قصة نجاح رالف لورين مؤسس شركة بولو

نور29 مايو 2020آخر تحديث :
قصة نجاح رالف لورين مؤسس شركة بولو

يُعتبر رالف لورين واحداً من أشهر رجال الأعمال في العالم، وصاحب ومؤسس شركة بولو الرائدة في مجال تصاميم الأزياء التي يُفضلها مشاهير العالم، ولكن العديد من الأشخاص لا يعلمون بأنّ هذا الرجل هو شخصٌ عصامي لم يصل إلى النجاح الكبير إلّا بعد قصة عناء وتعب، فيما يلي سنُسلط الضوء على مقتطفات من قصة حياة ونجاح رالف لورين صاحب شركة بولو.

أولاً: شركة رالف لورين

شركة رالف لورين شركة أمريكية خاصة للتداول العام، يقع مقرها الأساسي في نيويورك في الولايات المتحدة، وهي شركة مختصّة بالملابس الفاخرة والإكسسوارات والعطور والأدوات المنزلية، وهي ضمن شركة بولو رالف لورين أو شركة بولو للأزياء التي تأسست عام 1967.

ثانياً: نشأة رالف لورين وطفولتهُ

ولد رالف لورين سنة 1939 في حي برونكس بولاية نيويورك، وهو ينتمي لعائلة فقيرة، حيث كان والده يعمل في مهنة الصباغة، وكانت عائلتهُ مكونة من أربعة أولاد وهو كان أصغرهم.

عاش لورين طفولة حزينة وتعيسة، وكثيراً ما تعرّض للسخرية من قبل زملائهِ، وذلك بسبب إسم عائلتهِ، حيث أن أسم عائلتهِ الأصلي هي ليفشيتشز، لهذا قرر مع أخوتهِ تغيير أسم العائلة إلى لورين بدلاً من ليفشيتشز.

تميّز لورين بعشقهِ للموضة والأزياء منذُ الصغر، حيث كان يعمل بعد المدرسة وهو في سن الثانية عشر ليوفر نقوداً لشراء الملابس الجديدة، وكان يهتم دائماً بشراء الملابس ذات الجودة العالية التي جعلته محطّ جذب زملائه وجيرانه في الحي.

ثالثاً: حياة لورين في الدراسة المدرسية والأكاديمية

تعلّم لورين في أكاديمية سالنتر، ثم انتقل بعد ذلك إلى أكاديمية أم تي إيه في نيويورك، وكان في ذلك الوقت يبيع لزملائه الطلاب ربطات العنق، وعند وصوله إلى الثانوية العامة في عام 1955 انتقل إلى مدرسة ديويت كلينتون وتخرّج منها في عام 1957 وطلب وقتها أن يُكتب تحت صورته في كتاب السنة عبارة وهي (أريدُ أن أصبح مليونيراً)، ومن هنا بدأت قصة كفاحه للوصول إلى هدفه في أن يصبح مليونيراً بالفعل.

تخرج لورين من معهد باروش في نيويورك بعد أن تخصص في إدارة الأعمال، وكان في ذات الوقت يعمل بائعاً في محلات بروكس براذرز للألبسة، إلّا أنّه ترك الدراسة بعد عامين واستمر بالعمل في مجال بيع الألبسة حتى سنة 1962، ثم خدم في الجيش الأمريكي لمدة عامين.

رابعاً: مرحلة ما بعد الجيش

بعد إنهاء لورين لخدمة الجيش، انتقل مباشرةً للعمل في شركة ريفيتز للأزياء، وهنا كانت انطلاقته الأولى في عالم تصميم الأزياء، وبالتحديد تصميم ربطات العنق التي تخصص وأبدع فيها، حيثُ كان يقضي طوال الليل وهو يعمل ويبتكر ربطات عنق بجودة واحترافيّة عالية قلّ نظيرها، ولكن وللأسف الشديد فإنّ المُستثمرين في بداية الأمر رفضوا كل التصاميم التي كان يُقدمها واستمر هذا الوضع حتّى سنة 1967.

خامساً: بداية النجاح والإنطلاق نحو الشهرة

في سنة 1967 توصّل لورين إلى اتفاق مع شركة بو بروميل على تصميم ربطات العنق لكل منتجات الشركة من الأزياء، وخلال تلك المرحلة كانت ربطات العنق ذات اللون الداكن هي الموضة الأساسيّة المنتشرة، إلّا أنّ لورين أراد أن يرسم خطاً خاصاً ومميزاً لتصميماتهِ، فأحدث ثورة نوعيّة في عالم ربطات العنق، حيثُ بدأ بتصميم العديد من ربطات العنق والكرافتات الملونة والمزركشة بألوانٍ مختلفة وفاتحة، هذهِ الموضة الجديدة التي نالت إعجاب واستحسان العديد من الزبائن، ممّا حقّق له أرباحاً كبيرة تقدر مابين 12 إلى 15 دولار أمريكي، في الوقت التي كانت ربطات العنق التقليديّة تُباع في الأسواق بمبلغ بسيط لا يتجاوز 5 دولارات.

