أديداس : من القعر إلى العالمية

نور29 مايو 2020آخر تحديث :
أديداس : من القعر إلى العالمية

تُعتبر شركة أديداس من أكبر الشركات المُصنّعة للملابس والأحذية الرياضيّة في العالم، والتي مازالت تحتل المراكز الأولى بالنسبة لعشاق الملابس الرياضيّة، ويعود تأسيسها للشقيقين داسلر، وكان هذا سنة 1924، فيما يلي سنسلّط الضوء على مقتطفات من قصة نجاح هذه الشركة العالمية التي ترتبط بالجودة العالية والتي تنتشر متاجرها في كل مكان حول العالم.

أولًا: تعريف بشركة أديداس

أديداس هي شركة ملابس رياضية مقرّها ألمانيا، وتعد جزءاً من مجموعة أديداس التي تتألف من شركة ريبوك للملابس الرياضية وشركة تايلورميد لمنتجات الجولف، وشركة روكبورت للأحذية الرياضية التي باعتها أديداس سنة 2015 لشركة نيو بالانس.

إلى جانب الأحذية الرياضية تنتج الشركة منتجات أخرى مثل الحقائب والقمصان والساعات والنظارات وغيرها من الملابس المرتبطة بالألعاب الرياضية، تحتل أديداس المرتبة الأولى في صناعة الملابس الرياضية في أوروبا، كما تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد مُنافِستها الأمريكية نايكي.

تصميمات الشركة من الملابس والأحذية تتميّز بثلاثة خطوط متوازية، وهو نفس الشعار الرسمي حاليًا، وسُميت الشركة تيمنًا باسم مخترعها أدولف داسلر بجمع أول أجزاء اسمه أديداس.  

ثانيًا: بداية التأسيس

كان مؤسس أديداس يعمل في صنع الأحذية بمحلٍ صغير بسيط، وكان هذا في بداية القرن العشرين في مدينة هرزوجنيوراخ الألمانية، والتحق به ابنه رودولف، وخلال فترةٍ قصيرة تطوّر هذا المحل البسيط ليُصبح مصنعًا بسيطًا وصغيرًا، ولكن وبعد وفاة الأب انضم رودي داسلر لأخيه رودولف، ليُصبح المصنع أكبر، وهنا عمل الأخوان مع بعضهم البعض وأسّسوا شركة الأخوين داسلر وذلك في نهايات الحرب العالميّة الأولى سنة 1924، على يد الأخوين أدولف داسلر، ورودي داسلر.

في بداية العمل، قام الأخوان بتصنيع أحذية من النوع الغالي التي لم يكن يشتريها إلّا الأشخاص الأغنياء، وتمّ تصنيع الأحذية في مصنعهم الخاص بألمانيا في مقاطعة بفاريا، وخلال تلك الفترة كان الرياضيون في ألعاب الأولمبياد يركضون بأقدام حافية.

وفي سنة 1963، وعندما استضافت برلين الأولمبياد سنة 1936، فكّر الأخوين بصناعة الأحذية الرياضيّة بشكلٍ مرتب ومنسق، وهنا كانت البداية الحقيقيّة لهذه الشركة، حيث أصبح الطلب متزايدًا على تلك الأحذية، وهذا ما دفع الأخوان داسلر لتوسيع المصنع، وقبل الحرب العالميّة الثانيّة كان المصنع قد باع حوالي 200 ألف حذاء رياضي، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية تحوّل المصنع إلى مصنع لتصنيع الأسلحة والذخائر والدبابات.

ثالثًا: الانفصال وتأسيس أديداس

انفصل داسلر عن أخيهِ، وأسّس كل منهما شركة منفصلة عن الأخرى، حيث أسس رودي داسلر شركة بوما الرياضيّة، وأدولف داسلر شركة أديداس، وتمّ تسجيل الشركة بشكلٍ رسمي في 18 أغسطس سنة 1984.

وقد اختار داسلر جملة كشعار لشركتهِ وهي (احلم كل يوم بالرياضة)، وقد اختار تلك الكلمات لتكون الشعار الخاص بشركتهِ والماركة الأساسية المتعارف عليها اليوم بأديداس.

