وزير الإتصال عمار بلحيمر يتحدث لجريدة الأهرام عن قوة العلاقات الأخوية بين الجزائر ومصر.

ب جموعي14 يوليو 2021آخر تحديث :
وزير الإتصال عمار بلحيمر يتحدث لجريدة الأهرام عن قوة العلاقات الأخوية بين الجزائر ومصر.

في حوار جمعه بجريدة الأهرام المصرية أكد وزير الإتصال عمار بلحيمر أن تعزيز التعاون من خلال تكثيف البرامج الإخبارية والتقارير الإعلامية التى تسلط الضوء على مجالات التعاون المختلفة وفرص الاستثمار المتاحة فى البلدين من شأنها أن تعطى دفعا إيجابيا وبعـدا آخر لآفاق الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر ومصر.

وأشار فى حواره مع «الأهرام» إلى أننا فى الجزائر حريصون على تفعيل العلاقات الثنائية وترقيتها فى مختلف المجالات، بما يعكس الإرادة الإيجابية فى البلدين ويتم استثمار الإمكانات الكبيرة والقدرات العالية المتوافرة لدى الجانبين، بما يحقق المنافع المشتركة ويعود بالخير والازدهار على الشعبين الشقيقين ..وإلى الحوار ..

دعنا نتحدث أولا عن العلاقات بين الجزائر ومصر؟

علاقات الجزائر ومصر علاقات تاريخية عميقة عريقة ومتميزة، صفحات مجيدة من الأخوة والتضامن، منها دعم مصر، شعبا وقيادة، للجزائر فى أثناء الثورة التحريرية فى مختلف المجالات، لاسيما فى المجال الإعلامى من خلال احتضانها لإذاعة «صوت الجزائر الحرّة المكافحة»، التى كانت تنقل أخبار الثورة آنذاك. وكذا ما تضمنته صفحات جريدة الأهرام من أخبار ومقالات وصور البطولة والتضامن المشرفة، والتى يزخر بها أرشيف «مؤسسة الأهرام» العريقة العتيدة. ومن نماذج التضامن الخالدة التى نذكرها باعتزاز، النشيد الوطنى الجزائرى «قسما» الذى كتبه الشاعر الجزائرى مفدى زكرياء ولحنه الموسيقار المصرى محمد فوزى، وما أبدعه الكتاب والإعلاميون والفنانون المصريون عن ثورة أول نوفمبر المجيدة، الذين اعتبروها قضيتهم فدافعوا عنها بقناعة وصدق.وهنا، أذكر ربما أهم عمل فنى مجّد الثورة الجزائرية وأبطالها، فيلم (جميلة) الذى أنتجته عام 1958 الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى التى أدّت فيه دور البطلة جميلة بوحيرد، وأخرجه العبقرى يوسف شاهين بمشاركة نجوم السينما المصرية، والذى أسهم فى التعريف بثورتنا ومساندتها فى مهرجانات سينمائية عالمية. فالجزائريون يقدرون جيدا الدعم المصرى المشهود للثورة الجزائرية، والذى كان أحد أسباب العدوان الثلاثى، الفرنسى الإسرائيلى البريطانى،عليها عام 1956.وكذلك كانت مصر الشقيقة فى قلوب الجزائريين دائما، حتى سنوات الاحتلال، فكتبوا عنها تضامنا وتأييدا وتقديرا، وكانت الجزائر سبّاقة فى نصرة مصر فى حربى 1967 و1973، فيحفظ التاريخ، أن فيالق الجيش الجزائرى كانت مع الفيالق المصرية فى الصفوف الأولى فى ملحمة أكتوبر، حيث امتزجت دماء الأبطال الشهداء من جزائريين ومصريين معا على أرض سيناء الطيبة، لتسجل صفحات مجيدة من التضحية والتضامن المشترك.

استمرت العلاقات المتميزة وتطورت لتشمل مختلف مجالات التعاون السياسى، الاقتصادى، الأكاديمى، الثقافى والإعلامى، حيث شهد العديد من الاتفاقيات الثنائية، فهل نشهد تعزيزا واستمرارا لتلك الاتفاقيات؟

نحن حريصون على تفعيل العلاقات الثنائية وترقيتها فى مختلف المجالات، بما يعكس الإرادة الإيجابية فى البلدين ويتم استثمار الإمكانات الكبيرة والقدرات العالية المتوافرة لدى الجانبين، بما يحقق المنافع المشتركة ويعود بالخير والازدهار على الشعبين الشقيقين.

ماذا عن آفاق التعاون الثنائى فى المجال الإعلامى ودور الإعلام فى تطوير العلاقات الجزائرية-المصرية ؟

تربط الجزائر ومصر علاقات طيبة متميزة بالتضامن والتفاهم والتعاون، وللبلدين من الإرادة والإمكانات والخبرات ما يؤهل هذه العلاقات إلى المزيد من التقدم والتطور. وفيما يخص المجال الإعلامى، لا شك فى أن تعزيز التعاون من خلال تكثيف البرامج الإخبارية والتقارير الإعلامية التى تسلط الضوء على مجالات التعاون المختلفة وفرص الاستثمار المتاحة فى البلدين من شأنها أن تعطى دفعا إيجابيا وبعـدا آخر لآفاق الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر ومصر. ولعل المركز العربى لتبادل الأخبار والبرامج «ASBU» ومقره بالجزائر العاصمة يعمل على توفير قاعدة بيانات صحفية لمنح الدول الأعضاء إمكانية إعداد برامج مشتركة باستخدام تقنية «المينوس»،كما يسمح بتعزيز المقاربات المشتركة فيما يخص مختلف القضايا العربية الراهنة كالقضية الفلسطينية التى تحظى باهتمام الإعلام العربى عموما والإعلام الجزائرى خصوصا.

ما الجديد فى المشهد السياسى الجزائرى، والطريق نحو بناء جزائر جديدة؟

الجزائر ماضية فى توسيع وتعميق دمقرطة مؤسساتها السيادية الوطنية وفق التزامات رئيس الجمهورية المقررة فى برنامجه وحملته الانتخابية، والذى شرع فى تجسيده ميدانيا من خلال آليات ومنظومة قوانين جديدة تسمح لأكبر فئة من الشعب بالمشاركة فى مختلف الاستحقاقات، خاصة فئة الشباب والمرأة، وهو ما أقرّه قانون الانتخابات الجديد.فالجزائر ستواصل هذا المسار بأكثر أريحية مع وجود مجلس شعبى منتخب يمثل إرادة الشعب الجزائرى ويستجيب لآماله وطموحاته فى التغيير المنشود، والتى عبر عنها من خلال حراكه المبارك فى 22 فبراير 2019، هذا الحراك الذى كرس قطيعة فى كيفية ممارسة الحكم.

كيف تنظرون إلى الإعلام الجزائرى وآفاق تطويره فى انتظار قانون جديد للإعلام؟

حين تولينا مهام وزارة الإعلام فى الحكومة السابقة، نعمل على محورين أساسيين، هما الانتقال من الصحافة الورقية إلى الإعلام الرقمى وتوطين قانونى وتكنولوجى لنشاط القنوات التلفزيونية الخاصة، إلى جانب توسيع عرض المؤسسة العمومية للتلفزيون من خلال فتح قنوات متخصصة جديدة موجهة لكل فئات المجتمع على غرار «قناة الذاكرة» و»قناة المعرفة» اللتين استحدثتا مؤخرا، كما سيتم قريبا وتزامنا مع ذكرى عيدى الاستقلال والشباب المصادف لـ 5 جويلية إطلاق قناة للشباب.وبالنسبة لقانون الإعلام الجديد نعمل حاليا على تكييفه مع فلسفة الدستور الجديد التى تكرّس ممارسة حرّة وهادئة لحرية الصحافة خارج جميع القيود الإدارية والحسابات الضيقة.وسيصدر قانون الإعلام الجديد مباشرة بعد مناقشته والمصادقة عليه من طرف الأعضاء الجدد للمجلس الشعبى الوطنى وتوقيعه من طرف رئيس الجمهورية السيد عبدالمجيد تبون.

الجزائر ومصر بلدان محوريان فى المنطقة، فماذا عن التنسيق بينهما فى القضايا العربية خاصة ليبيا؟

الجزائر ومن خلال مواقفها الدائمة والثابتة تجاه مختلف القضايا العربية، سعت من أجل حوار وطنى ليبي-ليبى يخضع لمنطق الأولويات، وهو ما تجسد مؤخرا من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تعنى بإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية مع إعطاء أهمية بالغة لعمل الجيش الوطنى الليبى من أجل جمع السلاح والانطلاق فى إعادة إعمار ليبيا، وذلك تجسيدا لتطلعات الشعب الليبى لخروج هذا البلد الجار من الأزمة المتعددة الأقطاب الأمنية والسياسية والاقتصادية، ناهيك عن الآثار الاجتماعية السلبية التى خلفتها سنوات من الاقتتال بين الأطراف الليبية.

ماذا عن التعاون الثنائى فى مكافحة التنظيمات الإرهابية والحركات المتطرفة ؟

الإرهاب الذى أصبح ظاهرة عالمية لا تعترف بالحدود باتت تفرض على الدول والحكومات حلولا عملية كفيلة باستئصال هذه الظاهرة الإجرامية من جذورها.الجزائر لم تسلم من مخالب الإرهاب الهمجى خلال تسعينيات القرن الماضى ومصر هى الأخرى عانت من ويلات الإرهاب.هذه التجربة أفرزت مقاربة حديثة تعمل فى اتجاهين اثنين: الأول هو اجتثاث التطرف وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، والثانية هى العمل على بعث تنمية اقتصادية، اجتماعية وسياسية شاملة تحقق لشعوب المنطقة طموحاتها فى العيش بأمن وسلام، والتمتع بكل ظروف العيش الكريم فى كنف دولة القانون.

إن هذه المقاربة الثنائية لطالما دافعت من أجلها الجزائر داعية إلى ضرورة تفضيل الحلول الوطنية من خلال الحوار بين أبناء البلد الواحد بعيدا عن التدخلات الأجنبية وتجاذبات المصالح الدولية، حيث أثبتت التجربة أنها تسمح بإيجاد حلول قابلة للتنفيذ والوصول إلى نتائج ملموسة كفيلة بعودة الأمن والاستقرار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل