الشهيد زيغود يوسف.. العقل المفكر لهجومات 20 أوت

نور5 يوليو 2022آخر تحديث :
الشهيد زيغود يوسف.. العقل المفكر لهجومات 20 أوت

ولد البطل يوسف زيغود يوم 18 فيفري1921 بقرية (كوندي السمندو) سابقا و التي حملت اسمه بعد الاستقلال من ولاية قسنطينة حاليا تابع زيغود دراسته الابتدائيةبالفرنسية الى جانب دخوله الكتاتيب القرآنية بمسقط رأسه لحفظ ما تيسر من القرآن الكريم .

ما أن اكتمل نضج الشاب زيغود حتى شرع في اتصالاته بمدينة قسنطينىة،حيث وجد من يأخذ بيده ليندمج في بوتقة النضال السياسي ،فانخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري و عمره لا يتعدى 17 عاما ،وأصبح بذلك المسؤول الأول بقرية سمندو. و انضم الى حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي تعتبر امتدادا للحزب السابق ، و كان عضوا نشيطا في صفوفها ، يجند و يشحذ الهمم في تكوين الشباب و بث فكرة الثورة في أوساط المواطنين.

بعد تكوين الجناح العسكري للمنظمة الخاصة التي أنشئت سنة 1947 من طرف حركة الانتصار ، انضم إليها،و كان على رأس المنظمةو المشرف على بنائها المرحوم محمد بلوزداد مع كوكبة من المناضلين.

و تولى زيغود يوسف سنة 1948 قيادة خليتها الأولى بقريته ،و تولى عملية التنظيم بالشمال القسنطيني لجلب الرجال الأوفياء للمبادئ . و كان يعد الاجتماعات لليوم المعهود في إسطبل بقريةالسمنو.و كان المسؤول الجهوي للمنظمة هو الشهيد ديدوش مراد.

سنة 1950 زج به في سجن عنابة مع عدد من المناضلين ،و التقى بداخله مع مصطفى بن عودة وإبراهيم عجومي بن مصطفى و محمد بن زعيم و عبد الباقي بكوش الذين كانوا على متن عربة واحدة عند إلقاء القبض عليهم .

حكمت سلطات العدو على زيغود بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا ،بتهمة المساس بالأمن الخارجي للدولة ،لكنه تمكن بذكائه و خبرته في الحدادة و بواسطة قطعة حديد خلعها من قفل أحد الأبواب الذي كان يؤدي الى بيت صغير ،و قد أدخلها من تحت قشابية من مراحيض السجن ، من ثقب سقف الغرفة تمكن من مرور شخص عادي ،ثم الفرار بعد فتح باب السجن رفقة كل من مصطفى بن عودة و سليمان بركات و عبد الباقي بكوش .

و بعد عملية الفرار يوم 21 أفريل سنة 1951 ،ظل الشهيد زيغود يوسف مع جماعته يتنقل في سرية تامة من موقع إلى آخر مثل:الصوادق و الداموس التي عالج بها الجرح الذي أصيب به أثناء عملية الفرار، ثم الحروش و السمندوعند أصهاره ،والقرارم عند عمار قوقة ،و منها الى منطقة الأوراس بواسطة سيارة جاءت من مدينة أريس بقودها المناضل مسعود بن العقون ،حيث اعتصموا بالجبال .و التقى هناك بالقادة مثل رابح بيطاط و لخضر بن طوبال و مصطفى بن بولعيد و الخارجين عن القانون بالأوراس كما كانت تصفهم فرنسا .

و لما تأسست اللجنة الثورية للوحدة و العمل في مارس 1954كقوة ثالثة لوضع حد للانقسامات الحزبية و الصراع بين مصالي الحاج و جماعته ،و أعضاء اللجنة المركزية للحزب انضم إلى صفوفها . كما كان من بين الأعضاء 22 الذين اجتمعوا في منزل دريش إلياس بالمدنية بالعاصمة في صيف 1954 للتفكير و الإعدادلإعلان الثورة المسلحة . و عين في الاجتماع كنائب أول لقائد منطقة شمال قسنطينة .

زيغود في أول نوفمبر :

تجمع كل شهادات المجاهدين الذين عاشوا أحداث هذه الليلة العظيمة ،على أن القائد زيغود كان على رأس العدد القليل جدا الذي أشرف و عمل على تحضير و تنفيذ العملية التي جرت بالمنطقة .

و بعد اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة بادر زيغود يوسف رفقه ديدوش مراد على تنظيم الصفوف و المقاومة بالشمال القسنطيني – الولاية الثانية بعد مؤتمر الصومام-و يجمعان الأسلحة،و شاركا في معركة بوكركر التي وقعت يوم الاثنين 18 جانفي 1955 رفقة 17 مجاهدا لإظهار قوة الثورة و انتشارها ،و لكن انتهت بسقوط قائده ديدوش مراد شهيدا، بعد معركة طاحنة الى جانب ستة مجاهدين ،حيث اكتشفهم العدو ،فحاصرهم حصارا شديدا .

وخوفا من انتشار روح الانهزامية في الجنود ،أكد زيغود يوسف للمجاهدين بأن المعركة لا تنتهي بانتهاء قائدها ،بل ينبغي أن تستمر مهما كانت التضحيات الجسام .مما ترك الصدى الايجابي وسط المجاهدين و المواطنين .

هجوم 20 أوت 1955 :

بعد توليه قيادة منطقة الشمال القسنطيني،تابع زيغود يوسف نشاطه العسكري، خاصة و أنه يعرف جيدا تضاريس المنطقة ،و نفسية السكان ،و قد أبرزت العمليات العسكرية التي قام بها و خططه الحربية ،عن قيمة إمكانياتهالتكتيكية و الإستراتيجيةفي حرب العصابات .و كانت هجومات 20 أوت 1955 على 39 معقل للعدو الفرنسي كالثكنات و مراكز الشرطة و مساكن المعمرين في منتصف النهار و في وقت واحد ،و هذا في سكيكدة و الحروش و عزابة و قسنطينة و الخروب و عين عبيد و وادي الزناتي و السمندو و جيجل و الميلية …و غيرها من قرى الشمال القسنطيني مما زاد في انتشار الصدى الايجابي للثورة داخليا و خارجيا .

و كان الهدف من هذه العملية التأكيد على التحام الجماهير بالثورة و تخفيف الضغط العسكري عن منطقة الأوراس باقتراح من الشهيد شيحاني بشير، و تحقيق مبدأ التضامن بين شعوب المغرب العربي، لمصادفة هذا اليوم مع الذكرى الثانية لعزل و نفي الملك المغربي محمد الخامس .و التفكير في تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في دورتها ليوم 20 سبتمبر 1955 .

و خطة هذه الهجومات فقد تم التحضير لها منذ شهر ماي 1955 ،و كانت هناك محاولة اتصال بالولايات المجاورة للتنسيق في الهجوم،غير أنه و لظروف استثنائية لتتم العملية في باقي الجهات المبرمجة .

حضور مؤتمر الصومام :

بعد هجومات 20 أوت 1955 ،فكر زيغود يوسف مع بعض الرفقاءمن المسؤولين المساعدين إمكانية عقد مؤتمر وطني يضم قادة الثورة ،و اقترح منطقة قسنطينة لاحتضانه لوضع استراتيجية جديدة للثورة تتماشى و متطلبات المرحلة.و نتيجة لظروف أمنية عقد المؤتمر في 20 أوت 1956بوادي الصومام بالولاية الثالثة احتفالا بالذكرى الأولى لهجومات 20 أوت 1955 . و قد كان مؤتمرا تنظيميا لهياكل الثورة السياسية و العسكرية .وانبثق عنه ميثاق الصومام كأول ميثاق تنظيمي للثورة في مراحلها المقبلة.

و في هذا المؤتمر تمت ترقية زيغود يوسف الى رتبةعقيد ،و كلف رسميا بقيادة الولاية الثانية .و عين كذلك عضوا دائما في المجلس الوطني للثورة .

حادثة استشهاده:

بعد عودته من أشغال مؤتمر الصومام،شرع زيغود يوسف في إجراءاللقاءات لإعداد الرجال و ضبط الأهداف و تطبيق القرارات المتخذة .

و عقدلهذا الشأن اجتماعا بقرية الخربة إحدى قرى مشتى السطيحة بالقرب من سيدي مزغيش في منزل زيدان بوالزردمع فوجه المكون من 15 مجاهدا .

و في بداية الصباح من يوم 23 سبتمبر 1956 عرف زيغود يوسف أن قوات العدو متواجدة بمشتى مجاورة، فظن أنها عملية مسح للجبل القريب من مكان تواجده ،فحاول مع من بقي معه من الجنود ،النزول الىالوادي عبر منحدر شبه عار، فالتقى الطرفان في حدود الساعة السابعة و نصف صباحا وجها لوجه ،و كان زيغود في المقدمة ،لهذا كان أول من أصيب بجروح ، رغم ذلك استبسل في الدفاع الى أن سقط شهيدا مع ثلاثة من رفقائه ، ثم حمل العدو جثته الى قرية رمضان جمال للتأكد من هويته.و بعد عدة أيام من التحقيق نشرت الصحف الفرنسية في صفحاتها الأولى و بعناوين بارزة :

  • قائد العصابات المتمرد بالشمال القسنطيني يقتل من قبل الجيش الفرنسي .
  • إن هذا الحداد الذي يعتبر أحد مفجري الحركة الإرهابية بالجزائر هو منظم مجازر 20 أوت 1955 .

كما نشرت جريدة –لاديباش- رسالة تهنئة من المفتش العام للإدارة- موريس بابون – الى الجنرال-نواري – قائد قوات منطقة قسنطينة.

و لقد تولى موريس بابون بنفسه الإعلان عن الخبر أثناء ندوة صحفية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل