عقدت لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني ، اليوم الثلاثاء برئاسة الصالح جغلول ، رئيس اللجنة، اجتماعا خصص للاستماع إلى عرض قدمه وزير التربية الوطنية السيد عبد الحكيم بلعابد بحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان السيدة بسمة عزوار .
رئيس اللجنة و في كلمة له اكد ان هذا اللقاء يندرج ضمن ترقية جسور التواصل بين البرلمان و الحكومة و فرصة للاستماع إلى المسؤول الأول عن قطاع التربية الوطنية في الجزائر حول برنامج عمله و الاستراتيجية المتبعة لتحقيق ما تصبوا اليه الجزائر لتكوين إطارات الغد، و ثمن السيد صالح جغلول الاستحداثات التي مست القطاع بأطواره الثلاث على غرار ادراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي و استعمال اللوحات الالكترونية .
وفي مستهل حديثه، ثمن وزير التربية الوطنية قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القاضي ترسيم الوقوف دقيقة صمت، سنويا عبر الوطن، ترحما على أرواح شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961 ، عقب ذلك قدم السيد الوزير عرضا حول استراتيجية القطاع و اهم الإنجازات التي تميز بها هذه السنة تنفيذا لمخطط عمل الحكومة المنبثق عن برنامج رئيس الجمهورية و ذلك من خلال تغيير الذهنيات على ضوء التحولات الكبرى التي يعرفها العالم و هو ما يدفع الوزارة حسبه للارتقاء بالقطاع بتظافر جهود الجميع من أجل ضمان سيرورة الخدمة والحفاظ على المنظومة التربوية، و مصلحة التلميذ .
موضحا أن الدخول المدرسي هذه السنة تميز بإدراج اللغة الإنجليزية في السنة الثالثة ابتدائي بحجم ساعي مدته 90 د، حيث تم اعداد كتاب مدرسي و منهاج خاص بذلك ، ابتداء من هذا الموسم الدراسي مؤكدا سعي الوزارة على توفير كل الإمكانيات البشرية والمادية والتنظيمية لنجاحه على أن يتم الانتقال إلى مستويات أخرى في السنوات المقبلة، مشيرا أنه يطبع أيضا بتقنية البرايل ليستفيد منه التلاميذ من ذوي التحديات البصرية ، معتبرا ذلك مكسبا كبيرا للمدرسة وهو ما يدعو إلى فتح مناصب مالية جديدة لتوظيف أساتذة مختصين من خريجي المدارس العليا ، وفي سياق ذي صلة أشار الوزير إلى ، عديد الملفات الفعالة التي ستُساهم في تحسين ظروف تمدرس التلاميذ على غرار إجراءات تخفيف وزن المحفظة ، كتجهيز 1629 مدرسة ابتدائية بالألواح الإلكترونية كمرحلة أولى، وطبع النسخة الثانية من الكتاب المدرسي الذي سيستفيد منه تلاميذ السنة الثالثة، الرابعة والخامسة ابتدائي، و ذلك تطبيقا لمخطط عمل الحكومة في جانبه المتعلق بالشق التربوي . وكذا الكتاب الرقمي، مع استحداث شعبة الفنون بتخصصاتها الأربع ضمن مسارات التعليم الثانوي العام والتكنولوجي وتخصيص ثانوية وطنية لها على مستوى الجزائر العاصمة ، كما ستتخذ إجراءات للتكفل الجيد بأطفال التوحد ، وكذلك بعث القانون الأساسي للموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية . من جهة أخرى كشف الوزير عن امتحان تقييم المكتسبات في نهاية مرحلة التعليم الابتدائي حيث لا يحتسب في معدل الانتقال إلى مرحلة التعليم المتوسط، وإنما يعتمد المعدل السنوي لجميع المواد في السنة الخامسة من مرحلة الابتدائي معيارًا وحيدًا للانتقال.
عقب العرض، ثمن النواب الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية و التحديات الكبرى التي رفعتها من أجل الدخول المدرسي لهذه السنة، و الذي تميز كثيرا عن سابقيه ، في حين انصبت معضم الانشغالات حول مشاكل وطنية وأخرى محلية سيما منها مشكل الاكتظاظ في الأقسام الدراسية الذي بات يشكل أحد أسباب تردّي المضمون المعرفي، كما انتقد أعضاء اللجنة ظاهرة اللجوء للدروس الخصوصية وتلقي الدروس خارج أسوار المؤسسات التربوية ، و حثوا على ضرورة وضع حد لذلك ، حيث رصدت في العديد من المناطق تلاميذ يتلقون الدروس في مستودعات لا تتوفر فيها ادنى شروط الدراسة ويتكفل بهم أستاذة بمقابل ليس في متناول الجميع.
كما شكل النقل المدرسي محل اهتمام النواب و انشغالهم بمصلحة المتمدرسين حيث أصبح توفير وسائل النقل ضرورة ملحة تقي التلميذ مشكل التنقل اليومي للمؤسسات التربوية ، و طالب أحد المتدخلين بتحسين الوجبة الغذائية المقدمة للتلاميذ في مطاعم الابتدائيات المتواجدة عبر ربوع الوطن حيث لا تستجيب الوجبة الغذائية للمقاييس الغذائية المعمول بها ، وكذا نقص الهياكل والتأطير.
من جهة أخرى تأسف أعضاء اللجنة لظاهرة العنف المدرسي التي تشهد تصاعدا مخيفا عبر المدارس الجزائرية، من خلال تسجيل عدد من حوادث الاعتداء على أساتذة والتلاميذ.
و في سياق آخر دعوا إلى التكفل بخريجي المدارس العليا للأساتذة كمنتوج تكوين موجه أساسا لقطاع التربية الوطنية، ومنح الترقيات عن طريق الامتحانات المهنية وقوائم التأهيل في مختلف الرتب والتكفل بإدماج منتسبي عقود ما قبل التشغيل، إلى جانب الاهتمام بتنظيم دورات تكوينية لفائدة المكونين والمعلمين من أجل تحسين مستواهم وتأهيلهم، وكذا مراعاة طريقة التوظيف ونوعية التكوين والمساواة بين الأطوار والأسلاك و فتح آفاق الترقية، وتثمين سنوات الخبرة المهنية والشهادات المتحصل عليها خلال المسار المهني .
من جهة أخرى دع بعض المتدخلين إلى إيلاء مناطق الجنوب أهمية خاصة نظرا لخصوصية المنطقة، و التي لم تحقق نفس التطور الذي عرفه القطاع بالشمال مطالبين بالتكفل باساتذة الجنوب ، مع إعادة برمجة الامتحانات الرسمية بالمنطقة.