تحل اليوم الذكرى 137 لانتصار جيش الأمير عبد القادر على قوات الاحتلال الفرنسي ، و تمكَّنَت وحَدات جيش الأمير عبد القادر مِن إلحاقِ خسائِر فادِحة في صُفُوف جيش المُحتَل الفرنسي، مِن بَينها مقتل ضابط برُتبة عقِيد يُدعَـى أوديـنـــــو-Oudinot-، وقد أدرَك الجنرال ترِيزل-Trézel- قائد هيئة الأركان العامّة لجيش الاحتلال الفرنسي أنّ جَيشَه لم يَعُد في حالةٍ تُمكِّـنُه من متابعة القتال بسبب التّفكُّك الذي أصاب جنوده، فقرّر الانسحاب إلى قاعدته بِتلِيلات (جنوب شرق مدينة وهران).
وفي صبِيحة يوم 27 جوان 1835م، وصَل الأمير بقوَّاته مِن تِلمسان مِن أجْل قَطع طريق انسحاب العَدُو إلى وهران، الذي اضطر إلى اتّخاذ مسلَك آخر للالتحاق بأرزيو ومنها إلى وهران، لكِن الأمير أدرَك أنّ تريزل سيَـمُـرّ حتمًا بالمقطع المكان الذي يلتقي فيه وادي سيڤ بالهبرة، وفي يوم 28 جوان 1835م أمَر الأمير وِحدة من الفرسان قِوَامها ألف رَجُل ومع كل واحدٍ منهم جُندِي من المشاة، أمَرهُم أنْ يسِيروا بسُرعة في اِتجاه المَمَر لِوقف تقدّم العَدُو وتَولَى هُو قيادة القوّات الباقِية لمباغَتة العَدُو مِن الخلف.
قسَّمَت خُطّة الأمير قوّات الجيش الفرنسي إلى قِسمَين، وتحت تفشِّي الفَوضى اِتّجَه أحدُهما إلى المستنقعات يَمِينًا، بَينما أسرَع الآخر نَحوَ جبال حميان يَسارا، هكذا فَتحَت قوّات الأمير ثغرة بَين الوحدات الفرنسية وتوغّلت فيها وأخذت تُهاجِمها من كافّة الاتجاهات، وقد نتج عن هذه العمليات اضطرابًا في صفوف العدو أدَّى إلى فَشله وانهِزامه حيث تكبّد خسائر وخيمة قُدّرت بحوالي 300 قتيل و200 جريح و17 أسيرا.
