعى في تطوير القدرات العلاجية للمحطات الحموية لن يتحقق إلا بالتكوين الرصين لفائدة المستخدمين والشبه الطبيين الذين يمارسون نشاطاتهم في الحمامات المعدنية ومراكز العلاج بمياه البحر وتمكنيهم من الاستفادة من الخبرات التي تؤهلهم ببلوغ الاحترافية في الاختصاص”.
وجدد السيد بوغازي “التزامه بمرافقة مساعي قطاع الصحة والعمل معه من أجل إيجاد روابط تساعد على تحقيق تجربة رائدة في الدمج بين هياكل الضيافة والفندقة والمحطات الحموية وبين مرافق العلاج والرعاية الصحية”، مشيرا إلى أن هذا “التعاون سيأخذ مسارات عديدة منها تفعيل الشراكة مع المجتمع المدني الناشط في قطاع الصحة”.
وذكر المسؤول في هذا الإطار بدور الجمعية الوطنية الجزائرية لطب القلب التي تبذل “جهودا للتكفل بالمرضى المزمنين عبر عدة مبادرات هادفة ومنها العمل على تطوير القدرات البحثية في هذه الميادين وكذلك القيام بحملات تحسيسية واسعة لنشر ثقافة صحية سليمة والتي تشارك في المؤسسات الفندقية والحموية العمومية”.
وأكد في هذا السياق، بأهمية “التوقيع على مذكرة تفاهم بين الجمعية ومجمع فندقة وسياحة وحمامات معدنية تقضي بفتح وحدات لعلاج لإعادة تأهيل القلب وعلاج السمنة في المحطة الحموية الشلالة بقالمة”، والتي تعد الأولى من نوعها في انتظار فتح قربيا وحدات أخرى مماثلة في مركب العلاج بمياه البحر بسيدي فرج.
ويرى الوزير بأن “السياحة زيادة على ما تدره من فوائد اقتصادية قد تكون أيضا عاملا مهما في تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيزها والتكفل بالعلاج”، مبرزا أهمية “وضع السياحة العلاجية بمختلف مكوناتها كإحدى العروض السياحية ذات الامتياز التي يعول عليها في بناء وجهة سياحية جذابة تنافسية”، خاصة وأن الجزائر تملك 200 منبع حموي يمتاز بمواصفات علاجية وطبية عالية.
وجدد في هذا الشأن “سعي قطاعه لتوفير كل الظروف لبناء وجهة سياحية بامتياز”، مذكر بأن المراكز الحموية التابعة لمجمع فندقة وسياحة وحمامات معدنية والبالغ عددها ثمانية مراكز وكذا مركزين للعلاج بمياه الابحر “استفادت العديد منها من إعادة تأهيل في إطار سياسة القطاع الرامية إلى تكريس وجهة الجزائر كوجهة جذابة للمواطنين في الداخل والخارج وحتى لفائدة الأجانب الباحثين عن الترفيه والراحة والعلاج”.
وأكد السيد بوغازي في كلمته بأن “التحول الحاصل في الجزائر نحو آفاق جديدة يحتم على قطاع السياحة أن يسارع الخطى في التكيف مع هذا العهد الجديد بتطوير الأداء والقطع مع الرداءة والفساد خاصة وأنها تملك كل المؤهلات والقدرات السياحية إضافة إلى توفر الذكاء والطموح والإرادة لدى أبنائها ما يؤهل الجميع لتحقيق النجاح والتألق ورفع التحديات وتخطي الصعاب باقتدار وكفاءة ومهنية.