أمّا بالنسبة لشعار أديداس فهو عبارة عن ثلاث خطوط متوازية تشبه الجبل، ويوضح هذا الشعار ضرورة السعي وراء تحقيق الأهداف والمثابرة، وأنّ العبرة في الحياة لا تكون أبدًا في البدايات ولكن العبرة تكون في النهايات وما وصلت إليهِ.

رابعًا: وصول شركة أديداس إلى العالميّة

في سنة 1952، ارتدى الفريق الأولومبي الألماني بشكلٍ رسمي أحذية أديداس، ولعبوا مباراة ناجحة وفي غاية الروعة، وهنا كانت بداية انتشار شركة أديداس ووصولها للعالمية، وأصبحت الملابس الرياضيّة والأحذيّة المُصنعة من شركة أديداس يرتديها أكبر اللاعبين في العالم، وأصبحت تمتلك شعبيّة كبيرة بين الناس، ومن أهم العلامات التجاريّة المعروفة.

خامسًا: رحلة تطوّر شركة أديداس

حصلت شركة أديداس سنة 1997 على شركة سالمون لإنتاج ملابس التزلج على الجليد، وأُدمج اسم سالمون مع أديداس ليُصبح اسمها أديداس سالمون، وبعدها بفترةٍ قصيرة حصلت على شركتي تايلور ماد جولف وماكس فيلي لتنافس وبشدّة شركة نايكي جولف.

وفي سنة 1998، وضعت الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات قرارًا يمنع وضع العلامات التجاريّة للشركات على الملابس والأحذية الخاصة باللاعبين، وهنا قامت أديداس برفع دعوى ضد هذا القرار، ولكن سرعان ما تنازلت عن الدعوى لتصل إلى حل وسطي يُرضي الطرفين.

وخلال سنة 2003 رفعت شركة أديداس دعوى قضائيّة ضد شركة أخرى قامت باستخدام شعار يُشبه شعارها الخاص، وهو خطين موازيين يتشابهان مع خطوط شعار أديداس الثلاثة، وتم الحكم لصالح شركة أديداس.

وخلال سنة 2004، قامت المصممة العالميّة ستيلا ماكرتني، بإقامة شراكة مع أديداس لإنتاج وتصميم الملابس الرياضيّة الخاصة بالنساء، وأطلق عليها اسم أديداس ستيلا ماكرتني.

وفي سنة 2005، أطلقت شركة أديداس أوّل حذاء رياضي في العالم، بمعالجات دقيقة جدًا، ويستطيع هذا الحذاء إجراء حوالي خمسة ملايين عمليّة حسابيّة في الثانية، ويعمل باستخدام بطاريات صغيرة تُستبدل كل مائة ساعة.

وفي يومنا هذا أصبحت أديداس تتكوّن من مجموعة من الشركات، وهي شركة ريبوك للملابس الرياضيّة، شركة تايلور ماد أديداس جولف، وشركة روكبوت ماد أديداس.

سادسًا: المُنتجات الخاصة لشركة أديداس

تدخل شركة أديداس في الكثير من الرياضات، كالجري، التنس، كرة السلة، والكروكيت.

تصنع شركة أديداس العديد من منتجات الملابس والأحذية.

تصنع الأزياء العالمية، والعطور ومزيلات العرق.

تصنع الملابس الرجاليّة والملابس الداخلية.

تنتج أديداس الحقائب الرياضيّة المميزة.

تصنع شركة أديداس أيضًا الساعات الرياضيّة الشهيرة.

● سابعًا: الأحداث الرياضيّة التي قامت أديداس برعايتها

قامت شركة أديداس برعاية العديد من الأحداث الرياضيّة في العالم، كالألعاب الأولومبيّة، وكأس العالم، كما كانت شريكة للفيفا في رعاية كأس العالم سنة 2014، بالإضافة لرعايتها للفرق الرياضيّة في كأس العالم وللعديد من الرياضيين، وهي التي صممت الكرة الرسمية لكأس العالم سنة 2014.

كانت هذهِ مقتطفات من قصة نجاح شركة أديداس الرائدة في مجال الألبسة والمنتجات الرياضيّة التي مازات تحتل مكانةً شعبيّةً كبيرة في العالم إلى يومنا هذا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل