أشياء لا تعرفها عن خرائط جوجل Google maps

محمد20 مايو 2020آخر تحديث :
أشياء لا تعرفها عن خرائط جوجل Google maps

فيما مضى كان حضور زفاف أحد الأصدقاء في مدينة أخرى أمرًا صعبًا، وكان يتطلب الحصول على خريطة تصف لك الطريق إلى هناك، وعلى قائد السيارة أن يستعين بالشخص الراكب بجانبه ليقرأ له الاتجاهات، أما الآن فقد غيّر التقدم التكنولوجي وتطور الحواسب والملاحة بالأقمار الصناعية والهواتف الذكية “Smart phones” طريقة انتقالنا من مكان لآخر، من الانتقال إلى مدينة لأخرى أو من مكان لآخر داخل المدينة، أو لترتيب رحلاتنا وعطلاتنا أو حتى لشراء البقالة، فبإمكان أي شخص يملك هاتفًا ذكيًا الآن أن يحصل على خريطة أي مكان وكيفية الوصول إليه بمنتهى السهولة بواسطة أي من تطبيقات الخرائط وأهمها “Google Maps”، بجانب العديد من الخدمات الأخرى، مثل: توفير معلومات عن حركة السير، والوقت التقديري للوصول لوجهتك، وتقييمات لبعض الأنشطة التجارية مثل المطاعم.

كيف كانت البداية؟
في عام 2004 اتجه الأخوان الدنماركيان “لارس وجينس أيلسترب رازسموسين Lars and Jens Eilstrup Rasmussen” إلى شركة جوجل بفكرة تطبيق ويب للخرائط، لكنه لن يوفر فقط خرائط ثابتة، بل سيوفر خرائط يمكن البحث والتحرك فيها وتكبيرها أو تصغيرها.
اشترت جوجل شركتهما بالإضافة إلى شركة تدعى “كيهول Keyhole” والتي طوّرت نظامًا حاسوبيًا لعرض المعلومات الجغرافية -والذي أصبح فيما بعد Google Earth- وتَكلّف فريق مكون من خمسين شخصًا بمهمة إنشاء “Google Maps”.

أُطلِقَ “جوجل مابس Google Maps” في الولايات المتحدة في الثامن من فبراير لعام 2005، وبعد شهرين أُطلق في بريطانيا، لكنه لم يكن التطبيق الوحيد الموجود في هذا المجال، فقد كانت شركة “ياهو Yahoo” قد أطلقت “ياهو مابس Yahoo Maps”. كانت ياهو متقدمة على جوجل بخرائط الويب، وكان “ماب كويست MapQuest” متقدم عليها بشرح اتجاهات الطريق خطوة بخطوة، لكن جوجل مابس كان أول تطبيق يلقى صيتًا وانتشارًا كبيرًا بين الناس. فلم يفز جوجل مابس بالسبق كأول تطبيق موجود على الساحة، لكن مجهوده للانتشار كان استثنائيًا، ودوره في جعل الخرائط متوافرة ومعروفة في الوعي العام للناس.

أطلقت جوجل مابس بعد ذلك خدمة توفير اتجاهات القيادة واتجاهات مواصلات النقل العام، وعند بدء التصوير بالأقمار الصناعية اتجهت جوجل لشراء تلك الصور رغم ارتفاع ثمنها، لأن هدف جوجل الأكبر كان صناعة خريطة واحدة كبيرة للعالم كله. وكان التطوير اللاحق إضافة عرض الشوارع. قامت جوجل بتجهيز سيارات بكاميرات وأجهزة تتبع الموقع والتقطوا صور للشوارع وإشارات المرور والمحلات، وعند محاولة تطبيق تلك الخدمة دخلت جوجل في نزاع مع بعض الناس الذين لم يتقبلوا فكرة أن تصور السيارات بيوتهم.
تعاون جوجل مع آبل Apple

عند إصدار أول أيفون من آبل في عام 2007، كان ذلك أول ظهور لتطبيق جوجل مابس على هاتف ذكي، وكان ذلك بداية وقوع الناس في حب الخرائط الرقمية. لا يمكن لأحد أن يستغني عن الخرائط في حياته اليومية وأي أحد سيشتري هاتفًا فإنه يرغب أن توجد به خدمة خرائط. وبعد ذلك أضافت جوجل ميزات أخرى منها وصف الطريق خطوة بخطوة وتقييمات المطاعم.

ماذا عن المنافسة؟
واجه جوجل مابس منافسة شديدة دائما، منها تطبيقات تستخدم معلومات وخرائط جوجل نفسها مثل: “Citymapper”، ومنها تطبيقات لها مصادرها الخاصة لجمع المعلومات وبناء الخرائط.
كذلك تحولت شركة آبل من شريك لمنافس، حين قررت في 2012 الاستغناء عن خدمات جوجل مابس وإنشاء تطبيق الخرائط الخاص بها، والمسمى “Apple Maps”. ولاقى آبل مابس في البداية فشلًا ذريعًا؛ لوجود عدد كبير من الأخطاء والمشكلات التقنية، والتي اعتذرت عنها الإدارة بشكل رسمي وبدأت تطور من البرنامج حتى أصبح بشكل جيد وله القدرة على منافسة جوجل مابس.
كما أطلقت شركة مايكروسوفت تطبيق “Bing Maps” والذي امتاز بخاصية رؤية الطائر والتي تعرض الشوارع والبنايات بزاوية 45 درجة. وشاركت شركة نوكيا في هذا المجال ببيع الخرائط التي تصنعها ومعلوماتها لشركات أخرى. وهناك تطبيقات أخرى مفتوحة مثل “Open Street Map” والذي يسمح للمستخدمين أن يعدّلوا ويضيفوا للخريطة ويصححوا الأخطاء.

إن حرب تطبيقات الخرائط لم ولن تنتهي. تطوير الخرائط عملية مستمرة، ومن يستطيع أن يسهل على المستخدمين استخدام الخرائط أكثر أو يضيف إليها مزايا أخرى سيكون الفائز. ويمكن أن يكون مستقبل الخرائط والاتجاه القادم للتطوير هو تطويرها ليصبح استخدامها بلا اتصال بالإنترنت. كما توجد مساحة لتطوير استخدام الخريطة وليس فقط تطوير الخريطة نفسها، فمثلًا تطبيق مثل “Field Trip” الذي يستخدم موقع المُستخدِم ليعلمه بالأماكن السياحية والمزارات القريبة منه، ولعبة مثل “Ingress” تستخدم الخريطة الحقيقية وتُغطيها بمساحة افتراضية يتم فيها اللعب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • حمقاء
    حمقاء 22 مايو 2020 - 5:08

    بارك الله فيكم

عاجل