سادساً: تأسيس شركة بولو رالف لوران

بدأ لورين يُفكر بتأسيس شركة خاصة لهُ، وبالتحديد بعد زواجه من ريكي لوبير، حيث أسّس أول شركة للأزيار بالمال الذي كان يجمعه من تصميم ربطات العنق، بالإضافة إلى أنّه استعان ببعض القروض الماليّة من البنوك بمساعدة شقيقهِ، وقد اختار شعاراً مُميّزاً للشركة وهو رجل يلعب بالبولو على الحصان، واختار هذا الشعار للشركة لأنّ لعبة البولو كانت وقتها لعبة عالميّة وشهيرة، وخاصة بالملوك والطبقة الثريّة.

تابع لورين توسعاته في التصميم، واتفق مع متاجر بلومنغديل على بيع منتجاته من ربطات العنق، ولكن الشركة اشترطت بألّا يضع علامتهُ التجاريّة بولو رالف لورين على ربطات العنق، هذا الأمر الذي رفضهُ بشكلٍ قاطع، فانصرف للبحث عن متاجر أخرى، إلّا أن الشركة تراجعت عن قرارها بعد أن اكتشفت النجاح الكبير الذي حققتهُ ربطات العنق التي يُصممها لورين.

وخلال سنة 1968، بدأ لورين يُفكّر بشكلٍ جدي بتوسيع مصنعهِ، وبدأ بتصنيع الملابس الرجاليّة، التي تتميّز بطابعها البريطاني والأمريكي الكلاسيكي، ونجح في بيع منتجاتهِ وأصبح لديهِ العديد من الزبائن التي تتهافت لشراء هذهِ المنتجات الجديدة.

وفي بداية سنة 1971، بدأ لورين في تصميم الملابس النسائيّة المميزة، وقرر الدخول في مجال بيع التجزئة، وفي نهاية سنة 1971 افتتح أول محل لبيع الألبسة في بيفرلي هيلز، وحقق هذا المحل نجاحاً كبيراً، وانطلق بعدها بتأسيس العديد من المحلات التجارية المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكيّة.

سابعاً: نجاح رالف لورين غير المحدود وشهرتهُ

في بداية سنة 1973، دخل رالف لورين إلى عالم الشهرة من أبوابهِ الواسعة، حيث قام بتصميم أزياء أبطال فيلم ذي غريت عاتسبي، التي أعجبت المشاهير وملايين المشاهدين، وبعد هذهِ الشهرة الكبيرة قرر لورين التوسّع في نشاطاتهِ التجاريّة حيثُ بدأ بتصنيع النظارات سنة 1974، وانتقل بعدها لتصنيع العطور سنة 1978، وعمل بعدها على إنتاج ملابس الأطفال سنة 1981، وأخيراً عمل بتصنيع الأحذية سنة 1982.

ولكي يضمن لورين الاستمراريّة في طريق الشهرة والمنافسة القويّة، وبشكلٍ خاص بعد ظهور العديد من العلامات التجاريّة وقتها، عمل على تنويع خطهِ الإنتاجي، فقرر صنع التيشيرتات والقمصان الرجاليّة، كما وعمل على تصنيع المجوهرات والساعات والملابس الدّاخليّة، وبعد فترةٍ ليست بطويلة، عمل على إصدار خط إنتاج جديد وهو إكسسوارات ومستلزمات المنزل كالمناشف والأثاث.

ثامناً: الجوائز والتكريمات التي حصدها

• حصل رالف لورين على العديد من الجوائز والتكريمات المهمة نتيجة نجاحاته الكبيرة، منها:

• ثمان جوائز من منظمة كوتي.

• أدخل في رواق كوتي للمشاهير.

• حصل على جائزة أفضل إنجاز من اتحاد مصممي الأزياء في الولايات المتحدة سنة 1992.

• انتُخب كمُصمم سنة 1996 في الاتحاد.

تاسعاً: حياة رالف لورين الخاصة

لدى رالف لورين ولدان وإبنة، وهم أندرو الذي يعمل في إنتاج الأفلام والمسلسلات التلفزيونيّة، ديفيد الذي يعملُ في مجال الإدارة التنفيذيّة لشركة بولو رالف لورين، ودايلان التي تمتلكُ متجراً للحلويات في مانهاتن.

ويعيشُ لورين حياة الثراء فهو يستمتعُ الآن بكل النجاحات التي حققها، ويعمل على جمع القطع الفنيّة النادرة، والسيارات الفاخرة، والمنازل الفارهة في العديد من الأماكن مثل جامايكا، لونغ آيلاند، مانهاتن، بالإضافة للعديد من المزارع الضخمة.

كما رأيت عزيزي فإنّ رالف لورين استمر بالعمل والشقاء لسنواتٍ طويلة دون كللٍ أو ملل، إلى أن نجح في الوصول لعالم الشهرة والنجاح والثراء الذي طالما كان يحلم بهِ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل